مهرجان جرش للثقافة والفنون يطفئ شعلة دورته السادسة والثلاثين

المهرجان يحتضن كل عام الكثير من الحقول الإبداعية من أمسيات فكرية وأدبية وموسيقية ومسرحية وتشكيلية وسمعية بصرية.
الاثنين 2022/08/08
دورة ناجحة قاطعها فنانون أردنيون

عمان - أطفأ مهرجان جرش للثقافة والفنون شعلة دورته السادسة والثلاثين مساء السبت، والتي أقيمت تحت شعار “نورت ليالينا” وشملت مشاركات فنية من لبنان وسوريا ومصر وفلسطين والعراق والسعودية والأردن.

وأشرفت وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار على مراسم إطفاء شعلة المهرجان في المدينة الأثرية، بحضور أحمد العتوم رئيس بلدية جرش الكبرى ومازن قعوار المدير التنفيذي للمهرجان.

أحيا حفل الختام بالمسرح الجنوبي المطرب السعودي رابح صقر في أول مشاركة له بالمهرجان، بينما قدمت فرقة “جدل” الأردنية بقيادة عازف الجيتار محمود ردايدة حفلها على المسرح الشمالي.

وقدم صقر باقة من أغانيه منها “الليلة ليلتنا” و”غربة زمن” و”ضعفي محبة” و”باين عليك” و”تصفحيني” و”نوع من البشر” و”واجد” و”أحبك وأحلف” و”أزعل عليك”، كما شارك فرقته بالعزف على العود.

ورابح صقر هو مغن وعازف وملحن وموزع موسيقي سعودي يعتبر من مشاهير اللحن والأداء في السعودية وفي الخليج والوطن العربي، يلقب بموسيقار الخليج.

وكان المهرجان الذي بدأ في الثامن والعشرين من يوليو قد منح جائزته هذا العام للشاعر زياد العناني “تكريما لجهوده الإبداعية في المشهد الشعري الأردني والعربي”، وأطلق اسم القاص فخري قعوار على ملتقى القصة الذي أقيم في مقر رابطة الكتاب الأردنيين.

وشمل برنامج المهرجان تقديم عروض مسرحية بالمركز الثقافي الملكي وعرض أفلام قصيرة في مدينة إربد، إضافة إلى معرض جماعي للفن التشكيلي وأمسية شعرية مهداة لروح الشاعر جريس سماوي، ومؤتمر نقدي بعنوان “أثر التكنولوجيا في التلقي ما بين القصيدة واللوحة”.

كما أقيمت على هامش المهرجان الدورة التاسعة عشرة لبرنامج “بشاير جرش”، المخصص للمواهب الشابة بين عمر 15 و30 عاما في مجالات القصة والشعر والتمثيل والغناء.

مهرجان جرش يشكل ظاهرة ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياحية فريدة بأبعادها الوطنية والعربية والعالمية

وأحيت فرقة جدل الفنية التي تأسست عام 2003، حفلا على المسرح الشمالي، وهي المشاركة الأولى للفرقة التي أسسها المؤلف والمنتج الموسيقي وعازف الجيتار محمود ردايدة.

وقدمت الفرقة عددا من الأغنيات العربية التراثية لفنانين عرب وملحنين كبار، ولكن بطريقة الروك الغنائية وبأسلوب جديد وعصري.

ويشكل مهرجان جرش للثقافة والفنون ظاهرة ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياحية فريدة بأبعادها الوطنية والعربية والعالمية، ويحمل رسائل ثقافية وسياسية عميقة، ويلعب دورا كبيرا في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية في المملكة بشكل عام، ومدينة جرش ومجتمعها المحلي بشكل خاص.

وتتوزع نشاطات المهرجان على المدينة الأثرية في جرش وسواها من المراكز الثقافية في العاصمة عمّان وعدد من المحافظات الأردنية، وتشرف عليه لجنة عليا من أبرز الشخصيات في القطاعين العام والخاص الفاعلة في الحياة الثقافية والسياحية والنقابية، حرصا من الحكومة على إنجاح المهرجان ودعمه لتمكينه من عقد وتنفيذ برامج وأنشطة فعالياته بأفضل صورة ممكنة.

وتنهض فلسفة المهرجان، الذي يعد من أقدم وأبرز المهرجانات في المنطقة العربية، على عرض جوانب متعددة من الإبداعات الأردنية والعربية والعالمية، والتعريف بها من على منصة أثرية عابقة بتاريخ الحضارات الإنسانية وتنشد التعاون والتبادل الثقافي بين الأمم، في تركيز على هوية أردنية ثقافية، من خلال مشروع وطني يمتلك خصوصيته المعبرة عن المجتمع الأردني بوصفه متنوع الثقافات.

ويحتضن المهرجان كل عام الكثير من الحقول الإبداعية من أمسيات فكرية وأدبية وموسيقية ومسرحية وتشكيلية وسمعية بصرية، تحمل أسماء شابة وراسخة في المشهد الثقافي، إلى جوار تلك المشاركة الواسعة للمثقف والفنان والحرفي الأردني، على نحو يحفز ويشجع الأسرة الأردنية على التوجه إلى مدينة جرش الأثرية لتكون جزءا من هذا الحدث الأردني العربي العالمي. وتتنوع فعاليات المهرجان من خلال دعوته لأبرز المبدعين والمثقفين والفنانين والإعلاميين والفرق الفنية الفولكلورية العالمية الشهيرة والمؤثرة، إلى جانب معارض الحرف والصناعات التقليدية، فضلا عن تركيزه على النواحي والقضايا الفكرية من خلال عقد ندوات تحمل هموما وطنية وإنسانية، بمشاركة عدد من أبرز المثقفين والكتاب والباحثين العرب.

وللطفل نصيبه من المهرجان الذي انطلق في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، من خلال جملة من اشتغالات مسرح الطفل الذي يثير مخيلة النشء الجديد بمعزوفات وأغان تنهل من تراث غنيّ ومتعدد بحجم التراث الإنساني، وما يفيض به من حركات أدائية وأزياء وأقنعة شديدة الافتتان في قالب من الاستعراضات الحديثة والكلاسيكية المفعمة بالأغاني الحماسيّة الآتية من أشعار رشيقة مغنّاة.

وكان جرش المهرجان الوحيد الذي انعقد في العالم العربي خلال العام الماضي، الذي اتسم بإلغاء وتأجيل العشرات من المهرجانات جراء جائحة فايروس كورونا، في حين عاش العام الحالي فعاليات متنوعة أغلبها ذو طابع عربي.

وشهد المهرجان هذا العام مقاطعة أبرز مغنيين أردنيين، هما عمر العبدلات وديانا كرزون. وقد برر الفنانان قرارهما بسوء التعامل والتنسيق معهما وتفضيل الفنان العربي على الأردني واعتبار مشاركة الأخير تحصيلا حاصلا في كل دورة من دورات المهرجان، بدلالة الإعلان عن برنامج المهرجان في مؤتمر صحافي عام كان قبل الاتفاق مع الفنانين الأردنيين.

وأدى قرار كرزون والعبدلات إلى انسحاب فنانين آخرين، معتبرين أن إدارة المهرجان قامت بتهميشهم.

15