مواجهة مرتقبة بين نتنياهو وإدارة بايدن بسبب ملف إيران النووي

رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى إلى توحيد موقف بلاده بشأن التراجع الأميركي في ملف إيران.
الاثنين 2021/02/15
إسرائيل تعتبر برنامج إيران النووي "قضية وجودية"

القدس - يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى احتمال الدخول في صراع مع الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، بسبب الملف النووي الإيراني.

وذكرت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية الأحد، أن نتنياهو يجري هذا الأسبوع، للمرة الأولى، منذ انتخاب الإدارة الأميركية الجديدة، مشاورات مع كبار المسؤولين في حكومته بشأن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي مع طهران.

وأشارت القناة إلى أن وزير الدفاع بيني غانتس، ووزير الخارجية غابي أشكنازي، ورئيس الموساد (جهاز الاستخبارات الإسرائيلي) يوسي كوهين، ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات، هم أبرز من سيجري نتنياهو مشاورات معهم بهذا الشأن.

ويسعى نتنياهو من وراء هذه المشاورات إلى توحيد الموقف الإسرائيلي الداخلي بشأن هذا التغير في الموقف الأميركي، خاصة بعد الحديث العلني من قبل إدارة بايدن عن إمكانية عودتها إلى الاتفاق أو الدخول في اتفاق جديد، بحسب القناة.

 وتخشى إسرائيل أن تؤدي هذه الخطوة إلى إغفال تهديدات إيرانية أخرى لا تقل خطورة، ومنها دعم الميليشيات، والصواريخ الباليستية.

ويشعر صنّاع القرار في تل أبيب بالقلق بشأن الخطوة الأولى التي ستقدم عليها الإدارة الجديدة، خشية أن تتمثل في رفع العقوبات "المشلة" للاقتصاد الإيراني، ما يحرم واشنطن من رافعة الضغط التي قد تجبر طهران على الموافقة على تعديل الاتفاق.

وترى إسرائيل أنه في حال رفعت العقوبات، فإنه لن يكون لدى إيران ما يدفعها للموافقة على تعديل الاتفاق.

وحذر السفير الإسرائيلي في واشنطن والأمم المتحدة الليكودي جلعاد أردان في يناير الماضي، الإدارة الجديدة من أن برنامج إيران النووي يعد "قضية وجودية بالنسبة لإسرائيل"، مشددا على أنه لن تكون هناك تسويات أو اعتبارات سياسية بهذا الشأن، على اعتبار أن الاتفاق (النووي) الذي وُقّع في 2015 "يمثل كارثة، لأنه يمنح طهران الشرعية للتزود بقدرات لإنتاج سلاح نووي بعد عدة سنوات".

وكان نتنياهو قد عيّن رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات مسؤولا عن متابعة ملف إيران النووي، وذلك بالتزامن مع الجهود الدولية لإحياء الاتفاق مع طهران ورغبة الإدارة الأميركية الجديدة في العودة إليه.

وسيقود بن شبات المحادثات مع إدارة الرئيس بايدن والقوى العالمية والشركاء الإقليميين، حول الاتفاق النووي الإيراني.

وبعد تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة، أصدر نتنياهو بيانا قال فيه إنه "يتوقع العمل مع الرئيس (جو) بايدن لتعزيز السلام بين إسرائيل والعالم العربي ومواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك التهديد الإيراني".

ولم يتصل بايدن بنتنياهو منذ توليه منصب رئاسة الولايات المتحدة، رغم أن العادة جرت بأن يتصل الرئيس الأميركي بأبرز زعماء الدول الحليفة للولايات المتحدة، بعد تنصيب إدارة جديدة.

وكان الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما وقّع الاتفاق النووي الإيراني مع إيران وعدة قوى عالمية في عام 2015، وانسحبت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق في عام 2018، وضغطت على إيران بفرض عقوبات اقتصادية وإجراءات أخرى عليها.

وفي مايو 2018، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الموقع في 2015، بين إيران ومجموعة (5+1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، وفرضت على طهران عقوبات اقتصادية.

وينص الاتفاق على التزام طهران بالتخلي، لمدة لا تقل عن 10 سنوات، عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي، وتقييده بشكل كبير، بهدف منعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات عنها.