مهرجان "جاكس للفنون" بالدرعية جولة فنية غير تقليدية

تواصل مدينة الدرعية السعودية العريقة احتضان الفعاليات والتجارب الفنية التي تعزز من مكانتها كوجهة ثقافية وترفيهية وفنية، إذ تنظم وزارة الثقافة السعودية مهرجان جاكس للفنون في قلب الدرعية التاريخية في شهر يوليو، تعزيزا لمكانة المدينة المميزة في التاريخ السعودي، إذ تحظى برمزية خاصة جعلت منها أحد أبرز عناوين رؤية 2030، وإحدى المدن التي تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل من خلال الفنون.
الدرعية (السعودية) - تنطلق الخميس الموافق للرابع عشر من يوليو الجاري فعاليات مهرجان جاكس للفنون في مدينة الدرعية السعودية، ويقام المهرجان بدعم من برنامج جودة الحياة، أحد برامج تحقيق “رؤية المملكة 2030”، وتستمر فعالياته عشرة أيام، إلى غاية الثالث والعشرين من هذا الشهر.
ومهرجان جاكس للفنون الذي تنظمه وزارة الثقافة السعودية، حدث فني بفعاليات متنوعة يُشارك فيه فنانون سعوديون وعالميون، ويُعزز بمحتواه الإبداعي الأصيل من مكانة الدرعية كمظلة جامعة يلتقي فيها المبدعون من مختلف دول العالم في بيئة فنية متكاملة، بينما وفر المنظمون بواية إلكترونية أمام الجمهور لاقتطاع التذاكر وحضور المعارض والأروقة الفنية والنشاطات الفنية الأخرى.
نوافذ فنية

المهرجان حدث فني بفعاليات متنوعة يشارك فيه فنانون سعوديون وعالميون ويعزز مكانة الدرعية كمظلة جامعة
يضم مهرجان جاكس للفنون تجارب تفاعلية مختلفة موزعة عبر خمس مناطق يطلع من خلالها الزوار على التجارب الإبداعية والأبعاد المعرفية والثقافية والفنية، بداية من مرحلة الانطلاق، ثم منطقة نوافذ الإبداع، مروراً بشجرة الكرز ورحلة داخل عصر النهضة وصولا إلى المرحلة الأخيرة مرحلة تذوق.
ويطرح المهرجان من خلال نوافذه الإبداعية أعمالاً فنية لأسماء محلية وعالمية، نذكر منها راشد الشعشعي وعبدالرحمن الشاهد والفرنسي جوليان جاردير، إلى جانب مؤسسة قلم رصاص واليسار أستوديو من الإمارات، وأستوديو ريقلر من كندا.
وصممت الوزارة مهرجان “جاكس للفنون” ليستثير الحواس الخمس للزوار من خلال الأنشطة والفعاليات التي تدعو إلى التفاعل معها بشكل مباشر، حيث ستقوم الأعمال والتراكيب الفنية بإثارة فضول الزائر، وتقوده لكي يشعر ويعبر ويجرب ويبحث عن الأجوبة، وعن المضمون الفني والبعد الثقافي لمحتوى المهرجان، في رحلة معرفية فنية وإبداعية.
وتمر هذه الرحلة الفنية من خلال نوافذ متعددة، تتكون كل نافذة منها من محطات فنية تأخذ الزائر في رحلة مترابطة وممتعة، حيث تستقبله أولاً نافذة “رحلة الانطلاق” المكونة من خمس محطات، تبدأ بمحطة “البدايات الجديدة” التي تواجه الزائر في بداية رحلته بحائط ضخم يحمل مجموعة كبيرة من الشتلات الطبيعية؛ ليأخذه إلى عالم البدايات الجديدة، والانطلاقات المختلفة.
ثم يجد الزائر نفسه في محطة “نحو المجهول” المُغطاة بشتلات خضراء مستدعية الفضول، ومثيرة للتساؤلات، وتليها محطة “وضوح رؤية” التي تستقبل الزوار بمجسم لولبي الشكل، وتوجَد في قاعدته صخور مأخوذة من أرض وادي حنيفة ومزينة بنباتات محلية، في رمزية إلى أن المملكة أمة متجذرة بعمق طبيعتها، والمحطة الرابعة “داخل الضباب” التي تشكل حاجزاً بصرياً لتفرقة بسيطة ما بين هذه المحطة والتي تليها، وفي المحطة الخامسة “عبر الزمكان” التي تعكس دلالة الاستمرارية والتطور المستمر في الحياة.
أما النافذة الثانية “عوالم الإبداع” فتتكون من خمس محطات، وهي “التركيبات الضوئية” المكونة من أعمال فنية تفاعلية ذات ألوان زاهية، وتراكيب مميزة يُبرز الضوء جزءا كبير من جماليتها، ثم “التركيبات الفنية” المقدمة بواسطة مجموعة من الأسماء المحلية والعالمية، لتثري تجربة الزوّار الفنية والحسية في المكان، أما المحطة الثالثة “أشبع فضولك” فهي منصة عرض لمجموعة من الأعمال الفنية يصاحبها استعراض للمواد والخامات التي شكلت كل واحد منها، وفي محطة “منصة جاكس” وهي مساحة تفاعلية نابضة بالحياة، تجمع الفن والموسيقى تحت سقف واحد، وتثري الحوار والتبادل الثقافي بين التراث والموسيقى المحلية والعالمية، متضمنةً الجلسات الحوارية، والعروض الموسيقية، والعروض الأدائية، وأخيراً المحطة الخامسة “أعمال تمثل هوية جاكس” التي تقدمها مجموعة من الفنانين العالميين مستوحاة من الثقافة المحلية والتاريخ السعودي.
تجربة فريدة
أما نافذة “أستوديو XR“ فتتيح للزائر خوض رحلة فنية مبهرة في عالم فن الفيديو المخصص لتكنولوجيا الواقع الممتد، ليصل إلى نافذة “رحلة داخل عصر النهضة الإيطالي” التي هي عبارة عن تجربة ثلاثية الأبعاد تعرض أعمال عمالقة تلك الحقبة: مايكل أنجلو بوناروتي، وليوناردو دافنشي، ورافيلو سانزيو، في رحلة تاريخية بتقنية تفاعلية حديثة لعرض اللوحات الفنية والمنحوتات.
وأخيرا يقدم المهرجان نافذة “تذوق” وهي منطقة تشارك فيها مجموعة من المطاعم والمقاهي المحلية، لتثري رحلة الزوّار وتعزز تجربتهم، مصممة بطريقة تلائم طبيعة الموقع، ومتوافقة مع هوية المهرجان.
وفي المنطقة الخارجية للمهرجان سيعمل عدد من الفنانين السعوديين الموهوبين على تنفيذ مجموعة من رسومات فنية بعدة تقنيات في هذه المنطقة.
ويختتم الزائر رحلته الإبداعية بنافذة “السيلفي العملاق” ويمثل العمل عملية بناء الهوية الرقمية في الشبكات الاجتماعية، وكيف تتكيف مع المجريات الرئيسة في الحياة لاستعراضها على الإنترنت.
ويأتي مهرجان “جاكس للفنون” الذي يمتد لعشرة أيام متواصلة متضمناً مختلف أنواع الفنون الموجودة في جاكس؛ ليجيب عن تساؤلات عدة حول تمازج الألوان فيها، وحركتها، أو التفرد في تركيبها، وكذلك المعنى المختبئ خلف تفاصيلها.
وتسعى وزارة الثقافة من المهرجان إلى تقديم تجربة إبداعية فريدة وذات مذاق جمالي مختلف، وبما يُسهم في تعزيز مكانة “حي جاكس” في الدرعية كمنصة فنية ثقافية ملهمة ونابضة بروح الفن وإبداعاته.