مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية يهدي دورته الثانية والثلاثين لسيد درويش

القاهرة - كشفت إدارة مهرجان الموسيقى العربية في مصر عن ملامح الدورة الثانية والثلاثين، التي قالت إنها ستكون الأكبر من نوعها من حيث عدد الحفلات والفنانين المشاركين.
وقال الموسيقار خالد داغر مدير مهرجان الموسيقى العربية إن الدورة الجديدة التي ستنطلق بعد أسبوعين ستكون “الأكبر” من حيث عدد الحفلات وستجمع فنانين من مختلف دول المنطقة العربية.
وأضاف داغر في مؤتمر صحفي نظم للإعلان عن تفاصيل الدورة الثانية والثلاثين “لدينا 54 حفلة، وهو أكبر عدد من الحفلات التي تقام في كل الدورات السابقة، وبمشاركة فنانين من جميع الدول العربية تقريبا، سواء من خلال المؤتمر العلمي أو بالغناء والعزف في المهرجان”.
وتضم الفعاليات 115 فنانا من 20 دولة، هي مصر وسوريا ولبنان وعمان وتونس وفلسطين والبحرين والسعودية والعراق والأردن والكويت والإمارات وليبيا والسودان والمغرب والنرويج والولايات المتحدة والبرتغال وإسبانيا وفرنسا.
ويحيي حفلات المهرجان الذي يمتد من 11 إلى 24 أكتوبر المقبل، التونسي لطفي بوشناق والمغربي فؤاد زبادي والسورية لينا شاماميان والأردنية نداء شرارة والعراقي همام إبراهيم واليمني أحمد فتحي واللبناني وائل جسار.
ومن مصر يشارك علي الحجار ومدحت صالح وهاني شاكر ونادية مصطفى ومحمد محسن وتامر عاشور ومروة ناجي ومي فاروق وريهام عبدالحكيم وآيات فاروق وصابرين النجيلي وأحمد سعد، إضافة إلى الموسيقار عمر خيرت.
وتقام الحفلات على المسرحين الكبير والصغير لدار الأوبرا ومسرح معهد الموسيقى العربية ومسرح الجمهورية وأوبرا الإسكندرية ومسرح النافورة المكشوف بساحة أوبرا القاهرة.
وأعلن مدير المهرجان أن الدورة مهداة إلى روح الموسيقار الراحل سيد درويش بمناسبة مئوية رحليه، والذي يحتفي به المهرجان في حفل الافتتاح إلى جانب عرض أوبريت “العشرة الطيبة” الذي سيعرض يوم 13 أكتوبر وأوبريت “راحت عليك” الذي سيعرض يوم 23 أكتوبر في المسرح الكبير لدار الأوبرا.
ويأتي إهداء هذه الدورة لسيد درويش اعترافا بموهبته الفذة، وهو الملقب بـ”فنان الشعب”، ودوره في تجديد الموسيقى وإحداث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي، رغم أنه لم يتجاوز واحدا وثلاثين عاما عند وفاته، حيث ولد في العام 1892 وتوفي في العام 1923.
بلغ إنتاج درويش في حياته القصيرة من القوالب المختلفة العشرات من الأدوار وأربعين موشحا ومئة طقطوقة و30 رواية مسرحية وأوبريت. قام بالتلحين لكافة الفرق المسرحية النشطة آنذاك، أمثال فرقة نجيب الريحاني وجورج أبيض وعلي الكسار، وكون ثنائية فنية مع بديع خيري أنتجت العديد من أفضل الأغاني التراثية الخالدة.
وإلى جانب الاحتفاء بسيد درويش يقيم المهرجان ليالي خاصة لأعمال عدد من الفنانين الراحلين أمثال أم كلثوم ووردة الجزائرية ومحمد الموجي، إضافة إلى حفل للمؤلفين الموسيقيين العرب منهم ممدوح سيف من السعودية ووحيد الخان من البحرين والسيد خالد من سلطنة عُمان.
المؤتمر العلمي المصاحب للمهرجان هذا العام تحت عنوان "الموسيقى العربية بين التأثير والتأثر"بمشاركة 41 باحثا
كما ينظم المهرجان أربع مسابقات في “الغناء العربي للشباب” و”الغناء العربي للأطفال” و”العزف المرتجل للآلات” و”التوزيع الموسيقي الأوركسترالي”.
وسيكرم المهرجان 19 فنانا ممن أثروا الساحة الموسيقية مصريا وعربيا، وهم المؤلف الموسيقي اللبناني زياد رحباني، والعماني خالد بن حمد البوسعيدي، والموسيقار السعودي ممدوح سيف. ومن مصر سيُكرَّم الموسيقار صلاح الشرنوبي، والفنان محمد منير، ووزيرة الثقافة السابقة إيناس عبدالدائم، والمطرب محمد محسن، وعازف العود حازم شاهين، وعازف الكولة عبدالله حلمي، وفناني الخط العربي محمد حسن وخليفة الشيمي، وكلا من إنعام لبيب ومحمد شبانة والشاعر إبراهيم عبدالفتاح، ومن تونس سيُكرّم المطرب لطفي بوشناق، بالإضافة إلى المطرب المغربي فؤاد زبادي. كما سيكرم ثلاثة مبدعين راحلين، هم الشاعر حسين السيد، والشاعر مأمون الشناوي، والمطرب والملحن أحمد الحجار.
ويصاحب المهرجان معرض لفنون الخط العربي يضم أعمال الفنانين المكرمين خليفة الشيمي ومحمد عطا.
ويأتي المؤتمر العلمي المصاحب للمهرجان هذا العام تحت عنوان “الموسيقى العربية بين التأثير والتأثر” بمشاركة 41 باحثا من 20 دولة عربية وأجنبية.
وتتوزع محاور المؤتمر على أربعة محاور، الأول يهتم بـ”الروافد الثقافية وواقع الموسيقى العربية”، فيما يركز المحور الثاني على “الأغنية العربية المعاصرة.. مصادر موسيقية متنوعة”، أما المحور الثالث فيناقش “تأثير الموسيقى الشعبية على الإبداع العربي المعاصر”، ويبحث المحور الرابع “الموسيقى العربية والتأليف الموسيقي العالمي.. التأثيرات المتبادلة”.
كما يتضمن المؤتمر تقديم عدة تجارب موسيقية جديدة تتفق مع موضوع المؤتمر ومحاوره بالإضافة إلى عرض بعض الأفكار البحثية للباحثين الشباب في صورة ملصق أكاديمي.
وقالت رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر شيرين عبداللطيف إنه ستقام على هامش المؤتمر لأول مرة تجارب فنية تعكس قضية هذا العام وهي التأثير والتأثر، بين الشرقي والغربي، والقديم والحديث، من أبرزها “نزهة النفوس” التي ستقدمها الفنانة نانسي منير.
بدأت فكرة إقامة مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية عام 1992، وكان ذلك بمناسبة الاحتفال بالعام الخامس والعشرين من عمر فرقة الموسيقى العربية، التي قدمت أولى حفلاتها في مسرح سيد درويش في الثاني والعشرين من فبراير 1968.