مهرجان الكويت المسرحي ينطلق مكرما الممثلة مريم الصالح

الكويت - انطلق مهرجان الكويت المسرحي في دورته الرابعة والعشرين بحضور عدد من رواد ونجوم المسرح الكويتي والخليجي ومجموعة من الكتاب والمبدعين وطلبة المعهد العالي للفنون المسرحية مع احتفاء خاص بالممثلة مريم الصالح التي اختيرت "شخصية المهرجان" لهذا العام.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب محمد الجسار "نؤمن بأن المسرح هو مرآة المجتمع ومن خلاله يمكننا أن نعبر عن قضايا وهموم الناس وأن نساهم في نشر الوعي الثقافي والفني من خلال الفنانين المشاركين المبدعين الذين رفعوا اسم الكويت في المهرجانات والمسابقات الدولية بحصولهم على العديد من الجوائز الفنية التي تضيف إلى الأرصدة الفنية الكويتية ثقلا وثراء.” وأوضح أن “الدولة ممثلة في المجلس تفخر بالفنانة القديرة مريم الصالح التي تعتبر أول فتاة كويتية تعتلي خشبة المسرح، وذلك في عام 1962.”
وعرض المهرجان بهذه المناسبة فيلما تسجيليا عن مسيرتها التي دامت أكثر من 60 عاما كما قدم عرضا مسرحيا مدته 20 دقيقة بعنوان “سيرة ومسيرة” ويدور موضوعه حول التحديات التي تعترض المرأة الخليجية في سعيها لدخول مجال الفن في الماضي، وهو مستوحى من مشوارها الفني، فيما يقام معرض خاص لأعمالها في ردهات ومداخل مسرح الدسمة يضم صورا لأهم الشخصيات التي أدتها ولقطات من أعمالها.
ومريم الصالح المولودة في عام 1946 مثلت لأول مرة وهي طالبة بالمرحلة الابتدائية في مسرحية بعنوان “الطاعة” وذلك في منتصف خمسينات القرن العشرين. وفي عام 1962 شاركت في مسرحية “صقر قريش”، بينما كان أول مسلسل تشارك به هو “لا فات الفوت ما ينفع الصوت”.
وفي دراستها حصلت على دبلوم معهد الدراسات المسرحية عام 1968 ودرجة البكالوريوس في المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم التمثيل والإخراج، وعام 1979 حصلت على الماجستير في الإخراج من جامعة بريستول، وكانت أول وظيفة شغلتها في وزارة الصحة قبل أن تنتقل إلي الإذاعة لتعمل في مجال الإخراج، ولها العديد من الأعمال الإذاعية. وكان أول عمل تقدمه للإذاعة هو “قلب أم”. كما شاركت لسنوات في البرنامج الإذاعي الشهير “نافذة على التاريخ” وذلك في إذاعة الكويت.
ومنذ بداية الستينات إلى غاية اليوم شاركت مريم الصالح بعدد كبير من المسلسلات التلفزيونية، وأشهرها: “محكمة الفريج” و”خالتي قماشة” و”قاصد خير” و”سوالف حريم” و”الزير سالم” و”حلفت عمري”. وتعد مريم الصالح ومريم الغضبان أول امرأتين من الكويت وقفتا على خشبة المسرح في الكويت. وقد حصلت الصالح طوال مسيرتها على العديد من الجوائز والتكريمات.
◙ المهرجان احتفى باللجنة الدائمة للفرق الأهلية لمهرجان المسرح الخليجي لدول مجلس التعاون الخليجي بمناسبة بمرور 40 عاما على تأسيسها
وشمل حفل الافتتاح تكريم الكاتب المسرحي الإماراتي إسماعيل عبدالله الذي اختير ضيف المهرجان هذا العام “تقديرا لإسهاماته المسرحية على المستويين المحلي والعربي” إذ أجرى دراسات حول المسرح في الإمارات وشارك في مهرجانات مسرحية وندوات فكرية، ومثّل بلده في مؤتمرات ومهرجانات عالمية. واحتفى المهرجان باللجنة الدائمة للفرق الأهلية لمهرجان المسرح الخليجي لدول مجلس التعاون الخليجي بمناسبة بمرور 40 عاما على تأسيسها، وكرم رئيسها خالد الرويعي.
وتولى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المساعد لقطاع الفنون ورئيس المهرجان محمد الزامل التعريف بلجنة التحكيم المشكلة برئاسة الأكاديمي والمخرج المسرحي عبدالله العابر وعضوية مصمم الديكور موسى آرتي والكاتبة المسرحية تغريد الداوود والممثل جمال الردهان والممثل عبدالله التركماني.
وقال مدير المهرجان وائل الجابر في كلمته إن دورة هذا العام التي تمتد حتى الثاني عشر من ديسمبر الجاري “تشمل حصيلة متميزة من الأنشطة، وستة عروض مسرحية، وحلقات نقاشية، وورشتي عمل فنيتين.” والعروض المتنافسة على جوائز المهرجان هي “من زاوية أخرى” لفرقة المسرح الكويتي، و”لا تهدي وردة” لفرقة المسرح العربي، و”نداء” للمعهد العالي للفنون المسرحية، و”أنتم مدعوون إلى حفلة” لشركة ترند برودكشن للإنتاج المسرحي، و”تحت الظلال” لفرقة مسرح الخليج، و”اغتصاب” من إنتاج الهيئة العامة للشباب.
ويشمل برنامج المهرجان جلسة حوارية مع مريم الصالح، وجلسة حوارية أخرى مع ضيف المهرجان إسماعيل عبدالله. كما ستتضمن الفعاليات تعقيبات مستمرة على العروض المسرحية من قبل نخبة من الفنانين والنقاد والأكاديميين والمتخصصين، خلال حلقات نقاشية. وسيشهد المهرجان احتفالية اللجنة الدائمة للفرق الأهلية لمهرجان المسرح الخليجي لدول مجلس التعاون، إضافة إلى عرض الإستراتيجية وتكريم أعضاء اللجنة الدائمة.
وأوضح الجابر أن العروض المسرحية انطلقت بمسرحية “تحت الظلال” لفرقة مسرح الخليج العربي، من تأليف مريم نصير وإخراج محمد الأنصاري، وتعرض الجمعة مسرحية “من زاوية أخرى” لفرقة المسرح الكويتي، من تأليف مصعب السالم وإخراج محمد الشطي، فيما سيكون ثالث العروض المسرحية يوم السبت لفرقة المسرح العربي بمسرحية “لا تهدي وردة”، من تأليف بدر حياتي، وإخراج أحمد البناي. وستعرض بتاريخ 8 ديسمبر للهيئة العامة للشباب مسرحية “اغتصاب”، من تأليف سعدالله ونوس وإخراج خالد أمين.
ويوم 9 ديسمبر ستعرض مسرحية “أنتم مدعوون إلى حفلة” لشركة ترند برودكشن، من تأليف فاطمة العامر وإخراج هاني الهزاع، وسيكون آخر العروض المسرحية في العاشر من ديسمبر، حيث ستعرض مسرحية “نداء” للمعهد العالي للفنون المسرحية، وهي من تأليف عثمان الشطي وإخراج فيصل العبيد.
وقال مدير المهرجان “نطمح إلى أن يحقق المهرجان في دورته الجديدة، الدورة الرابعة والعشرين، المأمول منه لتقديم أعمال وعروض مسرحية، تحظى باستحسان الجمهور الكريم وقبوله، انطلاقا من أهمية المسرح ودوره في توعية المجتمعات.”