مهرجان "كيه دو بولار" لأدب الجريمة في فرنسا يثير قضية "الحدود"

المهرجان يزخر بعدد كبير من الأنشطة، من بينها 75 لقاء ومؤتمرا وبرامج سينمائية وموسيقية.
الأربعاء 2025/03/12
جيمس إلروي ضيف المهرجان الرئيسي

ديجون (فرنسا) - سيكون الكاتب الأميركي جيمس إلروي محط اهتمام خاص خلال الدورة الحادية والعشرين من مهرجان “كيه دو بولار” (Quais du polar) الفرنسي لأدب الجريمة الذي يقام في مدينة ليون من 4 إلى 6 أبريل، واختار هذه السنة موضوع “الحدود” محورا رئيسيا له.

ويهتم المهرجان أساسا بأدب الجريمة أو قصة التحري، أو لغز القتل، أو رواية الغموض، أو الرواية البوليسية، وكلها مصطلحات تصف هذا النمط من الروايات التي تركز على الأفعال الإجرامية وخاصة على أطوار البحث والتحقيق، سواء من قبل أحد المحققين الهواة أو المحترفين في جريمة خطيرة، وبشكل عام تكون جريمة قتل، وتبرع هذه الأعمال الأدبية في حبكتها التي تقوم على التشويق والغموض وجذب القارئ لملاحقة البحث والتأويل والتفسير والاستنتاج، ما يجعله يعيش القصة بشكل كامل.

واعتبر المهرجان في بيان له أن “الأدب يثبت أنه جسر في عالم تتزايد فيه الانقسامات وتقام فيه الجدران، إذ يتيح لنا السفر والفهم والشعور. إنه يجمع الناس حيث تفشل الخطابات.” ومن هذا المنطلق دعا “كتّابا من كل الخلفيات” ليكونوا شهودا على “هذه الحدود التي يعبرونها أو يواجهونها، سواء أكانت مادية أم رمزية.”

المهرجان الذي تجاوز عمره العشرين عاما لقاء فريد من نوعه حيث يستكشف الأدب حدود الأنواع والتخصصات والمجتمعات
المهرجان الذي تجاوز عمره العشرين عاما لقاء فريد من نوعه حيث يستكشف الأدب حدود الأنواع والتخصصات والمجتمعات

ويشارك جيمس إلروي (77 عاما)، أحد أهمّ مؤلفي روايات الجريمة في العالم، في لقاء بعنوان “ساعة مع…”، وسيكون موضوع مؤتمر جامعي ضمن فعاليات المهرجان.

ويشارك أيضا 125 ضيفا من 17 دولة، من بينهم الأميركيون أتيكا لوك ودوغلاس بريستون وبيتر سوانسون والإيسلندي أرنالدور إندريداسون والجنوب أفريقي ديون ماير والإنجليزية باولا هوكينز والكندي ليندوود باركلي والإيطالي كارلو لوكاريلي.

ويزخر المهرجان بعدد كبير من الأنشطة، من بينها 75 لقاء ومؤتمرا، وبرامج سينمائية وموسيقية.

وستُمنَح أيضا 11 جائزة أدبية الجمعة 4 أبريل، من بينها جائزة أفضل رواية جريمة باللغة الفرنسية، ويتنافس عليها كل من غوينايل بولتو وباسكال ديتريش وسيباستيان جاندرون وبولين غينا وجوزف إنكاردونا وآن صوفي كالبفليش.

وكان المهرجان قد انطلق في أبريل 2005 بتنظيم من رابطة كوايس دو بولار، بالشراكة مع مدينة ليون، والمؤسسات والمنظمات الثقافية في ليون، والشركاء من القطاع الخاص.

وسنويا يقدم المهرجان على امتداد ثلاثة أيام برنامجًا حافلا حول أدب الجريمة والسينما وجميع أشكال الفن والثقافة المهتمة بالنوع “الأسود”، علاوة على تقديمه لمعرض الكتاب والمؤتمرات والمناقشات وعروض الأفلام والألعاب والتحقيقات والعروض المسرحية والحفلات الموسيقية والزيارات وغيرها.

وبلغ عدد زوار المهرجان العام الفائت أكثر من مئة ألف فيما شارك فيه أكثر من 130 مؤلفا، ما جعل المهرجان الذي تجاوز عمره العشرين عاما “لقاءً فريدا من نوعه حيث يستكشف الأدب حدود الأنواع والتخصصات والمجتمعات،” وفقا للمنظمين.

عدد زوار المهرجان العام الفائت بلغ أكثر من مئة ألف فيما شارك فيه أكثر من 130 مؤلفا

ويهدف المهرجان إلى تقديم بانوراما من الأدب البوليسي الحالي، متيحا عددا من اللقاءات المباشرة مع رموز ومؤلفي هذا الأدب، ومقدما أهم الأعمال الأدبية الجديدة في هذا النمط علاوة على المؤتمرات أو جلسات التوقيع أو الأحداث المختلفة المرتبطة به.

ومن خلال هذا المهرجان وغيره من فعاليات تدير رابطة كوايس دو بولار العديد من المشاريع لمكافحة الأمية، وتدعو بشكل عام إلى الوصول إلى القراءة والكتابة والثقافة للجميع (بما في ذلك هذا المهرجان المجاني). وتنفذ الإجراءات مع التلاميذ من رياض الأطفال إلى الجامعة، وتشرّك أيضا المستشفيات ومراكز السجون في المنطقة.

ووفق المنظمين قرر المهرجان الأول من نوعه في فرنسا وأوروبا في دورته الجديدة استكشاف حدود النوع والمجتمعات من خلال تناول موضوع “الحدود” وما يتبعه من قضايا الهجرة وغيرها. واعتبر المنظمون في بيان لهم أن جمع كتاب من جميع أنحاء العالم ومن مختلف أنماط الكتابة، من الشعر وروايات التجسس والقصص المصورة وغيرها… يمكّن من تجاوز الحدود الجغرافية والأدبية، كما يعتبر فرصة للإصغاء إلى حركية المجتمع.

وبخصوص اختيار ثيمة “الحدود” لهذه الدورة من المهرجان أشار المنظمون إلى أن المقصود ليس الحدود المكانية فحسب، بل الهدف كشف الحدود الرمزية التي تفصل بين عناصر المجتمع، الحدود الثقافية أو الاجتماعية أو الدينية أو السياسية، وغيرها، وهي متجذرة بعمق في الواقع الاجتماعي، وقد ساهمت في إبرازها أكثر الأحداث الجارية والانقسامات التي شابت المجتمع. ولذا فإنهم يسعون في هذا الحدث إلى رصد هذه الانقسامات، وإعادة التفكير في هذه الحدود الرمزية العديدة.

ومن خلال قصصهم سيسلط المؤلفون الضوء على هذه التوترات التي تفرق بين مكونات المجتمع علاوة على الندوات والعروض التي ستناقش بدورها هذه المسألة الحساسة التي لا تتوقف عند المجتمع الفرنسي بل هي ظاهرة باتت شائعة.

13