مهرجان تطوان يستأنف مشروعه السينمائي بعد غياب سنتين

تطوان (المغرب)- تحتضن مدينة تطوان فعاليات الدورة السابعة والعشرين من مهرجان تطوان لسينما البحر المتوسط، والمنظمة تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، خلال الفترة من 10 إلى 17 يونيو المقبل.
ويرفع مهرجان تطوان تحديا ثقافيا كبيرا في هذه الظرفية وهو يعلن استئناف مشروعه السينمائي المتوسطي، كما انطلق في ربيع 1985، بحضور أعلام وعلامات السينما العالمية والعربية والمغربية.
ويعود المهرجان إلى الواجهة بعد غياب دام سنتين عن صالات العرض وجماهيرها، حيث اضطر في العام الماضي إلى عقد دورة افتراضية، أقيمت عن بعد، حينما أغلقت دور السينما أبوابها وتأجلت الكثير من المهرجانات والمواعيد السينمائية عبر العالم بسبب الجائحة. بينما تراهن تطوان على استعادة مجدها السينمائي، لتعود كما كانت فضاء رحبا للقاء بين صناع وعشاق السينما على ضفاف البحر المتوسط.
◙ مهرجان تطوان لسينما البحر المتوسط سعى، منذ تأسيسه سنة 1985 للتعريف بمختلف التيارات والمدارس السينمائية التي تحتضنها البلدان المتوسطية والانحياز إلى قيم متنوعة
ويرأس المخرج الإيفواري جاك طرابي لجنة تحكيم الفيلم الروائي الطويل في هذه الدورة، وقد لمع اسم هذا المخرج منذ فيلمه الأول “إلى أمي”، حين توج بجائزة أحسن فيلم في مهرجان “فيسباكو” سنة 1997. واشتهر رئيس لجنة التحكيم أيضا بفيلمه الأخير “الحب مكافأة”، الذي أخرجه سنة 2013.
كما تضم اللجنة في عضويتها كلا من المخرجة والكاتبة الإسبانية مابيل لوثانو، والكاتب الروائي والناقد السينمائي المغربي محمد العروسي، والفنان التشكيلي المغربي محمد الباز.
وترأس الكاتبة والناقدة المصرية أمل الجمل لجنة تحكيم جائزة النقد، التي تحمل اسم الناقد المغربي الراحل مصطفى المسناوي.
أمل الجمل كاتبة وناقدة سينمائية مصرية، ألفت تسعة كتب في النقد السينمائي، وتكتب المقال في جريدة “الحياة” اللندنية منذ 2004، إلى جانب عدد من الصحف والمجلات المصرية والعربية، وهي أيضا كاتبة سيناريو عدد من الأفلام السينمائية، ولها مجموعة من الدراسات حول السينما، من بينها “بعيون امرأة” و”السينما العربية المشتركة” و”السينما العابرة للنوع”.
وتضم لجنة تحكيم جائزة النقد الباحثة وكاتبة السيناريو المغربية ليلى الشرادي، المتخصصة في السينما المغاربية، إلى جانب الكاتب والناقد المغربي عادل السمار، وهو صاحب دراسات مستفيضة عن السينما المغربية، ومدير المنصة الرقمية “فنون – المغرب”، كما يحضر في لجنة جائزة النقد السينمائي والإعلامي الإسباني ميغيل أنخيل بارا، نائب رئيس جمعية كتاب السيناريو في منطقة الأندلس.
أما لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية فترأسها المخرجة الفرنسية ماريون ستالينس التي اشتهرت بأفلامها الوثائقية عن قضايا المرأة وحرية التعبير.

◙ المهرجان يرفع تحديا ثقافيا كبيرا كما انطلق في ربيع 1985 بحضور أعلام السينما العالمية والعربية والمغربية
وتضم اللجنة كلا من المخرجة الفرنسية فاني أوبير مالوري، المستشارة في السينما ووسائط التواصل الجديدة في المعهد الثقافي بباريس، والناقدة المغربية نادية مفتاح، عضوة مؤسسة دعم سينما العالم، إلى جانب السينمائي التونسي فتحي خراط الذي شغل منصب المدير العام للقسم السمعي البصري بوزارة الثقافة التونسية ومنصب مدير مهرجان الفيلم بقرطاج.
وسيشهد المهرجان عرض 12 فيلما روائيا طويلا على لجنة الفيلم الطويل ولجنة النقد، في قاعة سينما أبنيدا، كما يعرض المهرجان على لجنة الفيلم الوثائقي ثمانية أفلام وثائقية في قاعة المعهد الفرنسي. بينما تجري مناقشة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية مباشرة بعد عرضها، على امتداد أيام المهرجان.
ويشهد مسرح سينما إسبانيول عرض فيلمي الافتتاح والاختتام، والأفلام الخاصة بفقرة التكريمات، والأفلام المعروضة خارج المسابقة الرسمية، والأفلام المبرمجة في فقرة سينما الأطفال.
وللإشارة، فإن مهرجان تطوان لسينما البحر المتوسط سعى، منذ تأسيسه سنة 1985 من طرف جمعية “أصدقاء السينما بتطوان”، للتعريف بمختلف التيارات والمدارس السينمائية التي تحتضنها البلدان المتوسطية والانحياز إلى قيم متنوعة. وقد عرف المهرجان منذ بداياته بالتزامه الراسخ بالدفاع عن سينما متوسطية جديدة والترويج لها، وبكونه مهرجانا مرتبطا بمدينة تطوان مدينة الفنون وعاصمة الثقافة في الشمال المغربي التي يصل إشعاعها إلى كل أنحاء الوطن.
ومنذ 2017 يرأس مؤسسة المهرجان الخبير أحمد الحسني، أحد مؤسسي جمعية أصدقاء السينما بتطوان وملتقى تطوان السينمائي ومهرجان تطوان لسينما البحر المتوسط. وهو يعمل، إلى جانب مدير المهرجان الناقد نورالدين بندريس وباقي أعضاء الفريق، على تطوير هذه التظاهرة وإغنائها وتنويع مقترحاتها دون التخلي عن القيم التي كانت وراء تأسيسها.
وجاء في البيان الصحافي الخاص بالدورة السابعة والعشرين ” نعتبر أن الوقت مناسب لنسترجع الإيقاع الطبيعي لحياتنا، وأن نستجيب لانتظارات جمهورنا السينيفيلي المرتبط بهذه التظاهرة السينمائية المتفردة التي تفتخر بها مدينة تطوان وجهة الشمال والمملكة بأسرها، والتي تحولت مع مرور السنوات والدورات إلى رصيد ثقافي وفني يحظى بتقدير كبير ويمثل إحدى علامات انفتاح بلدنا على قيم الاختلاف الكونية”.
ويتابع البيان “مهمتنا الأساس كتظاهرة فنية هي بالتحديد مناهضة الاستسلام والنسيان والرداءة، واستثمار تراجع الجائحة لجعل الجذوة تشتعل من جديد وتمنح الأمل وحياة جديدة لرغبات كل الذين تعني لهم السينما خصوصا والثقافة بشكل عام الشيء الكثير”.
وبارتباط مع ما سبق “فإن المهرجان عازم على تقوية وظيفته التربوية وترسيخها عبر تنظيم عروض ومناقشات وموائد مستديرة وورشات، لتحفيز الجمهور، وخاصة جمهور الشباب، ليكون طرفا في بناء وتقوية قيم الحداثة والمواطنة التي ستساهم في جعل بلدنا (المغرب) يشق طريقه نحو الرخاء وتقوية المكتسبات التي راكمها خلال تاريخه العريق، وتجعل من الفن والثقافة والفكر محاور أساسية في مشروع مجتمعي تلتف حوله كل الطاقات المتنورة والمسؤولة”.
