مهرجان مغربي يجمع موسيقات العالم تحت ظلال الأركانة المغربية

الصويرة (المغرب) - انطلقت مساء الأربعاء بالفضاء التاريخي دار الصويري، فعاليات النسخة السابعة لمهرجان "الجاز تحت الأركان" المنظمة من قبل جمعية الصويرة موغادور، بإقامة حفل موسيقي رائع على إيقاع موسيقى وألحان أفريقية ومن فن الجاز.
وتميز حفل افتتاح هذا الموعد الفني السنوي المتميز الذي عرف حضور شخصيات من مختلف المشارب، بتقديم روائع في فن العزف على العود من أداء الثلاثي إدريس مالومي، أخذت الجمهور الحاضر في سفر موسيقي جميل وممتع.
وشكل الحفل أيضا فرصة للجمهور للاستمتاع بالأداء المنسجم والمتميز والاستثنائي لهؤلاء الفنانين الثلاثة، وعيش تجربة فريدة لتوديع السنة الحالية في أجواء احتفالية مميزة. إثر ذلك، صعدت إلى المنصة مجموعة "ديابا زون" التي سافرت برواد المهرجان في رحلة موسيقية ماتعة وملهمة عبر الجذور العميقة للموسيقى المغربية وفن كناوة.
واستطاعت هذه المجموعة وببراعة خلق تجربة موسيقية غنية ودينامية، تجاوزت الحدود الثقافية لتتيح لقاء حقيقيا بين الإرث الموسيقي للمغرب والتأثيرات المعاصرة بالعالم، فكانت النتيجة سمفونية حية واحتفاء بتنوع وعمق الموسيقى المغربية.
وفي تصريح لها قالت الكاتبة العامة لجمعية الصويرة موغادور، كوثر شاكير بنعمارة إن الأمسية الأولى شهدت حضورا ملأ القاعة عن كاملها للاستمتاع بإيقاعات في فن الجاز، معربة عن ارتياحها للنجاح الذي حققته السهرة الافتتاحية للمهرجان. وأضافت "الرهان يبدو ناجحا"، مؤكدة أن "نسخة 2023 من المهرجان تعد بإقبال كبير يتجاوز انتظاراتنا، مما يدل على حرص والتزام الجمهور بحضور هذا الحدث الثقافي المتفرد".
وتابعت بنعمارة أن طاقم التنظيم ينوه بهذا التوافد الاستثنائي ويلتزم بالحفاظ على هذه الدينامية الإيجابية طيلة أيام المهرجان، مشيرة إلى أن "لتلبية الأذواق المتنوعة لجمهورنا، ستستمر البرمجة في تقديم تنوع موسيقي دون الخروج عن فن الجاز الذي اشتهر به المهرجان".
وقالت "نحن على قناعة بأن الجاز لغة عالمية يمد جسور التواصل بين الثقافات والأشخاص وهذا ما يجعل الصويرة مدينة منفتحة على جميع الألوان الموسيقية". وخلصت إلى أن مهرجان "الجاز تحت الأركان" لهذه السنة يعد أيضا بتجربة لا تنسى من قبل عشاق ومحبي هذا اللون الموسيقي".
من جهته، أبرز إدريس مالومي، في تصريح مماثل، الدلالة العميقة لهذه التظاهرة والتي تعتبر تتويجا لهذه العلاقة الخاصة بين شجرة الأركان ورمزيتها من جهة، والموسيقى من جهة ثانية.
وأضاف أن المجموعة قدمت بهذه المناسبة برنامجا بعنوان "أصوات" يشكل مقاربة موسيقية لهذه الشجرة المستوطنة ودعوة إلى الاستمتاع بلحظة استثنائية عبر الغوص في عوالم الأصوات والإيقاعات.
وأشار محمد حنيش، من مجموعة “ديابا جاز”، إلى أن هذه الأخيرة تهتم بالموسيقى المغربية بترتيبات خاصة، مع العمل على إنتاج أعمال خاصة بها. وأضاف أن المجموعة منفتحة على موسيقى الجاز وألوان موسيقية أخرى بتعاون مع فنانين ومجموعات أخرى من أجل تعزيز تجربتها.
وعلاوة على الأمسية الافتتاحية، تضمن برنامج النسخة السابعة من المهرجان حفلين موسيقيين آخرين الخميس مع فرقة الرباعي "WHY NOT" التي سافرت بالجمهور في رحلة عبر الأميركتين، لاستكشاف إبداعات الموسيقيين الذين تركوا بصماتهم على تاريخ موسيقى الجاز والبوسا نوفا خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
ومن أبرز لحظات المهرجان توقيع عثمان الخلوفي على إبداعه الجديد "مزموط" بشراكة مع المعهد الفرنسي بالصويرة. وسيقوم، برفقة ثلاثة موسيقيين موهوبين، بدمج الأصوات التقليدية مع موسيقى الجاز والموسيقى الإلكترونية، واستكشاف المواضيع الاجتماعية بلغة الجاز. ويعد هذا الأداء الفريد بتقديم تجربة فنية آسرة، وتسليط الضوء على الثراء الثقافي لموسيقى الجاز في شمال أفريقيا.
ويكتشف الجمهور، أيضا، عالم "Jazz B’LOOZ"، هذه الفرقة المغربية التي أنشأها عازف البيانو الموهوب زبير فرج، تجمع عشاق الموسيقى، إذ يجلب كل واحد منهم حساسيته من خلال إتقان العزف على آلته الموسيقية.
ستتم دعوة رواد المهرجان إلى إحياء العصر الذي تخطى فيه الفنانون ذوو الرؤى حدود موسيقى الجاز والبوسا نوفا، وخلقوا أعمالا خالدة تستمر في التأثير وإلهام الأجيال الحالية. كما سيكتشف الجمهور على مدى ثلاثة أيام الإبداع الاستثنائي لمجتمع فن الجاز المغربي، الذي عرف كيف يستوحي آلاته وألوانه وأصواته من أفريقيا.
وسيكون الجمهور الجمعة على موعد مع عازف البيانو الموهوب زبير فريج، وحفل الاختتام الذي ستحييه خماسية ماجد بكاس الأفرو جاز بتجربة موسيقية استثنائية وسيقدم عازف الغيتار والمغني ومعلم الكنبري ماجد بقاس مشروعه الجديد "جذور"، وهو رحلة حول إيقاعات كناوة والموسيقى الأفريقية، خاصة من غرب أفريقيا، التي يعرف أسرارها بفضل مشاركاته المتعددة مع كبار فناني الجاز.
يُذكر أن مهرجان "جاز تحت الأركان"، الذي تأسّس عام 2015، توقّف لمدّة ثلاث سنوات بسبب تفشّي فايروس كوفيد - 19، ليعود عام 2022 بهدف "تسليط الضوء على الفنانين المهتمين بفن الجاز عبر العالم، كما يشكّل مناسبة للجمهور لاكتشاف الفنانين المغاربة، ومن ضمنهم المواهب الصاعدة التي تعتني بهذا اللون الموسيقي، والاطّلاع على الإيقاعات والألحان الموسيقية المستعملة في هذا الفن"، بحسب ما جاء في موقع "جمعية الصويرة موغادور" المشرفة على تنظيم المهرجان.