مهنة التعليم لا تستهوي القطريين: وظيفة شاقة دون حوافز مالية مغرية

مجلس الشورى يقترح حزمة من الإجراءات المحفزة، من بينها تعديل أوقات الدوام المدرسي.
الثلاثاء 2023/05/23
مجلس الشورى يناقش ظاهرة عزوف المعلمين القطريين

الدوحة - سلط مجلس الشورى القطري في جلسة عقدها الاثنين الضوء على ظاهرة عزوف القطريين عن مهنة التعليم، مقترحا حزمة من الإجراءات المحفزة، من بينها تعديل أوقات الدوام المدرسي.

ويرفض العديد من المواطنين القطريين مزاولة مهنة التعليم، بسبب ضعف الأجور والحوافز المالية، مقارنة بوظائف أخرى، فضلا عن كونهم يعتبرونها من المهن الشاقة، ذلك أنه تسند للمعلم الكثير من المهام الإدارية الأخرى إلى جانب دوره التعليمي.

ومن الدوافع الأخرى التي تنفر القطريين من مهنة التعليم فترة الدوام المدرسي، التي يعتبرونها طويلة نسبيا ولا تسمح لهم بممارسة حياتهم الطبيعية.

واستعرض مجلس الشورى خلال الجلسة تقرير لجنة الشؤون الثقافية والإعلام حول طلب المناقشة العامة الذي تقدم به عدد من أعضاء المجلس في دور الانعقاد الأول، والمتعلق بظاهرة عزوف المعلمين القطريين عن مهنة التعليم.

وتم خلال الجلسة الاتفاق على حزمة من الاقتراحات لتقديمها إلى الحكومة، من بينها إلغاء الأعباء الإدارية والإشرافية من على كاهل المعلم والاكتفاء بالمهام التدريسية الموكلة له، والعمل على تطوير القيادات المدرسية من مدراء ونواب ومنسقين في مهارات الإشراف والتوجيه، وخلق بيئة مدرسية فعالة ومتعاونة مع هيئة التدريس.

مجلس الشورى يقترح على الحكومة تقليل أوقات الدوام المدرسي، والسماح بخروج المعلم في وقت خروج الطلبة

وتضمنت الاقتراحات النظر في مسألة تقليل أوقات الدوام المدرسي، والسماح بخروج المعلم في وقت خروج الطلبة، إلى جانب تقديم الدعم والتوجيه للمعلمين الجدد ومعالجة التحديات التي يواجهونها في بداية عملهم.

وشدد أعضاء الشورى على أهمية تعديل الوصف الوظيفي للمعلم، عبر تحديد مسار وتدرج مهني، وإشراك إدارة التوجيه التربوي مع إدارة المدرسة في عملية التقييم بنسبة معينة لكل منهما، وعدم ربط تقييم أداء المعلم بالرخصة المهنية.

ونظرا لاختلاف العمل في القطاعات العامة الأخرى عن العمل في المدارس، حيث يمكن للموظف الحكومي استخدام رصيد إجازته في أي وقت، فقد تضمنت الحزمة الجديدة من المقترحات ضرورة تعديل إجازات المعلم بما يحقق له مرونة أكبر.

وكانت لجنة الشؤون الثقافية والإعلام قد استضافت خلال سلسلة اجتماعات عقدتها في الفترة الماضية إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بجانب عدد من كبار مسؤولي الوزارة، للاستماع إلى وجهة نظرهم حول ظاهرة العزوف عن مهنة التعليم.

كما استضافت اللجنة عددا من المعلمين والمعلمات المتقاعدين، بغية استيضاح وجهة نظرهم حول الموضوع، بجانب دعوة المجلس لوزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، حيث تم الاستماع إلى ردودها على أسئلة الأعضاء، والتدابير التي تتخذها الوزارة لمعالجة ظاهرة عزوف المعلمين القطريين عن مهنة التعليم.

وأطلقت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بالشراكة مع جامعة قطر برنامج “طموح” لملء الوظائف التدريسية في المدارس الحكومية بكوادر وطنية، وذلك كواحد من الحلول الخاصة بمعالجة ظاهرة العزوف.

العديد من المواطنين القطريين يرفضون مزاولة مهنة التعليم بسبب ضعف الأجور والحوافز المالية، مقارنة بوظائف أخرى

وأشارت الوزارة إلى أنّ الفئات المستهدفة هي القطريون والقطريات وأبناء القطريات وحاملو الوثائق القطرية ومواليد قطر، ومن أبرز مزايا البرنامج التعيين في مدارس وزارة التربية والتعليم فور التخرّج، بالإضافة إلى الحصول على مكافأة شهرية تصل قيمتها إلى تسعة آلاف ريال قطري (نحو 2470 دولاراً أميركياً) شهرياً أثناء الدراسة.

وكانت الوزارة طرحت في وقت سابق برنامجا تدريبيا أطلقت عليه اسم “تمهين” ويستمر حتى يونيو المقبل، ويستهدف الخريجين القطريين من جامعة قطر والجامعات الأخرى المحليَّة، من غير الحاصلين على مؤهل تربوي، من أجل تأهيلهم لوظيفة مُعلم.

ويعتبر البرنامج ضمن مُبادرات الوزارة بالتعاون مع ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي بهدف تشجيع واستقطاب الخريجين القطريين لمهنة التعليم، عبر إتاحة الفرصة للراغبين منهم ومن لديهم الشغف بهذه المهنة.

ومن شروط البرنامج أن يكون المُتقدم قطري الجنسية، يعمل في تخصص مُناسب لتدريس إحدى المواد بالمدارس الحكوميَة، ولديه القدرة على التفرغ الكامل للتدريب خلال الفترة الصباحيَّة.

ويرى متابعون أن الحكومة القطرية تبذل جهودا لتغيير وجهة نظر القطريين ولاسيما الشباب إزاء مهنة التعليم، لكن نجاحها في ذلك غير مؤكد، بالنظر إلى ما قامت به من محاولات سابقة فشلت في استقطاب هذه الشريحة إلى هذه المهنة.

3