مهرجان الصيف الموسيقي الدولي ينفتح على التجارب الجزائرية والعالمية الحديثة

وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية  تعرب عن ارتياحها لعودة هذا المهرجان بعد سنوات من الغياب.
السبت 2023/08/26
عودة إلى الفن الجزائري

الجزائر - بعد غياب دام ثماني سنوات، عاد المهرجان الدولي “الصيف الموسيقي” بدورة سادسة انطلقت مساء الثلاثاء بمسرح الهواء الطلق “الكازيف” في العاصمة بأمسية افتتاحية خصصت للدمج الموسيقي والتراث الجزائري والأفكار الجديدة، ويستمر حتى الثلاثين من شهر أغسطس الجاري.

وأعربت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي عن “ارتياحها” لعودة هذا المهرجان بعد سنوات من الغياب، مؤكدة أن البرمجة تخصص جزءا كبيرا لموسيقى الراي المصنفة في ديسمبر 2022 من طرف منظمة اليونسكو  ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي.

وفي نفس السياق أشارت الوزيرة إلى أن هذا المهرجان، كغيره من التظاهرات المستقبلية، اختار “الانفتاح على الموسيقى العالمية وعلى التجارب الموسيقية الجديدة للمواهب الجزائرية الشابة لتلبية أذواق عشاق الموسيقى الجزائرية”.

وأكد المدير الفني للمهرجان أمين دهان أهمية انفتاح الجمهور الجزائري على موسيقى العالم بكل تنوعاتها واختلافاتها، مقدما مثالا الفنانة السويدية سيمون مورينو، التي ستقدم الموسيقى اللاتينية الممزوجة بمؤثرات صوتية حديثة، أما الفنان السنغالي ماغو سومب فسيكشف نوعا من الموسيقى الأفريقية، التي تعد جزءا من هوية الجزائريين، بما أنهم أفارقة أيضا.

yy

وأمام جمهور غفير استقبل مسرح “الكازيف” خلال الأمسية الأولى الفرقة الشهيرة “أوركسترا بارباس الوطنية” التي تعمل منذ إنشائها على تطوير مزيج موسيقي جزائري يجمع بين الراي والعلاوي والديوان، إلى جانب أنواع غربية مثل الروك والجاز، باستخدام آلات موسيقية تقليدية مثل الغمبري والقرقابو. وقد أسس هذه الفرقة فنّانون جزائريون في الدائرة الثامنة عشرة بباريس أواخر سنة 1995.

وبقيادة العازف المشهور على آلة القيتارة  يوسف بوكلة قدمت الفرقة مقطوعات معروفة لدى الجمهور أو مألوفة لدى أولئك الذين يتعرفون على الفرقة لأول مرة.

كما قدمت مجموعة من المقطوعات المأخوذة من موسيقى الراي أو العلاوي أو الديوان الجزائري، إضافة إلى مؤلفاتها الخاصة، مع تناغم من موسيقى الروك أو الجاز باستخدام آلات موسيقية تقليدية.

وشهدت السهرة الافتتاحية عرضا للثنائي “إيتا ومهدي” قدم خلاله المغني والعازف على آلة القرع مهدي العيفاوي وعبدالعاطي بن مجباري، العازف ومهندس الصوت، بعض المقطوعات من موسيقى الديوان والراي بتحكم تقني وتكنولوجي. وقدم الثنائي طريقة جديدة لعزف الراي والديوان على المسرح.

وخلال السهرة الثانية من هذا المهرجان احتفى الجمهور أيضا بفنان الراب فلين واكتشف العرض الأخير لسميرة براهمية، المستوحى من الموسيقى الجزائرية والجاز وموسيقى العالم وما هو متجذر في موسيقى الراي بمقطوعات على غرار “مانيش منا”.

مسرح "الكازيف" استقبل في الأمسية الأولى "أوركسترا بارباس الوطنية" التي تعمل على تطوير مزيج موسيقي جزائري

و كانت لهذا المهرجان أيضا محطة في عالم موسيقى الديوان من خلال أداء فرقة “بانيا” بقيادة حفيظ البيداري على وقع الغيتار وطقم الطبول وغيتار البيس.

وتتواصل فعاليات المهرجان الدولي “الصيف الموسيقي” إلى غاية 30 أغسطس الجاري في مسرح “الكازيف” بمشاركة فرقة الراي “البسطة”، إضافة إلى تكريم مطربي الراي مثل الإخوة زرقي والشيخة ريميتي، وذلك بمقطوعات من أداء المغني جمال رفاس وفرقة “الوريثات”.

وتشارك أيضا في هذه التظاهرة التي ينظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام فرقة “ذو روومورز” من إيطاليا والعازف على آلة الغيتار السنغالي ماغو سامب والبرازيلية سيمون مورينو والفنان التونسي فريد ايكسترانخيرو.

أما حفل الاختتام فيحييه الفنان تاكفاريناس، كما ستتم استضافة الفنان جليل باليرمو، الذي قال عنه أمين إنه يقدم فنا يُعجب الشباب وسيلج التاريخ الفني الجزائري في المستقبل.

وعن سبب عدم استضافة فنانين من المشرق العربي قال أمين إن ذلك “يدخل في باب المعاملة بالمثل، حيث أن الفنانين الجزائريين والمغتربين لا يتم استدعاؤهم في المهرجانات العربية الكبيرة، خوفا من نجاحهم”.

وأوضح عضو إدارة المهرجان حسان قاسي عيسى أن “الفنانين العالميين يطالبون بنصف مستحقاتهم المالية، قبل تقديم الحفلات، وهو ما يتعارض مع القانون الجزائري”.

14