مواقع التواصل تصعب مهمة تطبيق المعايير المهنية في الإعلام

الرياض - سلط خبراء في الإعلام الضوء على التغييرات التي أحدثتها مواقع التواصل الاجتماعي على الدور التقليدي لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، والتي أدت إلى تزايد التحديات في تحقيق التوازن بين المعايير الأخلاقية وتوقعات الجمهور.
وقال جيمي أنجوس، الرئيس التنفيذي السابق للعمليات في شبكة العربية، “قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، كنا حراس البوابة.”
وجاءت تصريحات أنجوس خلال ندوة نقاشية بعنوان “التغطية الإعلامية للأزمات: التحديات والأخلاق ودور التكنولوجيا” في منتدى الإعلام السعودي بالرياض الخميس. وأوضح أن صعود منصات مثل إكس وتيك توك وإنستغرام أدى إلى تآكل الثقة في وسائل الإعلام الرئيسية، حيث يتساءل الجمهور بشكل متزايد عن القرارات التحريرية.
وبحسب أنجوس، كان عدد قليل من صناع القرار في غرف الأخبار يسيطرون على ما يراه الجمهور، وخاصة الصور الحساسة المتعلقة بالصراعات، مثل التصوير الجرافيكي للعنف أو الضحايا.
ووسائل الإعلام التقليدية كانت تاريخيا توازن بين الحاجة إلى تجنب إضفاء الطابع الشخصي على حقائق الحرب والالتزام بالمعايير التحريرية.
وأضاف أن “المحتوى الصريح والمزعج ينتشر اليوم على نطاق واسع على المنصات دون تحذيرات أو سياق. ويتهم الجمهور الآن وسائل الإعلام الرئيسية بإخفاء الحقائق التي يمكنه الوصول إليها بسهولة على هواتفه”، وأشار إلى التنافر المتزايد بين المؤسسات الإعلامية وجماهيرها.
ونوه بأن التوجه اليوم بات يمكن اختصاره بمقولة الجمهور “أنا لا أثق في وسائل الإعلام بعد الآن، لأن وسائل الإعلام تخفي عني أشياء أستطيع رؤيتها على هاتفي”. وهذا الأمر يشكل تحديا بالغ الأهمية لبيئة الإعلام اليوم.
ويفرض الانتشار غير المقيد للمحتوى الجرافيكي على منصات التواصل الاجتماعي ضغوطا على المنافذ التقليدية لخفض معاييرها لتلبية مطالب الجمهور بالوصول غير المحدود، مما قد يعرض المبادئ التوجيهية الأخلاقية للخطر.
وأقر أنجوس بهذه المعضلة، وقال إن وسائل الإعلام التقليدية إذا تجنبت عرض صور معينة، فإن الجمهور قد يشكك في مصداقيتها.
وفي إطار التعبير عن المخاوف بشأن تحديات العصر الرقمي، أكد فرانك كين، الصحافي والرئيس التنفيذي لشركة “ساندوج أيديوكيشن”، على أهمية إعادة العمل بالعمليات الصحفية الصارمة لمواجهة المعلومات المضللة مع الحفاظ على الاستقلال.
وتحدث كين عن تجربته في مجال الصحافة المطبوعة في المملكة المتحدة خلال ثمانينات القرن العشرين قائلا “كان هناك فريق صارم للغاية لكيفية التحقق من الأخبار قبل نشرها، قبل طباعتها.”
وأضاف أن غرف الأخبار التقليدية لديها فرق من التحقق: المراسلون، المحررون المساعدون، محررو الأخبار.
وتابع “كان هذا قبل وقت طويل من ظهور صحافة المواطن، وهو أمر جيد في الكثير من النواحي لأنه يزيد من عدد المصادر التي لديك والإمكانات لجمع الأخبار.”
لكنه أكد على أهمية التقنيات التقليدية للتحقق من صحة الأخبار، “على الرغم من تراجع الثقة في وسائل الإعلام السائدة بشكل عام، إلا أنني ما زلت أعتقد أنني سأثق في قدرة وسائل الإعلام السائدة على تصحيح الأمور في أي وقت، مقارنة بمواقع التواصل الاجتماعي الحديثة التي يبدو أنها تنتج الكثير من التشوهات والمعلومات المغلوطة وغير الدقيقة.”