مهرجان الظفرة للكتاب يحتفي بالتراث والثقافة

فعاليات المهرجان تستمر حتى 15 ديسمبر الحالي ويقام تحت شعار "يسقي الظفرة ويرويها".
الجمعة 2024/12/13
تطوير المشهد الثقافي للمنطقة

الظفرة (أبوظبي) - يرتبط مهرجان الظفرة للكتاب 2024، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، بالتراث الإماراتي ارتباطا وثيقاً، ويستوحي هويته وفعالياته من عاداته وتقاليده ومفرداته.

وتستمر فعاليات المهرجان حتى 15 ديسمبر الحالي ويقام تحت شعار “يسقي الظفرة ويرويها” متضمنا عدة فعاليات تتوزع على 7 أركان ضمن ثلاثة برامج.

ويحرص هذا الحدث الثقافي في كل دورة على تعزيز الموروث المحلي، وترسيخه لدى الأجيال عبر تسليط الضوء على مقدراته وعناصره، بما ينسجم مع إستراتيجية المركز في تأسيس جيل محب للتراث، الذي يعد من أهم مكونات الشخصية الإماراتية. ويحتفي هذا العام بحرفة “السدو” كهوية بصرية، مستفيداً مما تمثله من رمزية في الثقافة الإماراتية.

ويأتي اختيار “السدو” من قبل مركز أبوظبي للغة العربية في إطار الاحتفاء بعناصر التراث التي تشكل عصب الهوية الوطنية الإماراتية، والتأكيد على حضوره في المشهد التراثي حرفة يدوية سجلتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في قائمة التراث الثقافي غير المادي.

وفي حديقة مدينة زايد العامة تتجسد هوية المهرجان البصرية برسومات وأعلام ملونة مستمدة من نسيج “السدو”، إحدى أهم الحرف اليدوية التي تميز أهل البادية، والتي مارستها الإماراتيات قديماً لصنع بيوت الشعر ومحتوياتها.

المهرجان يحرص في كل دورة على تعزيز الموروث المحلي وترسيخه لدى الأجيال مسلطا الضوء على مقدراته وعناصره
المهرجان يحرص في كل دورة على تعزيز الموروث المحلي وترسيخه لدى الأجيال مسلطا الضوء على مقدراته وعناصره

وفي تجل آخر للموروث المحلي استحدث مهرجان الظفرة للكتاب 2024 فعالية “حضيرة بينونة” التي تحاكي مجلس الحي عند أهل البادية قديما، والحضيرة مساحة محاطة بأغصان أشجار تنبت في البيئة المحلية وتتحمل قساوة ظروفها المناخية.

وقد افتتحت “حضيرة بينونة” أولى جلساتها الحكائية بسرد سيرة “شاعر الجمال” الإماراتي عتيج بن روضة الظاهري، والإضاءة على تجربته الشعرية.

ولم يختر المركز اسم “بينونة” إلى جانب كلمة “حضيرة” من فراغ؛ فهي من أهم مدن منطقة الظفرة، كما اقتبس المهرجان اسم المنصة الرئيسية، التي تقام عليها أهم فعالياته اليومية، من منطقة الرديم الواقعة في ليوا، والتي تمتاز بجمال طبيعتها الأخاذ.

ويعد المهرجان منارة ثقافية، وتجربة عائلية تدعم رسالة المركز المتمثلة في بناء جيل قارئ ومرتبط بالتراث والقيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي، وتقدير روّاد الثقافة والمعرفة والفنون، وتمكين الشباب.

ويشهد المهرجان مشاركة 100 جهة محلية وعربية تعرض 50 ألف عنوان، كما يطرح الحدث الثقافي، الذي حقق نسبة نمو في عدد دور النشر المشاركة وصلت إلى 100 في المئة مقارنة بالعام الماضي، أكثر من 200 فعالية نوعية تُرسخ الانتماء إلى الإرث الثقافي والأدبي والفني الإماراتي، وتوثق ارتباط النشء بالقراءة، عبر تجربة عائلية غامرة.

وصمم المهرجان فعالياته في ضوء فهم عميق لخصوصية الظفرة وتفردها، وصولا إلى تطوير المشهد الثقافي للمنطقة، وتعزيز ارتباط سكانها بتراثهم العريق.

وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، إن مهرجان الظفرة للكتاب يواصل عبر دوراته المتتالية تسليط الضوء على المكانة المرموقة للظفرة، من أجل توثيق العلاقة بين الأجيال الجديدة والتراث الأصيل لهذه المنطقة وإبداعاتها المتعددة، وكنزها من الشعر والشعراء، ومن أجل تعزيز حضور اللغة العربية وفنونها وآدابها في تظاهرة ثقافية تحتفي بالمعرفة والفنون والكتاب.

وأضاف أن فعاليات وبرامج المهرجان تركز هذا العام على القيمة الثقافية والمعرفية التراثية للظفرة، وتظهر مدى غناها وتنوعها الفريد، بوصفها مصدر إلهام للكثير من الشعراء والأدباء الذين تغنوا بسحر المنطقة وجمالها، في تعبير فني بديع عن قوة ارتباط الإنسان الإماراتي بطبيعته وبيئته ومفردات ثقافته العريقة.

Thumbnail

وأشار إلى أن عدد العارضين المشاركين في المهرجان هذا العام حقق قفزة نوعية، تؤكد نجاح فكرة المهرجان وحرص الناشرين الإماراتيين على الوصول إلى شرائح المجتمع المتنوعة، وهو ما يصب في تحقيق الأهداف الإستراتيجية لمركز أبوظبي للغة العربية المتعلقة بدعم صناعة النشر المحلية، وتعزيز مكانة اللغة العربية، وبناء أجيال مثقفة ومحبة للقراءة وأكثر ارتباطاً بتراثها وقيمها الأصيلة.

واستحدث المهرجان هذا العام فعاليات عدة أبرزها فعالية “حضيرة بينونة” المستوحاة من احتشاد الناس حول “الحكواتي” قديما للاستماع إليه يروي القصص وسط أجواء تفاعلية، و”البرنامج الموسيقي” الذي يتضمن جلسات غنائية إماراتية وعروضا موسيقية متجولة وحفلا لفرقة “كورال العرب”، تؤدي خلاله قصائد للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعروض طبخ حية أمام الزوار بالتعاون مع طهاة محترفين وأسر منتجة إلى جانب فعالية “دوري الناشئين”، التي تشتمل على مسابقات رياضية للناشئة بالتعاون مع نادي الظفرة الرياضي.

ويرتبط المهرجان بخصوصية منطقة الظفرة، ويستمد رؤيته من موروثها الثقافي المحلي بهدف تعزيز مكانتها على الساحة الثقافية في الدولة؛ إذ إنه يقام في قلب الربع الخالي، احتفاء بجوهر حياة الإماراتيين وتراثهم، حيث تتقاطع الصحراء مع البحر.

وللعام الثالث على التوالي يقدم المهرجان على منصته الرئيسية فعالية “ليالي الشعر: أصوات حبّتها الناس”، احتفاء برواد الثقافة والفن من شعراء الظفرة ومطربيها، كما يستضيف ورشا تراثية تعليمية تستهدف جيل “ألفا”، إلى جانب أخرى مصممة لأصحاب الهمم.

ويستهدف المهرجان الأطفال والناشئة بأنشطة تنافسية تثير حماسهم، وتسهم في تعزيز نموهم وتطوير مهاراتهم، في إطار ترفيهي، فيما يتضمن برنامج “جيل ألفا” جلسات وورشاً متنوعة تكسب المشاركين خبرات ومعارف جديدة في مجالات ومهن مختلفة، من بينها صناعة الدمى والرسم على الفخار.

13