مواقع التواصل تنتزع السبق الصحفي من وسائل الإعلام في تونس

تونس - ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في تونس بخبر زيارة رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد فجر الجمعة إلى مدينة المزونة في محافظة سيدي بوزيد التي شهدت حادثة سقوط جدار في مدرسة ثانوية، حيث انتشرت الصور ومقاطع الفيديو على الشبكات الاجتماعية بغياب الإعلام.
وكانت مواقع التواصل صاحبة السبق في نقل تفاصيل الزيارة غير المعلنة إلى مدينة المزّونة وقد توجّه في بدايتها إلى عائلات التلاميذ ضحايا سقوط سور المعهد لتقديم التعازي، كما توجه إلى المعهد الثانوي بالمزونة حيث التقى عددا من الأهالي، وأعضاء المجالس المحلية الذين نقلوا إلى سيادته مشاغل المنطقة.
وتداول نشطاء في المنطقة صورا ومقاطع فيديو لسعيد خلال لقائه بعدد من أهالي المنطقة، حيث أشاد بـ”التلاحم بين الأهالي وقوات الأمن”، مضيفا “جئنا اليوم لنؤكد للعالم كيف كنس أهالي المزونة – والتونسيون جميعا – الخونة والعملاء، وكيف تلاحموا مع قوات الأمن.”
واعتبر ناشطون أن قيس سعيد يسحب البساط من المتاجرين بقضية المزونة، بينما يصر معارضوه على انتقاده حتى بشأن زيارته للأهالي والاستماع لمشاغلهم!
وأشار الرئيس إلى الحملات التي يتم شنها على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام معتبرا أن هدفها إشعال الفتنة، وقال خلال خطاب بمناسبة عيد قوات الأمن الداخلي “أين هي وسائل الإعلام حينما ذهبت فجرا إلى المزونة.. أهنئ الشعب التونسي بهذا الوعي غير المسبوق والدرس الذي وجهه لمن أراد إشعال نار الفتنة.”
وأثار تساؤل الرئيس عن الإعلام جدلا واسعا، وجاء في تعليق على فيسبوك:
Issam Ben Naceur
رئيس الجمهورية تحدث في خطابه عن غياب وسائل الإعلام لدى زيارته الأخيرة لمعتمدية المزونة وكيف أنها لم تواكب هذا الحدث.
فقط عن أي إعلام يسأل الرئيس بعد أن صاروا يبيعون “الطناجر والكوفيرتات والبوماضات” من الصباح إلى الليل والوطنية الأولى والثانية تبثان مسلسلات جميع ممثليها ماتوا منذ زمن… في حين الراديوهات أصبحت اختصاص رياضة فقط. حقيقة لا أعلم عن أي إعلام يتحدث في تونس!
وأشاد الرئيس سعيد بمجهودات شباب المزّونة في إزالة بقايا الاحتجاجات، وتنظيف شوارع المدينة، قائلا إنّ أهالي الجهة “كنسوا العملاء والخونة.”
وأبرز أن تونس ستبقى بهذه الإرادة وبهذه العزيمة وبهذا الوعي موحدة، مضيفا “سنواصل النضال من أجل أن تتحقق مطالب الشعب التونسي المشروعة في الشغل والحرية والكرامة الوطنية.”
وأشاد ناشطون بعد الزيارة بالإجراءات العاجلة التي تم اتخاذها، والتي تمت بعيدا عن عدسات الإعلام والمصورين، وجاء في تعليق:
Lamya Fathallah
الشعب يثق في كلمة الرئيس قيس سعيد ويعرف أنه سوف ينفذ وعده وكما عهدناه وعد الحر دين.
ولقد وعدنا بالمحاسبة والإصلاح ونحن الآن نرى المحاسبة والإصلاح ونعرف أن هناك الكثير من الخونة الذين ينتسبون للمعارضة.
يعطلون الإجراءات ويحاولون إفشال مشريع الإصلاح التي يقوم بها الرئيس قيس سعيد. لكن بالصبر سوف نجني ما نريد وبإذن الله تونس سوف تتعافى من مرض السرطان الذي أصابها في العشرية السوداء.
ولا رجوع إلى الوراء، الخونة والمرتزقة والإرهابيون سوف يزج بهم في السجن طال الزمن أو قصر.
وتقع المزونة في ولاية سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية قبل 14 سنة. وأثارت الحادثة استياء واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، إذ ندد بعضهم بتردي البنى التحتية خاصة في المؤسسات التعليمية والصحية. كما انتقد آخرون “استمرار اعتماد سياسات تكرس المركزية وتهمش الولايات الداخلية.”