مهرجان "في منا" يحتفي بـ"الفن الناشط، النسوية والثقافات الرقمية"

تونس - انعقدت منذ أيام قليلة الدورة التأسيسية لمهرجان “في منا” بتونس، والتي احتفت هذا العام بـ”الفن الناشط، النسوية والثقافات الرقمية” والهدف منها وفق المشرفين على المهرجان هو تحرير المرأة والإبداع الفني.
مهرجان “في منا” هو عبارة عن منصة تضامنية متعددة التخصصات، وهو منصة إقليمية تركز على الفن والنسوية والثقافة الرقمية.
ويأتي هذا المهرجان خلال فترة عرفت بظهور العديد من الأنشطة الثقافية، وخاصة منها المهرجانات المعنية بالإنتاج النسوي في مختلف القطاعات الفنية، وخاصة منها الموسيقى والسينما والمسرح.
ويهدف المهرجان إلى تعزيز المساواة بين الجنسين والتنوع والإدماج والعدالة المناخية من خلال التعبيرات الفنية الفريدة والثقافات الرقمية في تونس. ويتمحور المهرجان حول المشاريع الفنية التي طورها واحتضنها مختبر “لا فابريك آرت ستوديو” و”في منا” منذ إنشائها في عام 2017.
وتشمل هذه المشاريع أكاديمية “دي.جي” للفتيات، أكاديمية “الهيب هوب” للفتيات، معارك “بي غيرلينغ”، رواية القصص، إنتاج المحتوى الرقمي والبودكاست بفضل “فيمينا ميديا” بدعم من شركاء أوكسفام، التعاون الإسباني، المعهد الفرنسي في تونس ومؤسسة فرنسا. كما تجمع شبكة “في منا” بين الفنانين والمهنيين وعشاق الموسيقى المعاصرة والفنون المرئية الرقمية والتقنيات الجديدة.
وتشجع الشبكة التضامن والتعاون ومشاركة المعرفة من خلال الجمع بين المواهب والمهارات متعددة التخصصات، وتعمل على تطوير المشاريع الفنية والرقمية المشتركة التي تكون أكثر حضورا وأكثر وضوحا على المستوى الوطني والدولي.
احتفل مهرجان “فيمينا” هذا العام بتحرير النساء والفتيات وجميع الأشخاص ذوي الوضعيات الهشة من خلال الابتكار الفني والتكنولوجي. وانعقدت فعاليات أيامه الثلاثة تحت شعار وهاشتاغ “الرخ لا” (لا تراجع)، وفيه تشجيع للمواهب النسائية المشاركة في ورشات التحضير للمهرجانات والمراكز المختصة بصقل مواهبهن على مواصلة الحلم الفني وتقديم إبداعات تنتصر لحقوقهم وحرياتهن.
وبمناسبة اليوم الدولي لحقوق المرأة وتزامنا مع شهر تاريخ المرأة، وبعد ثلاث سنوات من التأجيل الذي تسبب فيه وباء كوفيد – 19، استثمر مهرجان فيمينا العديد من المواقع والأماكن الآمنة والشاملة من السادس عشر حتى الثامن عشر من مارس.
المهرجان عرض خلال فعالياته سبعة أفلام قصيرة من سبعة دول تحت شعار "فيمينا سيني فاست"، سلطت من خلالها الضوء على حقوق وقضايا المرأة
وتضمنت برمجة الدورة الأولى من المهرجان عروضا فنية صوتية وبصرية وورش عمل ونقاشات وأماكن عرض تسلط الضوء على مبادرات نسائية وفرص الشبكات الاجتماعية.
وعرض المهرجان خلال فعالياته سبعة أفلام قصيرة من سبعة دول تحت شعار “فيمينا سيني فاست”، سلطت من خلالها الضوء على حقوق وقضايا المرأة.
والأفلام المعروضة هي فيلم من إخراج أنهار سلام من السعودية بعنوان “الحب والانتقام”، وفيلم “مقودة” من الجزائر للمخرجة سعاد ذويبي، وفيلم “سلوى” للمخرجة إيناس بن عثمان من تونس، بالإضافة إلى الفيلم اليمني “لا ترتاح كثيرا” من إخراج شيماء التميمي وفيلم “امرأة في سن معينة” للمخرجة اللبنانية مارينا أبوإلياس، كما شاركت المخرجة الفرنسية أنوك ميسنر بفيلم “لا أحد يملكني”، بينما كان فيلم “بيرتي زينوبي إسترامون” من بلجيكا آخر الأفلام المعروضة في المهرجان.
وكرم المهرجان الأصوات النسائية والنسوية، بالإضافة إلى القوى الإبداعية من أجل المشاركة في بناء أشكال جديدة من السرد من خلال برنامج متنوع: لوحات، عروض أفلام، مناظرات، عرض مسرحي، ورشات تفاعلية، ومعارض مبادرات في الفنون الرقمية.
كيف يمكن لأشكال التعبير الفني والتكنولوجي أن تساهم في تعزيز المساواة والتنوع بين الجنسين والاندماج الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي؟ هذا هو السؤال الذي حاول العديد من الفنانات والنشطاء والباحثين والأكاديميين الإجابة عنه بما يضفي انعكاسا جديدا على الحركات والتحديات الأخيرة في تونس والمنطقة، وخاصة منها الحركات النسوية والتحديات التي تواجهها وتواجه المرأة عموما، وخاصة تلك العاملة في المجال الفني والثقافي.