"مواقع تزرع الفتنة".. رد السيسي على التراشق الإعلامي المصري – السعودي

الرئيس المصري ألقى باللائمة على الكتاب والصحافيين مؤكدا أنه "لا يتدخل في ما تكتبه وسائل الإعلام".
الجمعة 2023/02/10
علاقة مصر طيبة مع الجميع

القاهرة - طالب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بـ”الابتعاد عما يسيء إلى العلاقات مع الأشقاء”، وذلك في أول رد رسمي على التراشق الإعلامي المصري – السعودي الذي اشتعل في المدة الأخيرة.

واستغل السيسي حضوره الخميس افتتاح المرحلة الثانية من مدينة الصناعات الغذائية “سايلو فوودز”، المملوكة للقوات المسلحة بمدينة السادات، وقال بعد أن طلب الحديث من مقدم الحفل إن بلاده “تقدر دوما علاقتها مع الأشقاء العرب ولا تنسى وقوفهم إلى جانبها”.

ويسعى الرئيس المصري إلى تخفيف وقع نزاع إعلامي نادر الحدوث مع السعودية التي أشارت في الآونة الأخيرة إلى فرض شروط أشد صرامة على الدعم المالي لحلفاء مثل مصر.

وشدد السيسي على “حرص الدولة المصرية على الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع الجميع”، وتساءل “هل سنسير وراء بعض المواقع المغرضة التي ترغب في إحداث فتنة بيننا وبين الأشقاء؟”.

وأكد الرئيس المصري “أقل حاجة نعملها أن نسكت.. إن لم نقل كلاما طيبا نسكت”، مشيرا إلى أن هذا ينطبق “على وسائل إعلامنا التي لا نتدخل فيها”.

وأضاف أن “كل ما يكتب في وسائل الإعلام يجب أن يستهدف تحسين العلاقات وليس العكس”.

وأشار السيسي إلى أن الحرص على أن تكون علاقة مصر طيبة مع الجميع منهج تبناه منذ أن تولى المسؤولية وليس فقط الآن، مضيفا أن “هذا المسار نتبناه حتى في أوقات الأزمات والخلافات”.

وقال “من غير اللائق ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى بعض المقالات التي تتناول علاقاتنا مع الأشقاء، سواء في المملكة العربية السعودية أو أي دولة أخرى”، داعيا إلى “عدم الانسياق وراء المواقع الإلكترونية التي تقصد الفتنة بيننا وبين االأشقاء”، قبل أن يتابع “لا أريد أن أقول أسماء دول”، موضحا “لو فيه خلاف مع دولة شقيقة من خلال السنين الفائتة، سنتجاوزها”.

وأوضح الرئيس المصري أن “حتى في الخلاف مع إثيوبيا حول سد النهضة لم يصدر عن الدولة المصرية أي تصريح أو تصرف مسيء”.

وحث وسائل الإعلام ومواقع التواصل على “وجوب عدم ترديد أمور غير منضبطة أو التطاول”، موضحا أن “في حال لم يتم صدور تصريح رسمي فإن ذلك يعني أن الأمور تسير بشكل طبيعي وجيد”.

ونشر معلقون مقاطع فيديو لحديث السيسي، وتباينت الأراء حوله بين مرحب ومنتقد. وقال معلق:

وتهكم آخر:

nayelshafei@

السيسي يتلعثم حول الأزمة مع السعودية. ويحذر من الاستماع إلى المواقع المغرضة التي تريد الفتنة مع الأشقاء، وحتى المواقع التابعة للدولة، فنحن لا نتدخل فيها.

وقال أكاديمي سعودي:

وفي المقابل، ذكّر معلقون بمقال مسيء نشرته صحيفة الجمهورية الرسمية.

وكان موقع صحيفة الجمهورية الحكومية المصرية قد حذف مقالا لرئيس تحريرها عبدالرزاق توفيق، شنّ فيه هجوما غير مسبوق على دولة “لم يسمها”، لكن كل التلميحات التي ذكرها في المقال تشير إلى أنها المملكة العربية السعودية بشكل لا لبس فيه، وذلك عقب انتقادات كتّاب سعوديين للنظام المصري الحالي، وقضية سيطرة الجيش على اقتصاد البلاد.

واعتذرت صحيفة “الجمهورية” الحكومية المصرية عن المقال بعنوان “الأشجار المثمرة.. وحجارة اللئام والأنذال”، الذي حذف من موقع الصحيفة السبت الماضي.

ودخلت حسابات معروفة بمعاداتها للسعودية على الخط وأعاد حساب “تركي الشلهوب” التذكير بالمقال وأكد عدم اعتذار الصحيفة.

وشهدت الأيام الماضية معركة إعلامية بين كتاب وصحافيين من السعودية ومصر، ما أثار تساؤلات حول خلفية هذا الخلاف، وما إذا كان يعبّر عن خلافات بين الأنظمة أم لا.

وفي الوقت الذي ينظر فيه البعض إلى ذلك المشهد على أنه “أحد تداعيات الأزمة التي تشهدها العلاقات المصرية – السعودية”، يصفه آخرون بأنه “تصريحات إعلامية عابرة”.

وحاول كتاب سعوديون ومصريون تطويق أزمة التراشق الإعلامي الأخير بين مصر والسعودية، وقطع الطريق على تنظيمات معادية تعمل على بث الفرقة بين الشعبين.

ويقول بعضهم إن التحديات الأمنية الإقليمية والضغوط الاقتصادية العالمية ستبقي العلاقات بين البلدين صامدة، “فمصر تحتاج إلى الاستثمارات السعودية للخروج من أزمتها الاقتصادية، والرياض بحاجة إلى لاعب بحجم مصر للتصدي لإيران وحلفائها”، وفق قولهم.

كما يتهم مغردون بعض الجهات السياسية المعارضة بتهويل الموضوع.

وفي المقابل، دعا معلقون إلى قطع الطريق على التنظيمات المعادية كي لا تستفيد من المقال وتزرع بذور التوتر بين مصر والسعودية، خاصة أن الإعلام المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين تلقف المقال وأفرد له جيوشا من المحللين الإستراتيجيين.

ونشطت عدة هاشتاغات في هذا السياق على غرار #مصر_السعودية_واحد و#لن_ترونا_إلا_معا. وكتب مغرد سعودي:

5