مهرجان فيلم المرأة بسلا يفتتح دورته بتكريم السينمائيات

الكثير من الأفلام تناولت قضايا المرأة في مختلف الثقافات والأقطار، قضايا تختلف وتتشابه، ولكن جوهرها واحد هو النضال لأجل الحرية والكرامة وتحقيق الذات في مجتمعات تحكمها الذكورية والاستغلال والقمع والترهيب والتهميش الذي يطال النساء. وفعلا ساهمت الأفلام في انتصار قضايا النساء العادلة، ما حفز على تكريس مهرجانات خاصة بهذه الأفلام على غرار المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا المغربية.
الرباط - كرم المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا في المملكة المغربية الممثلة المصرية ليلى علوي في افتتاح دورته الخامسة عشرة مساء الاثنين، كما كرم المخرجة الفرنسية من أصل مغربي سيمون بيتون واسم المخرجة الفرنسية الراحلة سارة مالدورور.
عقب الكلمات الرسمية لمنظمي المهرجان وتقديم لجان التحكيم بالفضاء الثقافي والسينمائي “هوليوود” بحي كريمة، قدمت يسرى شهواد، الأستاذة بمعهد الموسيقى والفن الكوريغرافي، فقرة فنية على آلة القانون، في حفل افتتاح الحدث السينمائي الذي يعتبر الأبرز من حيث اهتمامه بأفلام المرأة.
تعقد الدورة الجديدة من المهرجان من السادس والعشرين من سبتمبر الجاري إلى غاية الأول من أكتوبر المقبل، بمشاركة عشرة أفلام ضمن المسابقة الرسمية الخاصة بالأفلام الروائية الطويلة.
وذكر بلاغ للمنظمين أن الأفلام المشاركة هذا العام تمثل 19 دولة من أوروبا وأميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا، وتم إنتاج فيلمين منها في سنة 2022 وثمانية أفلام في سنة 2021، مضيفا أن تسعة من هذه الأفلام من إخراج نساء.
ويشمل برنامج المهرجان مسابقة للأفلام الروائية الطويلة تضم عشرة أفلام، ومسابقة للأفلام الوثائقية تضم خمسة أفلام، فيما تتنافس على "جائزة الجمهور الشبابي" خمسة أفلام روائية مغربية طويلة وستة أفلام مغربية قصيرة.
أفلام متنافسة
وترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة المنتجة والمخرجة المصرية، ماريان خوري، وستضم في عضويتها كلا من مارتين ندياي، مديرة مهرجان أفلام المرأة الأفريقية (السنغال، فرنسا)، وفاطم العياشي، وهي ممثلة ومخرجة وكاتبة عمود مغربية، والمخرجة أميلي فان المبت من بلجيكا، والمخرجة كارولين كوينود (سويسرا، الدنمارك)، وستمنح كلا من الجائزة الكبرى للمهرجان، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أول عمل، وجائزة أحسن دور نسائي، وجائزة أحسن دور رجالي.
ومن أبرز الأفلام المتنافسة على هذه الجائزة نجد أفلام "على طول البحر" لأكيو فوجيموتو (إنتاج مشترك بين اليابان والفيتنام، 2021)، و"أسعد أيامنا" لسول بيروزو بيشون ريفيير (إنتاج مشترك بين إيطاليا والأرجنتين، 2021)، و"سعاد" لآيتن أمين (إنتاج مشترك بين مصر، تونس وألمانيا، 2021)، و"شانكر فايريز" لعرفانا ماجومدار، الهند، 2021.

وبخصوص المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية التي تتطرق إلى نضال المرأة من أجل المساواة وضد كل أشكال التمييز، فتتنافس على جائزتها خمسة أفلام أربعة منها من إخراج نساء؛ وفيلم واحد من إخراج امرأة ورجل. وتتكون لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية من أنوشكا دي أندرادي، مخرجة ومديرة مهرجان أميان السينمائي من الكونغو، غوادلوب (رئيسة)، والمخرجة كريمة السعيدي (المغرب، بلجيكا)، والمخرجة والمنتجة البوركينابية ماموناتا نيكيما.
أما بخصوص جائزة الجمهور الشبابي المخصصة للفيلم القصير والطويل المغربي، فسيتم تنظيمها في إطار نافذة "نظرة معينة على الأفلام القصيرة المغربية" التي صممت أو كتبت أو أخرجت أو أنتجت من قبل نساء، ونافذة "نظرة معينة على الأفلام الروائية الطويلة المغربية"، التي تهدف إلى الانفتاح على الأفلام المغربية، كتفاعل من نوع آخر.
وتضم لجنة تحكيم هذه الجائزة كلا من الممثلة ابتسام العروسي رئيسة، ومهندسة الصوت إلهام زهروني. واستحدث المهرجان، جائزة "الضفة الأخرى" التي ستمنح للفيلم المغربي الذي يتناول ويدافع عن الوضع الفريد للمرأة في سياقات مختلفة.
احتفاء بأفريقيا
يشمل البرنامج “بانوراما سينما جنوب الصحراء” لتكريم الأصوات النسائية في أفريقيا بالتزامن مع اختيار مدينة الرباط عاصمة للثقافة الأفريقية 2022 - 2023، وتشمل البانوراما ثمانية أفلام من بوركينا فاسو والنيجر والجابون وأفريقيا الوسطى والكاميرون والكونغو الديمقراطية وتشاد.
ويعقد المهرجان ورشتي تدريب حول "التربية على الصورة" و"الكتابة السينمائية"، كما يطرح عددا من الكتب المرتبطة بالمرأة والسينما منها "حياة بالأبيض والأسود" للأديبة والشاعرة عائشة عمور و"أشلاء ذاكرة سينمائية" للكاتب والمخرج سعد الشرايبي.
المهرجان ينظم ورشتي تدريب حول "التربية على الصورة" و"الكتابة السينمائية" ويطرح كتبا مرتبطة بالمرأة والسينما
وتمتد عروض وأنشطة المهرجان الذي تنظمه جمعية أبي رقراق بالتعاون مع المركز السينمائي المغربي ووزارة الشباب والثقافة والتواصل حتى الأول من أكتوبر مقدمة لجمهور السينما العديد من الأفلام التي تتناول قضايا المرأة من مختلف أنحاء العالم.
وتحتفي الدورة الجديدة من المهرجان بالسينما الأفريقية حيث تكرس جانبا كبيرا من عروضها للنبش في قضايا المرأة الأفريقية، دلالة على تجذر المغرب في عمقه الأفريقي والتزامه بالقضايا المشتركة للقارة السمراء.
وتحل سينما السنغال "ضيف شرف" هذه الدورة حيث يعرض المهرجان فيلم "أتلانتيك" للمخرجة ماتي ديوب الحاصل على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان السينمائي عام 2019 إضافة إلى ثلاثة أفلام أخرى من إنتاج أعوام 2013 و2014 و2019.