مهرجان "ليوا عجمان للرطب والعسل".. تراث ثقافي يتناقله الإماراتيون

عجمان (الإمارات) - افتتحت مساء الأحد الدورة الثامنة من “مهرجان ليوا عجمان للرطب والعسل” وتستمر حتى الثالث من أغسطس الجاري، بمشاركة أكثر من 350 عارضا من ملاك النخيل والمزارعين والنحالين والأسر المنتجة إلى جانب عدد من الجهات الرسمية.

ويعزز المهرجان مكانة التراث الإماراتي والهوية الإماراتية من خلال إبراز أهمية المنتجات الزراعية التي شكلت جزءاً من حياة الإماراتيين منذ القدم وإلى الآن، وفي جعل الزراعة ثقافة لدى أبناء المجتمع تساهم في تعزيز منظومة الأمن الغذائي وتحقيق إنتاج زراعي مستدام.

وتنظم المهرجان دائرة التنمية السياحية في عجمان مقدمة سنويا العديد من الفعاليات التي تزيد من الحركة السياحية في الإمارة، وتقدم برنامجا متنوعا من الأنشطة التراثية والثقافية والترفيهية علاوة على ما تقدمه الأجنحة المشاركة في الحدث.

ويشهد المهرجان مشاركة العديد من المزارعين ومنتجي العسل، العارضين لأجود أنواع الرطب والحمضيات والعسل، ويقدمون على امتداد أيام الحدث شرحا وافيا لكل الزوار حول طرق وكيفية الاهتمام بعملية زراعة الشتلات وفحص التربة ومعالجتها وتحديد مواقع الشتلات حسب المسافات الموجودة ونظام الري وتسميد التربة.

والنخيل في الإمارات على غرار بقية المناطق العربية الأخرى ليس مجرد شجرة، بل ارتبط بتاريخ ثقافي عريق ونجده في الشعر العربي وفي الذاكرة الشعبية والخرافات والحكايات وحتى في الدين الإسلامي في مكانة بارزة في المنظومة الاجتماعية العربية، وهو ما لا يزال ماثلا إلى اليوم في المخيال الإبداعي العربي.

ويعكس المهرجان التزام دائرة التنمية السياحية بتعزيز التراث الإماراتي ودعم المزارعين والأسر المنتجة في الدولة، علاوة على ترسيخ توارث الأجيال لعناصر التراث الثقافي الحي وتثمينه بصفته وسيلة تنمية مستدامة.

وتقدم هذه الدورة مجموعة من الأنشطة والمسابقات التي تلبي احتياجات جميع أفراد الأسرة والمزارعين وأصحاب الأعمال على حد سواء.

وشهد انطلاق فعاليات المهرجان استقبال الجمهور والمشاركين من مختلف الأعمار والمجالات، مع وعد من المنظمين بتقديم تجربة فريدة ومميزة تمزج بين التراث الإماراتي القديم والثقافة الحديثة في إمارة عجمان، إذ تتجسد رؤية ورسالة المهرجان في تعزيز التراث والثقافة وتشجيع المزارعين والمنتجين للمشاركة الفاعلة في نمو المجتمع وتعزيز التنمية المستدامة، وتسليط الضوء على المزارعين وإنتاجاتهم المحلية المتميزة.

وتم تصميم برنامج المهرجان بعناية ليستهدف الزوار من جميع الأعمار والمجالات، ويقدم تجربة متنوعة وتعليمية.

ويضم المهرجان السوق الشعبي الذي يدعم الأسر المنتجة وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وسوق الرطب والعسل الذي يدعم المزارعين ويعرض منتجاتهم المحلية، إضافة إلى ذلك ستُقام ورش حرفية تسلط الضوء على استخدامات النخيل بأجزائها المختلفة في الماضي والحاضر، وسيتم تنظيم مزاد خيري يدعم المؤسسات الخيرية.

كما يشهد المهرجان العديد من الفعاليات، من بينها مسابقات وألعاب تراثية متنوعة تستهدف الأطفال وتهدف إلى تعزيز الهوية الإماراتية في أجواء احتفالية تناسب العائلات وأطفالها. كما سيتمكن الجمهور من الاستمتاع بالأهازيج والفقرات التراثية الشعبية المقدمة من الفرق الشعبية المشاركة في المهرجان.

ويتضمن المهرجان مسابقات وورش عمل ومحاضرات في الزراعة، وبرامج توعوية حول الممارسات الزراعية الحديثة وحلول التنمية المستدامة، بالإضافة إلى عروض تراثية وفنية ممتعة.

إقرأ أيضا

مهرجان ليوا للرطب ينقل التراث إلى الأجيال الجديدة بأساليب مبتكرة

ويُعدُّ “مهرجان ليوا عجمان للرطب والعسل” وجهة مميزة تجمع بين التنوع والإبداع في عالم النكهات الفريدة إذ يقدم مجموعة واسعة من الرطب بأصنافه المختلفة إلى جانب أنواع من الفواكه الموسمية إضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات المصنوعة بمهارة من التمور الطازجة والعسل الأمر الذي يتيح للزوار فرصة استكشاف متعة تذوق نكهات فريدة و الاستمتاع بتجربة حسية غنية بالمذاق والنكهات الطيبة فضلا عن معايشتهم لتجربة الاكتشاف والمعرفة اللامحدودة.

ويستعرض المزارعون خلال الفترة المخصصة للمهرجان أفضل وأفخر أنواع الرطب والتمور وتشتمل فعالياته على مسابقات مزاينة الرطب ومسابقات العسل إلى جانب مسابقات الحمضيات والمانجو والليمون واللوز المحلي ومسابقات الأكلات الشعبية.

ويشهد المهرجان العديد من المحاضرات والندوات التثقيفية إضافة إلى فعاليات المسرح والمسابقات الثقافية والتراثية التي خصصت لها جوائز عبارة عن قسائم مشتريات للفائزين تصل قيمتها الإجمالية إلى 5000 درهم، أما الجوائز المخصصة لمسابقات الفواكه والعسل ومزاينات الرطب فتزيد قيمتها الإجمالية على 350 ألف درهم.

والجدير بالذكر أن مهرجان “ليوا عجمان للرطب والعسل” يفتح أبوابه يوميًا من الساعة 11 صباحًا حتى الساعة 10 مساءً، مرحبًا بالزوار لاستكشاف ثقافة الإمارات وحسن الضيافة في قاعة الإمارات للضيافة.