مهرجان الداخلة يكرم سينمائيين من المغرب وفرنسا

الداخلة (المغرب) - يواصل المهرجان الدولي للفيلم بالداخلة فعاليات دورته الثالثة عشرة التي انطلقت مساء السبت وتتواصل حتى 20 يونيو الجاري، وذلك بحضور كوكبة من الشخصيات المنتمية إلى عالم السينما المغربية والعالمية، إلى جانب عدد من المهنيين والنقاد وعشاق الفن السابع.

وتميز افتتاح هذه الدورة، على الخصوص، بتقديم لجان التحكيم الرسمية لمسابقتي الأفلام القصيرة والطويلة، وتكريم ثلاث شخصيات مؤثرة في الفن السابع، وهي المخرج الفرنسي لادج لي، والمخرجة المغربية مريم التوزاني، والفنانة والمخرجة المغربية لطيفة أحرار، تثمينا لإنجازاتهم.

وحضر حفل الافتتاح الكاتب العام لولاية جهة الداخلة وادي الذهب، عبدالرزاق الكورجي، ومنتخبون وممثلو المؤسسات الثقافية إلى جانب ثلة من الممثلين والمخرجين والمنتجين ومحترفي الفن السابع من المغرب والخارج.

وافتتح المهرجان بعرض فيلم “أحلام عابرة” للكاتب والمخرج رشيد مشهراوي، الذي يُعد من أبرز الأسماء في السينما الفلسطينية المعاصرة.

وحمل الفيلم جمهور المهرجان إلى حياة سامي، وهو طفل فلسطيني يبلغ من العمر 12 عامًا، ينطلق في رحلة عبر الضفة الغربية بحثا عن حمامته الزاجلة المفقودة، ويرافقه في هذه الرحلة عمه وابن عمه، حيث يمرون عبر مدن فلسطينية مثل بيت لحم والقدس القديمة وحيفا، ويستكشفون خلال هذه الرحلة واقع الحياة اليومية الصعبة للفلسطينيين وتأثيرها على علاقاتهم بأنفسهم والآخرين.

ويجمع الفيلم بين الأسلوب الواقعي والرمزي، حيث استخدم فيه مشهراوي الحمام كرمز للبحث عن السلام والهوية الفلسطينية، كما يستعرض عمق تأثير الاحتلال على الحياة اليومية للفلسطينيين، مسلطا الضوء على التحديات التي يواجهها الفلسطينيون في سعيهم للحفاظ على هويتهم وأحلامهم ووطنهم.

وأسندت رئاسة لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل للمخرج البوركينابي داني كوياتي، إلى جانب عضوية المخرجة السعودية ريم البيات، والممثلة المغربية نادية كوندا، والمخرج الفرنسي جايل موريل، والمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي.

فيما سيرأس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير الناقد السينمائي المصري أحمد شوقي، وعضوية كل من الفنانة المغربية سحر صديقي، والممثلة الإيفوارية لورين كوفي.

وعلى مر السنين كرّس هذا الموعد السينمائي، الذي تنظمه جمعية التنشيط الثقافي والفني بالأقاليم الجنوبية، نفسه باعتباره ملتقى ثقافيا قاريا، مفتوحا أمام جيل جديد من صناع الأفلام الأفارقة، على وجه الخصوص، والدوليين.

وفي كلمة بمناسبة الافتتاح قال رئيس المهرجان، شرف الدين زين العابدين، إن “الداخلة تعزز من خلال هذا المهرجان مكانتها على الساحة السينمائية الدولية، من خلال تسليط الضوء بشكل خاص على الإبداع الأفريقي الصاعد، مع توفير مساحة للتبادل مفتوحة أمام المواهب الوطنية، من القارة وخارجها.”

وأكد أن “الداخلة تتحول من خلال هذا المهرجان إلى منصة حقيقية للتبادل بين السينمائيين من مختلف أنحاء العالم، سواء كانوا مخرجين أو منتجين أو ممثلين، لتقاسم تجاربهم واكتشاف برنامج متنوع يجمع بين الأفلام القصيرة والطويلة، بالإضافة إلى لقاءات مهنية وورشات متخصصة.”

وتابع أن هذه الدورة تتميز بحضور قوي للسينما الأفريقية من خلال استقبال العديد من المشاريع السينمائية الناشئة.

وتشكل هذه الديناميكية، في تقديره، فرصة لدعم المواهب الشابة من أفريقيا والشرق الأوسط في أعمالهم الأولى، وبالتالي تعزيز مكانة الداخلة كمنصة للتعاون السينمائي جنوب-جنوب.

من جانبه، أكد مدير المركز السينمائي المغربي بالنيابة، عبدالعزيز البوجدايني، أن مهرجان الداخلة الدولي للفيلم نجح، على مر السنين، في ترسيخ مكانته كموعد سينمائي هيكلي على المستوى الوطني، يجمع بين المعايير الفنية والانفتاح على المواهب الصاعدة.

كما سلط الضوء على تدشين ملحقة للمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما بالداخلة في فبراير الماضي، معتبرا أن ذلك يشكل منعطفا هاما في ديناميكية التكوين المهني في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وأضاف أن هذه المبادرة تندرج في إطار رؤية تنموية مندمجة تهدف إلى جعل الداخلة مركزا للإشعاع السينمائي في أفريقيا، من خلال التكوين والإنتاج وعرض الأعمال.

وعلى هامش حفل افتتاح المهرجان، تم توزيع جوائز الدورة الرابعة لمسابقة “المسيرة الخضراء من منظور صناع الصورة الشباب” لسنة 2024، وهي مناسبة تم خلالها تكريم مبدعين شباب استطاعوا التأريخ لحدث المسيرة الخضراء.

ومنحت لجنة التحكيم الجائزة الكبرى للمسابقة لفيلم “نداء الوطن”، إخراج إبراهيم خليل بن جابر. فيما تم منح جائزة لجنة التحكيم لفيلم “ذاكرة متطوع”، إخراج حمزة أزهار.

كما تم تتويج فيلم “مسيرة فتح الخضراء”، إخراج محمد نظير، بجائزة أفضل موهبة وهي جائزة خاصة بالمشاركين الذين تقل أعمارهم عن 21 سنة.