مهمة صعبة أمام إنتل للحاق بنجاحات إنفيديا في سوق الرقائق

إنتل تحاول تعريف حدود التكنولوجيا لتحسين أداء الأنظمة الذكية بشكل يُلبي احتياجات المستقبل.
الاثنين 2025/04/28
في قلب المنافسة

سانتا كالارا (الولايات المتحدة) - يعرف مجتمع خبراء قطاع التكنولوجيا أن من أكبر أخطاء شركة إنتل الأميركية على مدار العقد الماضي فشلها في تحدي هيمنة منافستها إنفيديا في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي سريعة النمو.

وتدخل الشركة اليوم في مهمة قد تكون معقدة للغاية للحاق بنجاحات إنفيديا، التي تمضي قدمًا لتكون في طليعة الشركات التي تقود ثورة الذكاء الاصطناعي، عبر منتجات تتميز بالكفاءة العالية والقدرات الاستثنائية.

وبهذه الرؤية الطموحة تحاول إنتل تعريف حدود التكنولوجيا لتحسين أداء الأنظمة الذكية بشكل يُلبي احتياجات المستقبل، والذي يظهر فيه منافسون كثر وخاصة من الصين، وسط حرب تجارية عالمية شرسة.

وخلال أول مكالمة هاتفية له مع المحللين لمناقشة الأرباح بصفته الرئيس التنفيذي الجديد لشركة إنتل، أوضح ليب-بو تان كيف تأمل إنتل في تغيير ذلك، لكنه حذر من أن “هذا ليس حلاً سريعًا.”

ليب-بو تان: نتبع نهجا شاملا لإعادة تعريف محفظتنا وتحسين منتجاتنا
ليب-بو تان: نتبع نهجا شاملا لإعادة تعريف محفظتنا وتحسين منتجاتنا

وأكد تان أنه سيفحص منتجات إنتل الحالية بدقة لصقلها بما يتناسب مع الاتجاهات الناشئة في سوق الذكاء الاصطناعي، مثل الروبوتات والبرمجيات التي يمكنها تنفيذ مهام للمستخدمين البشريين.

وستكون هذه المهمة صعبة لأن إنفيديا لم تعد تبيع الرقائق فحسب، بل تبيع مراكز بيانات كاملة، من الرقائق إلى الكابلات ثم مُجمّعات البرامج. وصرح تان يوم الخميس بأن إنتل ستتبع نهجًا مشابهًا.

وقال المدير المالي ديفيد زينسنر إنه “على المدى القريب، لن تُجري إنتل المزيد من عمليات الاستحواذ. وأوضح خلال مقابلة مع رويترز أن “أولويتنا في هذه المرحلة هي تحسين الميزانية العمومية.”

ويعني ذلك أن جهود تان لوضع إستراتيجية متماسكة للذكاء الاصطناعي ستكون محلية. وقال تان “نتبع نهجًا شاملًا لإعادة تعريف محفظتنا، وتحسين منتجاتنا لتلبية احتياجات الذكاء الاصطناعي الجديدة والناشئة.”

وأضاف “هدفنا هو أن نصبح المنصة المفضلة لزبائننا. وهذا يتطلب منا تطوير عقليتنا التصميمية والهندسية بشكل جذري، وتوقع احتياجات زبائننا مسبقًا.”

وتاريخيًا كان نهج إنتل هو ترك شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة تقوم بتطوير رقائق جديدة، ثم الاستحواذ عليها.

وبين عامي 2016 و2019، استحوذت الشركة على سلسلة من شركات الرقائق مثل موفيديوس وموبيل آي ونيرفانا وهابانا لابس على أمل أن تساعدها في دخول سوق الذكاء الاصطناعي.

وبينما احتفظت شركة موبيلي آي بمكانة قوية في مجال القيادة الذاتية، احتفظت شركة أنتل بحصة فيها بعد عملية فصل، فشلت بقية الصفقات في مساعدتها على اكتساب زخم في مواجهة إنفيديا.

وصرح بوب أودونيل كبير المحللين في شركة تيكناليست ريسيرش لرويترز “لدى إنتل تاريخ طويل في تطوير تقنيات سيليكون جديدة ومهمة داخل الشركة، لذا لا يُدهشني تركيزهم على التطوير الداخلي للذكاء الاصطناعي.”

هيمنة إنيفيديا، إلى جانب جهود شركات الحوسبة السحابية الكبرى مثل أمازون وغوغل لتطوير رقاقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، لا تترك لإنتل مجالًا كبيرًا لدخول السوق

وأضاف “إذا استطاعوا بناء مجموعة الدعم البرمجي المناسبة لتسهيل نشر هذه الرقاقات الجديدة، فستكون لديهم فرصة، ولكن هذا أمر مستبعد.”

لكن محللين آخرين قالوا إن هيمنة إنيفيديا، إلى جانب جهود شركات الحوسبة السحابية الكبرى مثل أمازون وغوغل لتطوير رقاقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، لا تترك لإنتل مجالًا كبيرًا لدخول السوق.

وقدمت الشركة لمحة عن إستراتيجيتها الشاملة في مجال الذكاء الاصطناعي وستركز على الرقائق والأنظمة التي تُشغّل تطبيقات الذكاء الاصطناعي والأجهزة الطرفية، وفقًا لهيندي سوسانتو، مدير محفظة في صناديق غابيلي التي تمتلك أسهم إنتل.

وقال سوسانتو “في حين أن هذه المجالات تبدو واعدة، إلا أن نطاق نموها ووتيرته لا يزالان غير مؤكدين”.

وعلى الرغم من توسع سوق المعالجات سواء في عالم الهواتف الذكية أو الأجهزة التي تشغل برامج الذكاء الاصطناعي، فإن معالجات إنتل ضخمة وغير معدة لمواجهة مهمات تتغير مثل تلك المطلوبة مع ثورة الإلكترونيات المتقدمة.

ويعد بناء وتوسيع مواقع إنتاج الرقائق في صميم جهود التحول التي تبذلها إنتل، والتي تركز على أن تصبح شركة تصنيع تعاقدية لشركات رقائق أخرى، وهي مهمة كثيفة رأس المال أجهدت موارد الشركة المالية.

وتقسم هذه السوق أساسا حسب نوع المنتج، كوحدة المعالجة المركزية في الكمبيوترات، ووحدة المعالجة المسرعة كالموجودة في الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والتلفزيون الذكي ومكبرات الصوت الذكية وغيرها.

وتقدر شركة أبحاث السوق موردر أنتليجنس أن يتخطى حجم سوق المعالجات عالميا هذا العام 126.2 مليار دولار. ومن المتوقع أن يصل إلى 155.8 مليار دولار بحلول 2029، بمعدل نمو سنوي قدره 4.3 في المئة.

10