مهرجان الحمامات السينمائي يختتم دورة ثانية بحثت في رقمنة الذاكرة المبعثرة

تونس - اختتم المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات دورته ثانية التي تراوحت برمجتها بين عرض أبرز الأفلام الطويلة التي عُرضت في المهرجانات الكبرى عبر العالم على غرار مهرجان كان السينمائي، والأفلام القصيرة التي تمثّل مختلف ثقافات العالم وقضايا الشعوب.
وانتظمت الدورة الثانية من السادس إلى الثالث عشر من مايو الجاري في مدينة ياسمين الحمامات.
وحصد الفيلم الروائي الطويل “تحت الشجرة ” للمخرجة التونسية أريج السحيري الجائزة الكبرى لأفضل فيلم.
“تحت الشجرة” سبق أن شارك في العشرات من المهرجانات من أهمها مهرجانات البحر الأحمر وتورونتو وكارلوفي فاري وسراييفو ولندن وشيكاغو وملبورن السينمائي وميونخ وسنغافورة وريو دي جانيرو وفيينا والمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
الفيلم هو أول فيلم روائي طويل لأريج السحيري، وتدور أحداثه خلال يوم واحد أثناء موسم الحصاد الصيفي بين الأشجار، حيث يعمل مجموعة من المراهقين تحت أعين العمّال الأكبر سنًا، ويختبرون مشاعر الحب، ويحاولون فهم بعضهم البعض، كما يستكشفون عالم بناء العلاقات القوية.
وواصل المهرجان في دورته الثانية الالتزام بفلسفته الفنية وخطه التحريري القائم على اختيار الأفلام المتوجة أو المشاركة في المهرجانات الدولية الكبرى “فئتيْ أ و ب”، فضلا عن مواصلة دعمه للأصوات السينمائية الشابة والتجارب المتفردة في طرحها الجمالي والفني “ليكون المهرجان بذلك ملتقى لمنتجي الأفلام من مختلف الجنسيات ونافذة لسينما مغايرة”.
واقترح المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات في دورته الثانية مسابقة مخصصة لأفلام الموبايل وبمشاركة 90 فيلما لا تتجاوز مدة كل عمل دقيقة واحدة، إلى جانب برمجة ثرية تحتفي بمئوية السينما التونسية ضمن قسم “بانوراما”، وجائزة منحها المجلس الدولي للسينما والتلفزيون والاتصال السمعي البصري التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” تحت عنوان “ميدالية غاندي” وتقدم لفيلم يتناول في طرحه قضايا إنسانية عادلة، بالإضافة إلى “بانوراما” خاصة بالأفلام الوثائقية، وعروض ضمن قسم جديد بعنوان “سيني بيتش” على شواطئ مدينة ياسمين الحمامات وسينما أميركا اللاتينية “تحت المجهر”.
وتنافس على “الشراع الذهبي” للدورة الثانية من المهرجان في مسابقاته الرسمية 12 فيلما روائيا طويلا، و12 فيلما روائيا قصيرا و6 أفلام وثائقية طويلة.
وضمّت لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة 7 أعضاء، وترأسها الناقد السينمائي الفرنسي جاكي بورنيه وعضوية كل من الممثلة وكاتبة السيناريو المغربية سناء علوي والممثلة والمخرجة السنيغالية سينا ديوب زينا والمخرج التونسي مصلح كريم والإيطالي ألبيرتو لامونيكا واللبنانية دارين حمزة والبلجيكية مارتين دواين، فيما تكونت لجنة تحكيم الفيلم الروائي القصير من الباحث والصحافي السنيغالي تييرنو براهيما ديو، والمنتج الفرنسي برونو سمادجا والكاتب والمخرج المصري محمود محمود.
أما لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية فترأسها السيناريست المصري سيد فؤاد مع عضوية المخرج المغربي داوود أولاد السيد، والمؤلفة الموسيقية الفرنسية باتريسيا ثريبت، والمنتج والمخرج اللبناني إلياس خلاط.
وكرم المهرجان هذا العام الفنانين السينمائيين سلمى بكار وفتحي الهداوي وفريد بوغدير والفنانة المصرية رانيا يوسف، وكان التكريم الخاص للنجوم التونسيين الذين تألقوا خارج الوطن، من نصيب الممثلة التونسية درة زروق. كما شاركت النجمتان هالة صدقي ورانيا يوسف ضيفتا شرف الدورة الثانية من المهرجان.