مهرجان بغداد الدولي للمسرح يرسّخ التعاون الثقافي والفني بين البلدان العربية

بغداد - تفتتح مسرحية “جي بي أس” للمخرج الجزائري محمد شرشال فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان بغداد الدولي للمسرح الذي تمتد فعالياته من العشرين إلى الثامن والعشرين من أكتوبر الجاري.

ويتنافس العرض على جوائز المهرجان مع ثلاثة وعشرين عملا مسرحيا عربيا وأجنبيا من عدة دول، على غرار العراق وتونس وليبيا والمغرب ومصر وإيطاليا وألمانيا وروسيا وفرنسا، وغيرها.

ويأتي المهرجان الذي تنظمه دائرة السينما والمسرح هذا العام تحت شعار “لأن المسرح يضيء الحياة”، في سعي لتكريس الفعل المسرحي مجالا للحياة والأمل يمكن من خلاله الخروج من الصراعات والخلافات المحتدمة. ويبحث في دورته الجديدة “إشكالية التمسرح وممكنات التلقي” ضمن ندوته الفكرية، وهو عنوان وفق بيان المنظمين “يحاكي مجمل مستجدات الفكر المسرحي وتشكلاته الأسلوبية وأنماطه الجمالية، وهو يسعى لتفحص تلك الإشكاليات التي تواجه مجمل عملية صناعة الخطاب المسرحي الذي لن يكتمل إلا بالانفتاح على المتلقي ودوره في تحقيق غايات التمسرح”.

وضمن الاستعدادات لانطلاق فعاليات المهرجان أقيمت مؤخرا ورشة عمل مشتركة لجميع الفنيين في دائرة السينما والمسرح تحت عنوان “هندسة الإضاءة والبرمجيات الإلكترونية”، في مقر الدائرة وسط العاصمة بغداد، حاضر فيها الفنان المصري مصمم الإضاءة والسينوغراف إبراهيم الفرن الذي يحل ضيفا في العراق على هامش المهرجان.

وقال مدير المهرجان علي محمود السوداني المشرف على الدورة “نسعى من خلال إقامة هكذا ورش فنية مشتركة إلى إظهار المهرجان بصورة تليق بالمسرحيين والعراق، وأيضا بناء جيل جديد يعمل على خلق صورة متناغمة ومتناسقة للمسرح”.

كما يعمل المهرجان على استثمار كل الممكنات المتاحة من أجل تحقيق أعلى قدر من النتائج والأهداف المطروحة من إقامته.

ومن بين البرامج والمشاريع العديدة التي تقدمها هذه الدورة يأتي برنامج تبادل الخبرات الذي يهدف إلى تطوير مهارات الأداء لدى الممثلات العراقيات الشابات عبر برنامج متكامل تتداخل وتتعزز من خلاله قدرات وخبرات الممثلات العراقيات الشابات وحديثات التجربة مع ممثلات الأعمال المسرحية المشاركة في المهرجان.

وتضم قائمة المشاركات في هذا البرنامج شابات عراقيات تم ترشيحهن عن طريق كليات ومعاهد الفنون الجميلة وفروع نقابة الفنانين في المحافظات وجمعيات مسرحية لها تاريخها العريق في كردستان، إضافة إلى مجموعة ممثلات الفرقة الوطنية للتمثيل قسم المسارح.

ويقدم في ختام المشروع عرض لخلاصة ما أنجز من مفردات، ليمثل هذا البرنامج التطويري حوارا معرفيا وفرجة متقدمة عبر هذا المختبر الحي الذي يهدف إلى صهر وبلورة التجارب والخبرات من أجل الارتقاء بالجوانب التي تحتاج إلى تفعيل وتطوير فضلا عن معالجة الشح في وجود ممثلات مسرحيات وهو ما تعاني منه أغلب عروض المسرح العراقي.

وفي إطار التعاون الثقافي والفني بين البلدان العربية ينظم المهرجان الاجتماع الثاني لشبكة المهرجانات العربية، وذلك يوم الأربعاء السادس والعشرين من أكتوبر الجاري.

ويسعى هذا الاجتماع إلى متابعة قاعدة البيانات الخاصة بالمهرجانات في الوطن العربي، ومناقشة آليات التعاون الفني بين المهرجانات والتنسيق فيما بينها، كما يناقش تنوع الأنشطة الفنية الحالية بالمهرجانات واستحداث ما سيسفر عنه النقاش، ويبحث الحضور أهمية تبادل الخبرات الإدارية والفنية والعلمية لإثراء الحركة المسرحية، علاوة على مواعيد المهرجانات وجدولتها بما يتناسب مع عدم التعارض أو التجاور فيما بينها لتتسنى للمسرحيين الاستفادة -قدر الإمكان- من متابعتها.

كما يتابع الاجتماع أشغال اللجنة التي تم تشكيلها في الاجتماع الأول بمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي  في سبتمبر 2022، والتي تم تكليفها بوضع آليات وضوابط وجمع المعلومات مما سيوفر الجهد والوقت في التعاون والتواصل بين المهرجانات المختلفة.

ويبحث الحاضرون كذلك الأمور المالية والاقتصادية وسبل التعاون بين إدارات المهرجانات المختلفة، كما يناقشون مقترح إضافة مهرجانات مسرحية دولية أخرى إلى شبكة المهرجانات، ويتداولون مقترح تشكيل فريق إعلامي متقدم وعمل مواقع خاصة بالشبكة من أجل التواصل المستمر مع المسرحيين في العالم.

ويأمل المنظمون، كما ورد في بيان لهم، أن يسفر الاجتماع عن مخرجات تدعم وتيسر سبل التعاون بين المسرحيين في الوطن العربي بل والعالم كله ليظل المسرح يضيء الحياة.

ويشارك في هذا الاجتماع ممثلون عن مختلف المهرجانات العربية، على غرار مهرجان الأردن المسرحي ومهرجان الإسكندرية وأيام قرطاج المسرحية من تونس ومهرجان القاهرة للمسرح التجريبي ومهرجان أربيل في العراق، وغيرها من المهرجانات الكبرى في العالم العربي.