مواجهات في الأقصى وغارات على غزة ردا على إطلاق صواريخ

إسماعيل هنية يدعو الفلسطينيين للتوجه إلى القدس لحماية المسجد الأقصى بعد اقتحامه من قبل الشرطة الاسرائيلية وتوقيف أكثر من 350 شخصا.
الأربعاء 2023/04/05
تحذير من مواجهات حتمية في المسجد الأقصى

القدس – تشهد الأراضي الفلسطينية توترا غير مسبوق منذ بداية شهر رمضان بعدما شنت طائرات حربية إسرائيلية اليوم الأربعاء غارات على قطاع غزة، ردا إطلاق صواريخ عدة من القطاع على جنوب اسرائيل، تزامنا مع مواجهات اندلعت في المسجد الأقصى بين إسرائيليين وفلسطينيين، بحسب مصادر أمنية فلسطينية وشهود.

وأتت هذه المواجهات في خضم شهر رمضان وفيما يستعد اليهود للاحتفال اعتبارا من الأربعاء بعيد الفصح اليهودي وفي أجواء من التوتر المتنامي بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ مطلع السنة الحالية.

كما أتت عقب اتفاق الحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية في غياب حركة حماس خلال مؤتمرين في الآونة الأخيرة أحدهما في العقبة والآخر في شرم الشيخ على إنهاء التوتر بمشاركة مصر والأردن والولايات المتحدة.

وأطلقت الطائرات الإسرائيلية صاروخين على الأقل على موقع تدريب تابع لـ"كتائب عز الدين القسام" (الجناح المسلح لحركة حماس) غرب مخيم النصيرات للاجئين في وسط القطاع، بحسب مصدر أمني في غزة.

كذلك، أفاد شاهد بأن "طائرات الاحتلال أطلقت صواريخ عدة على موقع تدريب تابع لكتائب عز الدين القسام جنوب غرب مدينة غزة".

ولم تسفر الغارات عن وقوع إصابات بحسب مصادر طبية.

وكان مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته قال في وقت سابق إن ستة صواريخ على الأقل أُطلقت من القطاع باتجاه اسرائيل فجر الأربعاء، فيما رصد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية إطلاق أربعة صواريخ على الأقل باتجاه الاراضي الإسرائيلية من الحدود الشمالية لقطاع غزة.

من جانبه، قال الجيش الاسرائيلي في بيان صحافي "أُطلقت خمسة صواريخ من قطاع غزة على المناطق الإسرائيلية وتم اعتراضها جميعا بواسطة منظومة الدفاع الجوي".

وأضاف البيان أنه "بعد إطلاق صافرات إنذار إضافية في محيط قطاع غزة، أُطلقت أربعة صواريخ من قطاع غزة وسقطت في مناطق مفتوحة".

في المقابل، قال شهود إن الشرطة الإسرائيلية هاجمت عشرات المصلين في المسجد الأقصى بالقدس فجر اليوم الأربعاء، في ما وصفته الشرطة الإسرائيلية بأنه رد على أعمال شغب.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان بوقوع "سبع إصابات خلال مواجهات خارج أسوار المسجد الأقصى. تم نقل إصابتين للمستشفى" وقال إن الإصابات ناجمة عن "(الرصاص) المطاطي واعتداء بالضرب".

وقال في بيان سابق إن القوات الإسرائيلية تمنع جميع طواقم الإسعاف من الدخول للمسجد و "تعتدي عليها"، معلناً عن رفع درجة التأهب القصوى "واستنفار جميع طواقمه ومتطوعيه".

الهدوء الهش في مهب اقتحام الشرطة الإسرائيلية للأقصى
الهدوء الهش في مهب اقتحام الشرطة الإسرائيلية للأقصى

وأظهرت لقطات مصورة اقتحام الشرطة الإسرائيلية المصلى القبلي بالمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين بالضرب واعتقال عدد منهم.

وأشار المتحدث باسم حركة "فتح" في القدس ناصر قوس في تصريح له إلى اعتقال أكثر من 400 شخص مشيراً إلى سقوط عدد من الجرحى حالة اثنين منهم خطيرة.

ونددت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بالخطوة التي وصفتها بأنها "جريمة غير مسبوقة"، ودعا اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة فجر الأربعاء الفلسطينيين للتوجه الى القدس لـ "حماية" المسجد الأقصى.

من جانبه، اعتبر زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أن "ما يجري في المسجد الأقصى المبارك يشكل تهديداً جدياً لمقدساتنا، محذراً أنه على الشعب الفلسطيني "أن يكون حاضراً بكل مكوناته للمواجهة الحتمية في الأيام القادمة".

وأعلنت الشرطة الاسرائيلية صباح الأربعاء توقيف "أكثر من 350" شخصاً في الحرم القدسي.

ونشرت الشرطة الإسرائيلية مقطعاً مصوراً مدته أكثر من خمسين ثانية يظهر انفجارات ناجمة على ما يبدو من مفرقعات داخل الحرم القدسي وظلال أشخاص يرمون الحجارة.

وفي مقطع مصور آخر للشرطة يظهر عناصر من شرطة مكافحة الشغب يتقدمون في الحرم القدسي وهم يحتمون من المفرقات بدروع واقية.

وتظهر المشاهد أيضاً باباً محصنا وكميات من المفرقعات على سجادة على الأرض فيما عناصر الشرطة يجلون خمسة أشخاص على الأقل مكبلي الأيدي.

وجاء في بيان للشرطة الإسرائيلية، "هذا المساء وفيما كانت الشرطة تعمل على السماح لعدد كبير من المسلمين الاحتفال بشهر رمضان والوصول إلى القدس القديمة وعلى جبل الهيكل أدخل شباب من الخارجين عن القانون ومثيري الاضطرابات ملثمين إلى داخل المسجد (الأقصى) مفرقعات وهراوات وحجارة".

وأضاف البيان "تحصن هؤلاء لساعات عدة، للمساس بالأمن العام وتخريب المسجد" وهم يرددون "شعارات تحض على الكراهية والعنف".

وأكد "بعد محاولات كثيرة وطويلة غير مثمرة لإخراجهم عبر الحوار اضطرت القوات الإسرائيلية (للتدخل) لإخراجهم بهدف السماح باستمرار الصلاة ومنع وقوع اضطرابات عنيفة".

وكتبت الشرطة أنه خلال تدخلها "أطلقت مجموعة كبيرة من مثيري الاضطرابات" مفرقعات والقت حجارة داخل المسجد باتجاه عناصرها، مشيرةً إلى أن أحدهم أصيب بحجر في الساق.

ونقلت وكالة "رويترز" عن شهود قولهم إن مئات المصلين لبوا دعوة من القوى والفصائل الوطنية والإسلامية للاعتكاف في المسجد للتصدي لدعوات جماعات يهودية لاقتحام المسجد اليوم الأربعاء بمناسبة الأعياد اليهودية.

وخرجت مسيرات في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية تنديداً بما يجري في المسجد الأقصى.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اضطرت إلى دخول الحرم المسجد الأقصى بعد أن تحصن "محرضون مقنعون" داخله وبحوزتهم الألعاب النارية والعصي والحجارة.

وأضافت في بيان "عندما دخلت الشرطة تعرضت للرشق بالحجارة وإطلاق الألعاب النارية من داخل المسجد من قبل مجموعة كبيرة من المحرضين"، مضيفة أن أحد ضباطها أصيب في ساقه.

وأطلق فلسطينيون عدة صواريخ من غزة على بلدات جنوب إسرائيل فجر الأربعاء تزامناً مع المواجهات في المسجد الأقصى.

وأكدت وكالة الصحافة الفرنسية إطلاق أربعة صواريخ على الأقل باتجاه الاراضي الفلسطينية من الحدود الشمالية لقطاع غزة.

وقال مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته إن ستة صواريخ على الأقل أُطلقت من القطاع باتجاه إسرائيل. ولم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن اطلاق الصواريخ حتى اللحظة.

وشارك عشرات الفلسطينيين في مسيرات انطلقت في مدن قطاع غزة، حيث أشعلوا إطارات السيارات ورددوا هتافات تنادي بضرورة "نصرة الأقصى".

وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة والقدس خلال العام الماضي وهناك مخاوف من تصاعد التوتر هذا الشهر، عندما يتزامن شهر رمضان مع عيد الفصح عند اليهود وعيد القيامة عند المسيحيين.

وأدت الاحتكاكات في مجمع المسجد الأقصى إلى اندلاع أعمال عنف في السنوات القليلة الماضية.

وسارعت الفصائل الفلسطينية بالتنديد باعتداءات إسرائيل على المصلين ووصفتها بأنها جريمة.

وحذر نبيل أبوردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل من تجاوز الخطوط الحمر في الأماكن المقدسة والتي ستؤدي إلى الانفجار الكبير.

واستنكرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الفلسطينية في بيان على تويتر "بأشد العبارات إقدام شرطة الاحتلال الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء عليه وعلى المتواجدين فيه"، مطالبةً إسرائيل بإخراج الشرطة والقوات الخاصة من الحرم القدسي الشريف فورا.

وجاء في تصريح صحافي صادر عن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس " ما يجري الآن في المسجد الأقصى المبارك جريمة غير مسبوقة ولها ما بعدها. وعلى الجميع أن يتحمل المسؤولية فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميا. أدعو جماهير شعبنا في الضفة و48 للتوجه إلى المسجد الأقصى وحمايته".

وقال رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية لحركة حماس في قطاع غزة باسم نعيم "اعتداء الشرطة الاسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى عمل استفزازي وجبان، يجب أن تعاقب إسرائيل على جرائمها".

كما قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة في بيان "إن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك يشكل تهديدا جديّا على مقدساتنا، وعلى الشعب الفلسطيني أن يكون حاضرا بكل مكوناته للمواجهة الحتمية في الأيام القادمة".

ونددت السعودية والأردن ومصر بالانتهاكات الإسرائيلية.

فقد عبرت السعودية في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن "رفضها القاطع لهذه الممارسات التي تقوض جهود السلام وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية".

ففي عمان، استنكرت وزارة الخارجية الأردنية "بأشد العبارات إقدام شرطة الاحتلال الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف والاعتداء عليه وعلى المتواجدين فيه، مطالبة إسرائيل بإخراج الشرطة والقوات الخاصة من الحرم القدسي الشريف فورا".

وفي القاهرة، شجبت وزارة الخارجية المصرية "بأشد العبارات اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى الشريف، وما صاحب ذلك من اعتداءات سافرة أدت إلى وقوع إصابات عديدة بين المصلين والمعتكفين، بما فيهم من النساء، في انتهاك لجميع القوانين والأعراف الدولية".

وتصاعد العنف منذ مطلع العام الحالي بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعدما وصلت إلى السلطة في إسرائيل حكومة تعتبر من الأكثر يمينية في تاريخ البلاد.

وأسفرت أعمال العنف عن سقوط نحو 110 قتلى منذ مطلع السنة.