مهرجان دبي للمسرح المدرسي منبر لاكتشاف مواهب المستقبل

دبي - أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" عن بدء الاستعدادات لتنظيم الدورة الثالثة من "مهرجان دبي للمسرح المدرسي" خلال الفترة الممتدة من الثامن إلى الثاني عشر من مايو الجاري على مسرح مكتبة محمد بن راشد، بمشاركة 10 مدارس ومؤسسات تعليمية في دبي تتنافس على جوائز المهرجان الهادف إلى اكتشاف المواهب المسرحية الطلابية وتطويرها وصقلها بطرق احترافية.
وتسعى "دبي للثقافة" من خلال "مهرجان دبي للمسرح المدرسي" إلى الارتقاء بالذائقة الفنية والجمالية لمشرفي وطلبة المسرح في مدارس الإمارة ورفع مستوى أنشطته فيها فضلا عن دعم المواهب الناشئة وحثها على مواصلة مسيرة الإبداع وتشجيعها على إنتاج الأعمال المسرحية المتنوعة بوصفها منتجا فنيا وصناعة ثقافية قادرة على مواكبة التطورات المجتمعية، وهو ما يساهم في خلق بيئة إبداعية مستدامة ترسخ مكانة دبي مركزا عالميا للثقافة والفنون.
وأكدت فاطمة الجلاف، مديرة إدارة الفنون الأدائية بالإنابة في “دبي للثقافة”، أهمية دور “مهرجان دبي للمسرح المدرسي” في دعم وتشجيع المواهب المسرحية الناشئة، لافتة إلى قدرته على رفد القطاع بدماء جديدة.
وقالت “يحتاج القطاع المسرحي المحلي إلى مواهب ناشئة لضمان استدامته واستمراريته في إنتاج مشاريع فنية ومسرحية متنوعة تعكس واقع مجتمعنا وإرثنا الإبداعي وتبرز ثراء مشهدنا الثقافي والفني، وهو ما يجعل هذا المهرجان بمثابة شريان رئيسي قادر على ضخ دماء جديدة في الحركة المسرحية الإماراتية”.
وأوضحت أن “دبي للثقافة” تسعى عبر المهرجان إلى تعزيز دور القطاع المسرحي في الدولة وخلق بيئة فنية وإبداعية قادرة على الارتقاء بالمواهب الشابة ودفعها نحو مواصلة تطوير شغفها بالفنون الأدائية.
وأشارت الجلاف إلى أن المهرجان يجسد جهود دبي للارتقاء بالبيئة المدرسية، ويعد خطوة تشجع كافة مدارس الإمارة ومؤسساتها التعليمية والتربوية على المشاركة في محافل الفنون الأدائية والاستفادة منها عبر توظيفها في تحويل المواد المنهجية إلى نصوص درامية ومشاهد بصرية تساعد على ترسيخها في عقول الطلبة والمساهمة في غرس القيم التربوية والأخلاقية وإذكاء الروح الوطنية في نفوسهم.
وفي سياق الاستعدادات كشفت “دبي للثقافة” عن أعضاء لجنة تحكيم المهرجان التي تضم فنانين فاعلين في المجال المسرحي والتربوي، حيث يترأس اللجنة الفنان مرعي الحليان، وتضم في عضويتها كلا من الفنان والمخرج محمد سعيد السلطي والفنان حسن يوسف البلوشي، وسيتولون مهمة تقييم العروض المسرحية التي ستتنافس على جوائز المهرجان حسب المراحل التعليمية (الحلقة الأولى، الحلقة الثانية، الحلقة الثالثة) ومن بينها أفضل عرض مسرحي متكامل وأفضل ممثل وممثلة وأفضل إخراج وأفضل نص مسرحي، وغيرها.
وتتولى “دبي للثقافة” تنظيم ورعاية هذه الدورة بشكل كامل رغبة منها في تحقيق الأهداف الإستراتيجية المرجوة والمتمثلة في دعم المواهب الحقيقية واحتضانها والارتقاء بها بشكل مدروس، ما ينعكس بشكل مباشر على دعم السياحة الثقافية وتنويع مصادر الاقتصاد الإبداعي وفتح أبواب جديدة للصناعات الثقافية والإبداعية، الأمر الذي يجعل دبي مدينة عالمية مبدعة ومستدامة للثقافة والتراث والفنون والآداب إلى جانب تمكين هذه القطاعات من الإسهام في تحقيق السعادة ونشرها بين مختلف أطياف المجتمع وشرائحه.
وتتعهد “دبي للثقافة” بتسخير كل الطاقات لخدمة أهداف هذا المهرجان إيمانا منها بأهمية المسرح (أبو الفنون) وثقة بقدرات الأطفال، وحرصا منها على توظيف خبراتها المكتسبة لرفد القطاع المسرحي في إمارة دبي بالمواهب بعد اكتشافها والعمل مع شركائها الإستراتيجيين في هذا المجال لتطويرها وتبنيها وإفساح المجال لها للدخول إلى الخارطة الفنية والمشاركة في الأعمال المسرحية المختلفة بما يدعم القطاع الفني المحلي المتنامي ويواكب التطورات العالمية في هذا المجال.
ويعد هذا المهرجان نقطة انطلاق حقيقية لأصحاب المواهب ومحطة استكشاف للذات وقطارا يأخذ المبدعين إلى أفق أوسع يحلقون من خلاله في فضاءات الإبداع الرحبة ليجدوا أنفسهم بعد حين صناعا للفن يرتقي بهم ويرتقون به.
وسيشهد المهرجان تقديم 10 عروض مسرحية على مدار 4 أيام حيث يسدل ستائره في الثاني عشر من مايو بحفل الختام والإعلان عن الفائزين. ويستهدف “مهرجان دبي للمسرح المدرسي” الطلبة من الصف الرابع حتى الثاني عشر وتتضمن شروط المشاركة فيه أن تكون العروض جماعية ومقدمة باللغة العربية الفصحى وتتراوح مدتها ما بين 15 و45 دقيقة وأن تراعي في نصوصها عادات وتقاليد المجتمع المحلي.
ومن خلال عروضه وفعالياته ينشر المهرجان الثقافة المسرحية في المجتمع المدرسي في إطار سعيه إلى ترسيخ القيم السمحة التي تساهم في بناء أجيال قادرة على التعبير عن ذاتها معتزة بانتماءاتها الوطنية من خلال رفع روح المواطنة لدى الطلبة في مختلف المراحل.
ويؤكد هذا الحدث أهمية المسرح المدرسي في الإمارات، الذي يتميز من خلال الرعاية التي يتلقاها في مختلف أنحاء البلاد، سواء في الشارقة أو دبي أو رأس الخيمة وغيرها من الإمارات الأخرى.