مهمة الإذاعة الجزائرية الجديدة: الدعاية للرئيس ومحاربة المنتقدين

السلطات الجزائرية تحصر المهمة الأساسية للإعلام الرسمي في تسويق علاقة ودية بين الرجل الأول في الدولة وبين الإنجازات والرأي العام.
الخميس 2023/12/21
الدعاية للإنجازات الحكومية ليست هدفا إعلاميا

الجزائر - وضعت السلطات الجزائرية مجموعة من الأهداف الخاصة لوسائل الإعلام الرسمية، على رأسها تحسين صورة الجزائر والدعاية للإنجازات الحكومية وعدم فسح مجال الوصول إلى منابرها لأي انتقاد، أي "الأصوات المغردة خارج السرب” بحسب تعبير وزير الاتصال الجزائري محمد لعقاب خلال كلمته في ندوة فكرية نظمتها إذاعة الجزائر.

وقال لعقاب في كلمة له بمناسبة الذكرى الـ67 لانطلاق بث إذاعة “صوت الجزائر الحرة” إن “رئيس الجمهورية أطلق برامج طموحة عبر مختلف ولايات الوطن يتعين على الإذاعة الجزائرية التعريف بها وإبراز مجهودات الدولة في هذا الإطار”.

وأكد أن “شعلة الثورة التحريرية لا ينبغي أن تنطفئ والإعلام يبقى حاميها بفارق في الأدوار التي تختلف اليوم، فالإذاعة الجزائرية التي كانت دوما إذاعة مناضلة تواجه في الوقت الحالي تحديات أخرى منها مرافقة التنمية المحلية للرد على الأصوات التي تغرد خارج السرب”.

محمد لعقاب: رئيس الجمهورية أطلق برامج طموحة عبر مختلف ولايات الوطن يتعين التعريف بها
محمد لعقاب: رئيس الجمهورية أطلق برامج طموحة عبر مختلف ولايات الوطن يتعين التعريف بها

وبالنسبة إلى السلطة القائمة فإن المهمة الأساسية للإعلام الرسمي هي تسويق صورة لعلاقة ودية بين الرجل الأول في الدولة وبين الإنجازات والرأي العام، وقال المدير العام للإذاعة الجزائرية محمد بغالي “ما أشبه الأمس باليوم عندما أثبت مجاهدونا البواسل عبقريتهم في استثمار قوة الجهاد لإخراج الاحتلال الغاشم من بلادنا واستكملوها بقوة الإعلام ، فقرروا إطلاق إذاعة الجزائر الحرة المكافحة وجاءت المقاومة الإعلامية لتنضم إلى المقاومة السياسية والدبلوماسية والمسلحة، وبعدما أثبت ثوارنا نجاح رؤيتهم الاستشرافية ترسخت قناعة أن أي مشروع للمقاومة لا يمكن أن ينفصل عن الإعلام”.

وأقحم بغالي القضية الفلسطينية إلى جانب الدعاية للسلطة، بقوله إن “القوى الظالمة تخسر حروبها دوما على ميداني الإعلام والأخلاق وهو ما نعيشه فعليا اليوم مع العدو الصهيوني الذي خسر تأكيدا وعقيدة معركة الأخلاق والإعلام، فقد حاول أن يحرك الآلة الإعلامية المدججة ليقنع الرأي العام الدولي بأن الجلاد هو الضحية غير أن الإعلام الشريف في الجزائر وكل بقاع العالم أثبت العكس وكشف بأن الضحية هم أطفال ونساء وأبناء غزة”، مضيفا أن “الإعلام فضح الكيان الصهيوني وخسر معركته وانتصرت غزة وفلسطين”.

ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة إلى الصحافة والإعلام في القطاع الخاص، فمنذ اختفاء أو انضمام وسائل إعلام إلى عباءة السلطة تحت ضغط الأزمات المالية وحصار الإعلان الحكومي، لم تعد قيم حرية الإعلام والتعبير والاختلاف السياسي والأيديولوجي تطرح من قبل المهنيين أو منظري الإعلام الجزائري، بعد أن تميزت هذه المنابر بخطها التحريري الناقد للسلطة، منذ تأسيسها في مطلع تسعينات القرن الماضي، لكن الوضع اليوم انقلب بسبب سياسة الترهيب والترغيب الحكومية تجاه الإعلام.

5