مهرجان البندقية السينمائي ينطلق بدعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي

فيلم "بلوند" هو الأبرز وكاترين دونوف مكرمة بجائزة أسد ذهبي شرفية.
الجمعة 2022/09/02
زيلينسكي يوظف السينما للدفاع عن بلاده

بعد عامين من القيود التي فرضت بسبب جائحة كورونا انعقد مهرجان البندقية السينمائي خاليا من الكمامات هذا العام، لكنه خطا على نهج مهرجان كان السينمائي ليولي اهتماما كبيرا بالحرب الروسية على أوكرانيا، و”يتجند” لإيصال صوت الأوكرانيين إلى كل العالم وخاصة جمهور فن السينما.

البندقية - انطلق مهرجان البندقية السينمائي، أعرق المهرجانات السينمائية العالمية، بدورته التاسعة والسبعين باحتفالية كبيرة، مع إطلالة مفاجئة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي عبر الشاشة، وبحضور النجمة الفرنسية كاترين دونوف كضيفة شرف.

وجاءت مداخلة زيلينسكي بعد أيام من إعلان المهرجان تقديم كل الدعم للدولة الأوروبية ضد الغزو الروسي.

ووجه كلمة إلى كل الشخصيات الثقافية والمخرجين والمنتجين والممثلين وغيرهم من مختلف دول العالم أن رأيهم في ما يحدث مهم، وكلمتهم التضامنية مع شعبه قوية خاصة عبر السينما.

وليست هذه الإطلالة المفاجئة الأولى للرئيس الأكراني، بل سبق أن فاجأ جمهور مهرجان كان السينمائي في دورته الخامسة والسبعين، حين ظهر في مكالمة فيديو مباشرة من كييف، بينما تواصل فيه روسيا حربها على أوكرانيا، وصرح خلالها للجمهور من الحاضرين “سننتصر في هذه الحرب”.

ثلاثة وعشرون فيلما تتنافس هذه السنة على نيل جائزة الأسد الذهبي لمهرجان البندقية بينها ثمانية من إخراج نساء

وقال زيلينسكي لصناع الأفلام والصحافة القائمين على المهرجان، بالإضافة إلى كثير من النجوم “من الضروري للسينما ألا تكون صامتة”.

وفي قاعة قصر السينما عند جزيرة ليدو قبالة البحر، حصلت الممثلة الفرنسية الشهيرة كاترين دونوف البالغة 78 عاما على جائزة أسد ذهبي شرفية عن مجمل مسيرتها.

بفستانها الأحمر الطويل، بدا التأثر على دونوف التي فازت سنة 1998 في المكان نفسه بجائزة أفضل ممثلة. وتوجهت إلى الجمهور بكلمة “شكراً” بالإيطالية، بعد تلاوة كلمة تكريمية لها بلسان السينمائي الفرنسي أرنو ديبلوشان.

والأربعاء قالت الممثلة الشقراء التي تواصل مسيرتها السينمائية بزخم، “لا ننظر إلى الوراء. هذا ليس رفضا، بل يعني ذلك أنّ الوقت لا يزال أمامنا”.

وبعد هذه الوقفة التكريمية، طغت الحرب في أوكرانيا على أجواء حفل الافتتاح، مع بث الرسالة المصورة للرئيس زيلينسكي الذي دعا عالم السينما إلى “عدم نسيان” الحرب التي “لا تقتصر مدتها على 120 دقيقة، بل هي مستمرة منذ 189 يوما”.

وفي ختام مداخلته، عُرضت على الشاشة على خلفية سوداء، قائمة بأسماء ضحايا الحرب الدائرة في أوكرانيا من الأطفال دون سن الثامنة عشرة، وبجانبها تاريخ ميلاد كل منهم ومكانه.

وبعد الكلمات واللفتات التكريمية، عادت الأجواء السينمائية من خلال العرض الرسمي لفيلم الافتتاح “وايت نويز” للمخرج الأميركي نوا بومباك، المقتبس من رواية للكاتب دون دي ليلو.

ويؤدي دورَي البطولة في الفيلم آدم درايفر وغريتا غيرويغ، وهي شريكة حياة بومباك (52 عاماً) الذي سبق أن تولى إخراج أفلام عدة أبرزها “فرانسِس ها” و”ذي مييرويتز ستوريز” و”ماريج ستوري”.

◙ علامة تقدير جديدة لمجموعة نتفليكس
◙ علامة تقدير جديدة لمجموعة نتفليكس

ويشكل اختيار هذا الفيلم في الافتتاح علامة تقدير جديدة لمجموعة نتفليكس العملاقة في مجال البث التدفقي، الجهة المنتجة لهذا العمل والتي تشارك هذا العام في المهرجان بما لا يقل عن أربعة أفلام ومسلسل.

ومهرجان البندقية السينمائي هو أول مهرجان كبير يدرج فيلما تم بثه على نتفليكس في المنافسة الرسمية وهو فيلم “بيتس أوف نو نايشن” (وحوش بلا وطن) لكاري جوجي فوكوناغا في عام 2015، وفي المتوسط ​، يتم انتقاء ما لا يقل عن اثنين أو ثلاثة أفلام من شبكة الأفلام لعرضها سنويا منذ ذلك الحين.

ويتنافس هذه السنة على نيل جائزة الأسد الذهبي في العاشر من سبتمبر 23 فيلما مدرجا في مسابقة المهرجان، بينها ثمانية من إخراج نساء.

وتترأس الممثلة الأميركية جوليان مور لجنة التحكيم بعد عشرين عاما على نيلها جائزة التمثيل في المهرجان عن دورها في “فار فروم هيفن”.

ومن أبرز أعضاء اللجنة الذين كانوا موجودين الأربعاء مع مور المخرجة الفرنسية من أصل لبناني أودري ديوان التي فازت بالأسد الذهبي العام الماضي والإيرانية ليلى حاتمي التي مثلت في فيلم “انفصال نادر وسيمين” (بالإنجليزية “ذي سيبيريشن”) لأصغر فرهادي، والمخرج الإسباني رودريغو سوروغوين.

الحرب في أوكرانيا طغت على أجواء حفل افتتاح مهرجان البندقية، مع بث رسالة مصورة للرئيس فولوديمير زيلينسكي

ويتوقع أن تحضر المهرجان كوكبة من نجوم هوليوود الذين غالبا ما يستسيغون التمتع بأجواء البندقية.

وتحضر الأسترالية كايت بلانشيت الخميس خلال عرض فيلم “تار” لتود فيلد الذي تؤدي فيه دور قائدة فرقة موسيقية بارعة. أما الجمعة فستتركز الأضواء على وجود الممثل الفرنسي – الأميركي تيموتيه شالاميه.

ويعود شالاميه من خلال فيلم “بونز أند أول” للمخرج لوكا غوادانيينو إلى المهرجان، بعدما ألهب حضوره سجادته الحمراء العام الماضي مع فيلم “دون”.

ومن أبرز المشاركين أيضا الممثلة الإسبانية بينيلوبي كروث التي تؤدي دور البطولة في فيلمين ضمن المهرجان بعد عام من فوزها بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “مادريس باراليلاس” لبيدرو ألمودوفار. وستكون الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير هي الأخرى موجودة في البندقية، ويأمل المشاركون في أن يحضر نجم البوب البريطاني هاري ستايلز الذي شارك في فيلم “دونت ووري دارلينغ” من إخراج شريكة حياته أوليفيا وايلد.
وتتجه الأنظار إلى الممثلة الكوبية آنّا دي أرماس التي برزت العام الماضي في شخصية “فتاة جيمس بوند”، وتؤدي في فيلم “بلوند” المشارك في المهرجان دور مارلين مونرو بعد ستين عاما على رحيلها.

ومن المتوقع أن يثير هذا الفيلم المستوحى من رواية لجويس كارول أوتس تحمل العنوان نفسه والذي أخرجه أندرو دومينيك ضجة كبيرة، إذ يعيد قراءة سيرة الأيقونة السينمائية من زاوية نسوية.

ويرجع جزء من شهرة هذا المهرجان إلى الجانب التاريخي، إذ يعد أقدم مهرجان سينمائي في المنطقة، حيث أقيم أول احتفال على الإطلاق بالفن السابع في عام 1932. كما ساهم موقع المهرجان في شهرته الواسعة، فمدينة البندقية (فينيسيا) لها طابع مميز من كافة النواحي، فهي مدينة قديمة البناء لكن لديها إيقاع المدينة الحديثة. ويستغل النقاد وعشاق الأفلام فترة المهرجان لزيارة المدينة ومشاهدة العروض السينمائية ويتنقلون بين أماكن العرض عبر “فابوريتوس” أو الأوتوبيس النهري الشهير، ويشاهدون فيما هم في الطريق الأفق الأكثر روعة في سماء أوروبا.

15