من يورّد أجهزة البيجر لحزب الله: تايوان والمجر تنفيان

خبراء يرجحون أن تكون الاستخبارات الإسرائيلية قد نجحت في اختراق السلسلة اللوجستية لحزب الله بهدف التخطيط لهذا الهجوم.
الخميس 2024/09/19
من يتحمل المسؤولية؟

بودابست – يلف الغموض الموقع الذي شهد تجميع أجهزة اتصال يستخدمها حزب الله انفجرت الثلاثاء في مناطق لبنانية مختلفة وأوقعت اثني عشر قتيلا على الأقل وآلاف الجرحى، في ظل نفي شركتين من تايوان والمجر -ورد اسماهما في القضية- أي مسؤولية عن تصنيعها.

وغداة هجوم غير مسبوق استهدف نظاما راديويا لتبادل الرسائل (البيجر) يستخدمه حزب الله حامت الشبهات حول مسؤولية شركة تايوانية عن تصنيع هذه الأجهزة.

لكن مجموعة “غولد أبولو” التي تظهر علامتها التجارية على الأجهزة نفت أي مسؤولية عن التصنيع، قائلة إن شركة “بي إيه سي” المجرية المتعاونة معها هي التي صنعت هذه الأجهزة المستهدفة.

وأوضحت “غولد أبولو” في بيان أنه “بموجب اتفاقية تعاون، نسمح لشركة بي إيه سي باستخدام علامتنا التجارية لبيع المنتجات في مناطق معينة، ولكن تصميم المنتجات وتصنيعها يقعان حصرا على عاتق بي إيه سي” التي تتخذ العاصمة المجرية بودابست مقرا لها/

الشركة التايوانية تلقي مسؤولية على عاتق شركة مجرية تقول إنها مجرد وسيط ودون موقع إنتاج وتديرها وتشتغل فيها موظفة واحدة

وبعد ساعات قليلة زاد غموض المسألة تزامنا مع إصدار السلطات المجرية بدورها نفيا. وكتب الناطق باسم الحكومة المجرية زولتان كوفاكس على منصة إكس أن هذه الشركة “وسيط تجاري من دون موقع إنتاج أو عمليات في المجر”. وأشار إلى أن “الأجهزة المعنية لم توجد يوما على الأراضي المجرية”، و”هذه المسألة لا تطرح أي خطر على الأمن القومي”.

كذلك نفت رئيسة الشركة كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو، في مقابلة مع قناة “أن بي سي” الأميركية، أي دور للمجموعة المجرية في تصنيع أجهزة الاتصال، رغم تأكيد التعاون مع “غولد أبولو”.

وقالت عبر الهاتف “أنا لا أصنّع هذه الأجهزة، بل يقتصر دوري على الوساطة. أنتم على خطأ”.

تأسست شركة “بي إيه سي كونسلتينغ” عام 2022، وهي مسجلة في بودابست، ويقع مقرها في مبنى من طبقتين على مشارف العاصمة، وهي تابعة لشركة توفر عناوين تجارية، بحسب امرأة كانت حاضرة في المقر صباح الأربعاء.

ويبدو أن بارسوني أركيدياكونو هي الموظفة الوحيدة في الشركة، بحسب وثائق قانونية اطلعت عليها وكالة فرانس برس وتُظهر أيضا أن مبيعاتها السنوية تبلغ 210 مليون فورنت (592 ألف دولار) مع أرباح تناهز 50 ألف دولار.

وتقول “بي إيه سي” على موقعها الإلكتروني إنها “تعمل على المستوى الدولي كعنصر فاعل للتغيير من خلال شبكة من المستشارين”.

وتقدّم رئيسة الشركة نفسها على أنها “مستشارة إستراتيجية للمنظمات الدولية”. وفي تايوان نفت مجموعة “غولد أبولو” معلومات أوردتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تفيد بأنها قامت بتصنيع أجهزة البيجر من طراز “إيه آر 924” وبيعها لحزب الله.

وشددت على أن “شركتنا توفّر فقط ترخيص العلامة التجارية ولا تشارك في تصميم هذا المنتج أو تصنيعه”. وفي وقت سابق الأربعاء قال مدير الشركة هسو تشين – كوانغ للصحافيين في تايبيه “هذه ليست منتجاتنا (…) من البداية إلى النهاية”.

بدورها أعلنت النيابة العامة التايوانية فتح تحقيق في الموضوع. وقالت في بيان “أوكلنا الأمر إلى المدعي العام التابع لفريق الأمن القومي… سنوضح الحقائق في أسرع وقت وإذا وجدنا أي إجراءات غير قانونية فسيكون العقاب شديدا وفقا للقانون”.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، نقلا عن مسؤولين أميركيين ومسؤولين آخرين، أن المخابرات الإسرائيلية تمكنت من اعتراض أجهزة البيجر قبل وصولها إلى لبنان، وأخفت كميات صغيرة من المتفجرات وجهاز تفجير بجوار البطارية.

ومع ذلك، وفق الصحيفة الأميركية، تسببت رسالة -يبدو أنها وردت من قيادة حزب الله- في إطلاق الجهاز صفيرا لثوانٍ الثلاثاء قبل الانفجار.

وتتماشى هذه المعلومات مع نظرية طرحها الثلاثاء خبراء رجحوا أن تكون الاستخبارات الإسرائيلية قد نجحت في اختراق السلسلة اللوجستية لحزب الله بهدف التخطيط لهذا الهجوم.

وغداة انفجارات البيجر انفجر عدد من أجهزة الاتصال اللاسلكية في الضاحية الجنوبية لبيروت الأربعاء تزامنا مع تشييع عناصر من حزب الله قتلوا في اليوم السابق.

1