مهرجان الشيخ زايد يأخذ زواره في رحلة تراثية وثقافية

فعاليات متنوعة لكل الشرائح تربط الماضي بالحاضر.
الخميس 2022/11/24
أنشطة تراثية تستعيد ملامح الماضي

يمزج مهرجان الشيخ زايد بين الأنشطة الثقافية والتراثية والترفيهية، في حدث شامل يحاول التركيز على الخصوصيات الحضارية للإمارات، وتقديم مجال للزوار من مختلف الشرائح والجنسيات للتعرف على الخصوصيات الثقافية وعلى ملامح من حياة الإماراتيين في الماضي والحاضر، ما يخوله لأن يكون الحدث الأكثر شمولية في أبعاده الثقافية والتراثية وحتى الترفيهية.

أبوظبي– يأخذ مهرجان الشيخ زايد زواره في رحلة إلى الماضي الذي يعبق بروح التراث الإماراتي الأصيل ويطلعهم على المنتجات التقليدية التراثية القديمة والحرف اليدوية التي تجسد التاريخ والتراث العريق للدولة.

ومنذ انطلاقته، يحرص مهرجان الشيخ زايد على نقل الموروث الفكري والثقافي للإمارات وإظهار ثراء قيمها وتقاليدها ومدى تنوعها من خلال تنظيم حدث ثقافي عالمي قادر على استقطاب مواطني الدولة ودول العالم والمقيمين والسياح والزائرين.

أنشطة تراثية وثقافية

تظاهرة ثقافية بفعاليات متنوعة تسهم بنجاح في التعريف بحضارة وتراث إمارة أبوظبي خاصة ودولة الإمارات بصفة عامة
تظاهرة ثقافية بفعاليات متنوعة تسهم بنجاح في التعريف بحضارة وتراث إمارة أبوظبي خاصة ودولة الإمارات بصفة عامة

يؤكد بعض مسؤولي الجهات المشاركة في المهرجان في تصريحات لهم أن المهرجان في نسخته الحالية يعتبر تظاهرة ثقافية تسهم بنجاح في التعريف بحضارة وتراث إمارة أبوظبي خاصة ودولة الإمارات بصفة عامة، لافتين إلى أن رسالته الرئيسية المتمثلة في الحفاظ على التراث الوطني تؤكد عمق الحضارة الإماراتية وأهمية نقلها للأجيال المقبلة.

وأشار سعيد حمد الكعبي مدير دائرة التراث المعنوي في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي إلى أن مهرجان الشيخ زايد التراثي يعد حدثا سنويا غنيا عن التعريف يحمل في جنباته رسالة هامة تجسد مقولة الشيخ زايد بن سلطان “من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل”، مقولة شاملة تؤكد أهمية المحافظة على التراث والهوية الوطنية والموروث الشعبي، مبينا أن المهرجان في تطور كبير عاما بعد عام من حيث عدد الزوار والفعاليات والمشاركات.

ويلفت الكعبي إلى أن دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي تشارك للمرة العاشرة على التوالي في المهرجان بهدف تعريف النشء بحياة الآباء والأجداد ودعوتهم للتمسك والفخر بتراثهم الخالد، مشيرا إلى أنه من خلال المشاركة في المهرجان تسعى دائرة الثقافة والسياحة إلى صون وتعزيز التراث الثقافي والتاريخي الغني لإمارة أبوظبي وتعزيز المعرفة عبر مجموعة واسعة من البرامج والفعاليات الثقافية.

وقال إن جناح دائرة الثقافة والسياحة صمم بشكل تراثي على الطراز المعماري الأصيل يحاكي القلاع والحصون في الماضي التي بنيت في دولة الإمارات ومدينة العين خصوصا، موضحا أنه عبر جناح الدائرة يتم استعراض التراث والأنشطة التراثية التي تعتبر ركيزة أساسية في تراث دولة الإمارات.

ويضيف أن جناح الدائرة يتضمن العديد من الأقسام كل قسم يشمل مجموعة من الفعاليات التراثية، منها قسم السوق الشعبي الذي يدعم الأسر المنتجة ويعرض من خلاله المنتوجات والمشغولات اليدوية للأجيال الجديدة خاصة من محبي المنتوجات التراثية وما تحتويه من لمسات حرفية جميلة تعبق بروح الماضي الأصيل، سواء من خلال قطعة من سعف النخيل أو تصميم مطرز بنقوش تراثية تعكس ثقافة وتراث أبوظبي، وفي نفس الوقت تقدم للجمهور لمسات فنية حداثية تتناسب مع ذائقة العصر ومتطلباته.

ويذكر أن الجناح يقدم أيضا أنشطة تراثية وثقافية من بينها عروض الحرف التقليدية اليدوية مثل الخوص والتلي والسدو وتحضير القهوة بالإضافة إلى فرق فنون شعبية تؤدي العشرات من العروض الحية من العيالة والحربية والربابة والشلات طوال فترة المهرجان، كما يضم الجناح ركنا لتعريف الزوار بنوعية الصقور والتقاط الصور التذكارية معها بالإضافة إلى مجلس كبار الزوار وغيرها من العروض الفلكلورية التقليدية.

ويقول إن الجناح يقدم أنشطة تجعل الزائر يعيش تجربة تفاعلية مع المكونات التراثية التي تعرف بحياة الأجداد، مؤكدا حرص الدائرة من خلال أنشطتها على استقطاب الجمهور المهتم بالفعاليات الفنية والثقافية بهدف غرس روح الإبداع في الأجيال الناشئة.

برامج لكل الشرائح

حدث ثقافي يستقطب جمهورا متنوعا
حدث ثقافي يستقطب جمهورا متنوعا

ليست الثقافة والتراث بمعزل عن الزراعة التي تعتبر أبرز نشاطات الإنسان وأكثرها عمقا حضاريا وتشكيلا لثقافات الشعوب ومعتقداتها.

وفي هذا الصدد يؤكد سعيد جاسم مدير المركز الإعلامي لهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية حرص هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية سنويا على المشاركة في مهرجان الشيخ زايد منذ انطلاقته الأولى بفعاليات متنوعة ومختلفة تتناسب مع كافة شرائح المجتمع، بهدف تعريف الجمهور بأهمية الزراعة ودور الهيئة في توعية أفراد المجتمع من خلال محاضرات وورش عمل تفاعلية للتعريف بالتقنيات الحديثة المستخدمة في الزراعة وترشيد استهلاك الموارد المائية.

ويقول إن مهرجان الشيخ زايد يعتبر منصة متكاملة ومتنوعة تقدم قائمة ثرية من الأنشطة والفعاليات التي يجد فيها الزائر سواء من داخل أو خارج الدولة الكثير من الإضافات الجديدة التي تحتفي بالتراث الحضاري .

ويضيف أن هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية تشارك وكالعادة في النسخة الحالية للمهرجان بفعاليات متنوعة شائقة ومختلفة لكافة شرائح المجتمع، وبهدف تعزيز التوعية بمهام ومجالات وعمل الهيئة، داعيا الجمهور إلى زيارة المهرجان الرائع المتنوع الذي يحمل الإرث المتوارث للأجيال وتعريفهم بأصالة وتراث وتاريخ الآباء والأجداد.

المهرجان يحرص منذ انطلاقته على نقل الموروث الفكري والثقافي للإمارات وإظهار ثراء قيمها وتقاليدها ومدى تنوعها

وأضاف قائلا “مهرجان الشيخ زايد التراثي مجتمع متكامل ومتنوع من الأنشطة والفعاليات الجاذبة”، مشيرا إلى أن المهرجان يحتفي بكافة أنواع المناسبات والفعاليات الوطنية وأنه منذ انطلاقته الأولى وهو في تجدد وفي تنوع ونمو سريع ومواكب للأحداث.

وكانت اللجنة المنظمة لمهرجان الشيخ زايد قد أعلنت أن الدورة الجديدة تشمل 4000 فعالية إضافة إلى نحو 750 عرضا جماهيريا على مدار 120 يوما من التشويق تحت شعار “الإمارات ملتقى الحضارات”.

ويحظى زوار المهرجان ببرنامج يومي حافل بألوان الإبداع والترفيه والثقافة والتراث، المعبر عن الإرث الحضاري للإمارات والعديد من شعوب العالم وثقافاته من خلال حضور واسع من العارضين حول العالم، وأحياء تراثية عالمية إلى جانب لآلئ التراث والفولكلور الشعبي الإماراتي، وفعاليات ترفيهية وعائلية تقدّم إلى الجماهير من كل الجنسيات على مدى أيام المهرجان.

وأكدت اللجنة العليا للمهرجان أنها تسعى إلى ترسيخه ملتقى للحضارات والثقافات إضافة إلى كونه المكان الأمثل للترفيه. وتستمر فعاليات المهرجان الذي يقام في منطقة الوثبة في أبوظبي منذ الثامن عشر من نوفمبر الجاري إلى غاية الثامن عشر من مارس 2023.

إذ يواصل استقطاب الزوار من المواطنين والمقيمين والسياح من حول العالم على اختلاف شرائحهم العمرية في أجواء ترفيهية ثقافية وقالب تشويقي وأنشطة وفعاليات تحث على التمسك بالتراث، وتربطهم بتفاصيل حياة الماضي، عبر الكثير من الفعاليات المتنوعة.

وتضم فعاليات المهرجان عروض الفنون الشعبية، ومسابقات مختلفة علاوة على عروض ثقافية وأخرى ترفيهية مرتبطة بالماضي، إذ يسعى الحدث إلى إبراز ثقافة الإمارات الغنية بالعادات والتقاليد الأصيلة لتعطي الزائر نبذة مختصرة حول حضارة الإمارات وتراثها على طول الامتداد الجغرافي للدولة.

ويرحب المهرجان بزواره بشكل يومي من الساعة الرابعة عصرا وحتى الـ12 ليلا على مدار أيام الأسبوع ليمنحهم فرصة للتفاعل مع طيف من الفعاليات التي تناسب كافة أفراد العائلة.

13