مواقع التواصل الاجتماعي تواجه خطر الحظر في بريطانيا بسبب الانتحار

وزير الصحة البريطاني يحذر من إمكانية حظر مواقع التواصل الاجتماعي إذا فشلت في إزالة المحتوى الضار.
الأربعاء 2019/01/30
هانكوك أصيب "برعب" بعد موت الشابة مولي

لندن - حذّر وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، من أنه قد يتم حظر مواقع التواصل الاجتماعي إذا فشلت في إزالة المحتوى الضار. ويأتي هذا بعدما سبق لمات هانكوك أن طالب عمالقة الإعلام الاجتماعي بـ“تطهير” المنصّات من المواد التي تشجع على إيذاء النفس والانتحار، في أعقاب الحديث عن صلة مواقع التواصل بانتحار مراهقة.

وحسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، صرّح هانكوك “إذا كنّا نعتقد أنه يتعيّن على المنصّات القيام بأشياء وترفض القيام بها، فعندئذ يمكننا ويجب علينا سنّ تشريعات”، لكنه قال أنه من الأفضل العمل بالتعاون معها.

وكان هانكوك دعا مواقع التواصل الاجتماعي الكبرى، في وقت سابق، إلى “إزالة” المواد التي تحرّض على إيذاء النفس والانتحار، تعليقاً على ارتباطها بانتحار الفتاة المراهقة مولي راسل العام 2017، بعد مشاهدة محتوى عن الانتحار انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

ونقلت “بي بي سي” عن والد الفتاة أنه مقتنع بأن موقع إنستغرام “ساعد في قتل ابنتي”.

من جهتها، ردّت إدارة إنستغرام بالقول إنها تعمل مع مجموعات الخبراء على قضايا “معقدة ودقيقة” تتعلق بالصحة العقلية وإيذاء الذات.

وبناء على نصائحهم، يقول التطبيق، إن مشاركة القصص والتواصل مع الآخرين قد يكون مفيدا في عملية الشفاء. وتابعت أنها “لا تزيل محتوى معينا”، “بدلاً من ذلك نعرض على الأشخاص دعم الرسائل التي توجههم إلى مجموعات يمكنها المساعدة”. لكن إنستغرام قالت أيضاً إنها تجري مراجعة كاملة لسياساتها وتكنولوجياتها.

فيما علّقت شركة فيسبوك العملاقة التي تمتلك موقع إنستغرام لمشاركة الصور، بأنها “تأسف بشدة” لهذا الحادث. وقالت الشركة أن المحتوى الضار والعنيف، الذي يدفع الإنسان لإيذاء نفسه “ليس له مكان على منصتنا”.

وقال هانكوك أنه أصيب “برعب” بعد موت الشابة مولي، وشعر “بقلق بالغ بشأن توفير الحماية للشباب”. وفي رسالة بعث بها إلى تويتر، سناب شات، بينتيريست، آبل، غوغل، وفيسبوك، رحّب الوزير بالخطوات التي اتخذتها الشركات بالفعل، لكنه قال “هناك حاجة ملحّة لمزيد من الإجراءات”.

وكتب هانكوك “أمر صادم استمرار الوصول إلى هذا المحتوى بسهولة عبر الإنترنت، ولا يوجد لدى أدنى شك في حجم الضرر الذي يمكن أن تسببه هذه المواد، خصوصا بالنسبة للشباب الصغار”. وتابع “حان الوقت ليتحرك مقدمو خدمة الإنترنت والتواصل الاجتماعي ويطهروا هذا المحتوى إلى الأبد”.

وكشف الوزير عن أن الحكومة تعد تقرير يعالج “أضرار الإنترنت”، وقال إن التقرير سيبحث في محتوى الانتحار وإيذاء النفس، موضحا أن “الكثير من الآباء يشعرون بالضعف في مواجهة التواصل الاجتماعي. لكننا، الحكومة، لسنا ضعفاء. فالحكومة وشركات التواصل الاجتماعي يجب أن تقوم بواجبها”. وأضاف “أريد جعل بريطانيا مكانا آمنا لاستخدام الإنترنت لكل شخص”.

يذكر أنه عثر على مولي ميتة في غرفة نومها، في نوفمبر 2017، ولم تظهر عليها “أي أعراض واضحة” للإصابة بمشكلة نفسية خطيرة. واكتشفت أسرتها في ما بعد أنها كانت تشاهد موادا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بإيذاء النفس والانتحار والاكتئاب والتوتر.

وقالت جمعية “بابيروس” الخيرية، التي تعمل على منع انتحار الشباب، أن حوالي 30 عائلة تواصلت معها، خلال الأسابيع الماضية، لتؤكد أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دوراً في انتحار أطفالها. وقالت متحدثة باسم الجمعية “لقد تلقينا عددا كبيرا من المكالمات عبر خط المساعدة الخاص بالجمعية في بريطانيا، منذ أعلنت بي.بي.سي عنه قبل ستة أيام، والجميع يتحدث عن الفكرة نفسها”.

19