مواقع التواصل بوابة المرشحين للانتخابات للنفاذ إلى الشارع الجزائري

عدم اهتمام المواطنين بالانتخابات أدى إلى هجرة المرشحين سواء كانوا أحزابا أو مستقلين إلى العالم الافتراضي، لمحاولة إقناع الناخبين ببرامجهم الانتخابية.
الجمعة 2021/06/04
أساليب جديدة للدعاية الانتخابية

الجزائر- تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى مقصد للمرشحين بغية الدعاية لبرامجهم وإقناع الناخبين بالتصويت لهم، في ظل جائحة كورونا وحالة فتور في الشارع الجزائري تجاه الانتخابات النيابية المبكرة في 12 يونيو الجاري.

وانطلقت حملة الدعاية الانتخابية رسميا في 20 مايو الماضي، وتمتد لـ19 يوما في محافظات البلاد الـ58.

وبسبب التدابير الاحترازية لمنع انتشار فايروس كورونا، يعتمد المرشحون في الدعاية أسلوبا جديدا بالجزائر، عبر نشر ملصقات تعريفية على منصات التواصل، تتضمن أسماءهم وشعاراتهم وبرامجهم الانتخابية.

وفي 19 مايو الماضي كشفت السلطة المستقلة للانتخابات عن بروتوكول صحي باسم "كوفيد مناجير"، لتطبيق التدابير الوقائية من  كورونا خلال التجمعات الانتخابية، وفق رئيس الهيئة محمد شرفي.

وقال شرفي إن "كوفيد مناجير مكون من أطباء مختصين لمتابعة مدى تطبيق إجراءات البروتوكول الصحي، خلال تجمعات الحملة الانتخابية للحد من كورونا".

وأوضح أن "من أبرز قواعد البروتوكول ارتداء الكمامة والتعقيم واحترام التباعد الجسدي وتخصيص كراس للحاضرين، مع منع الوقوف وقياس درجة حرارة الحضور والمشرفين على التجمع قبل دخول القاعة".

ويلاحظ أن عدم اهتمام المواطنين بالانتخابات والتجمعات الانتخابية الميدانية رغم قلتها، أدى إلى هجرة المرشحين سواء كانوا أحزابا أو مستقلين إلى العالم الافتراضي، لمحاولة إقناع الناخبين ببرامجهم الانتخابية.

وبشكل غير مسبوق تغزو الفضاء الافتراضي صور ومقاطع مصورة للمرشحين وأنشطتهم وسيرهم الذاتية.

وبادر شباب في ظل الجائحة إلى إطلاق منصات إلكترونية لصالح المواطنين والمرشحين معا.

وأطلق الشاب محمد أمين بوراس تطبيق "صوّت لي"، وهو منصة للتعريف بالمرشحين وبرامجهم وخطاباتهم، مع إجراء استطلاعات للرأي حول العملية الانتخابية.

وقال بوراس للتلفزيون الجزائري الرسمي إن منصته "تجمع كل المرشحين، أحزابا ومستقلين، وتعرض برامجهم وقوائمهم الانتخابية".

وأضاف أن "المنصة تضم كل الدوائر الانتخابية، سواء في 58 محافظة أو في الخارج، كما تحتوي على فيديوهات وصور ومعلومات عن المرشحين وسيرهم الذاتية".

وعلى غرار ذلك تضم المنصة أيضا نافذة لسبر آراء المواطنين حول القوائم الأولى الأكثر تقدما خلال الحملة الانتخابية.

وأوضح بوراس أن "فكرة 'صوّت لي' جاءت للتخلي عن الطريقة الكلاسيكية بعرض اللافتات والملصقات ميدانيا".

وقال صابر يونس شريف، مرشح عن حزب "جيل جديد" (علماني)، "بلغنا مرحلة وجب فيها احترام عقول الناخبين والناس وتقديم البرامج والناخبين بصورة إيجابية".

وتابع شريف أن "هناك ما يسمى بالتسويق السياسي أو الاتصال السياسي، الذي تغاضى عنه العديد من المرشحين خلال هذه الحملة الانتخابية أو في السابق".

وأردف "قبل إعلاني الترشح بأسابيع حضَّرت مخططا اتصاليا وإعلاميا، مثل إعلان الترشح بطريقة مغايرة للآخرين الذين أعلنوا عن ترشحهم بمنشور مرفوق بصورهم في فيسبوك، يطلبون عبره من الشعب تزكيتهم (انتخابهم)".

وأضاف "أردت الخروج من هذه الصورة النمطية، بإطلاق فيديو أشرح فيه الأسباب التي جعلتني أترشح للبرلمان عن محافظة الجزائر".

واستطرد "من الضروري جدا اليوم احترام ذكاء وعقل الناخب ومحاولة استمالته بطرق جديدة، كما هو معروف في بلدان أخرى، مثل أوروبا وأميركا، وكذا بلدان عربية، مثل لبنان ومصر".

ويشهد الاستحقاق الراهن قواعد انتخابية جديدة بعد تعديل قانون الانتخاب، حيث مُنع من الترشح كل من سبق له أن شغل عضوية البرلمان لولايتين.

وتم إقرار القائمة المفتوحة، ما يسمح للناخب بترتيب المرشحين داخل القائمة الواحدة حسب رغبته، بخلاف المغلقة التي كانت تفرض عليه اختيار القائمة كما هي، وفق ترتيب الحزب دون إمكانية التصرف فيه.

ومطلع مارس الماضي أصدر الرئيس عبدالمجيد تبون مرسوما بحل المجلس الشعبي الوطني، والدعوة إلى انتخابات مبكرة.

وكان مقررا أن تنتهي ولاية البرلمان في مايو 2022، حيث انتُخب أعضاؤه لولاية من 5 سنوات، وعادت الأغلبية فيه لحزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم في عهد بوتفليقة.