من يقاطع من: مقاطعة إسرائيلية للفواكه والخضر الأردنية بسبب الكوليرا

عمان – يتظاهر الأردنيون يوميا ضد التعامل مع إسرائيل ولكنهم يتذمرون عندما تقرر إسرائيل مقاطعة منتجاتهم من الخضر والفواكه بسبب الخوف من التلوث وتفشي الكوليرا.
وبعد أن توقفت إسرائيل عن استيراد المنتجات من الأردن، أكدت وزارة الزراعة الأردنية خلو المياه والتربة من أي أثر لبكتيريا الكوليرا، بعد إجراء مسح كامل للتربة والمياه، وذلك ردا على ما أنتجته تحاليل إسرائيلية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الأربعاء إن ارتفاعا حادا طرأ على أسعار الخضر والفواكه في الأسواق المحلية، خلال الآونة الأخيرة، أثر في القدرة الشرائية للإسرائيليين.
جاء ذلك بعد أن جمدت وزارة الصحة الإسرائيلية استيراد الخضر من الأردن بسبب ما قالت إنه قرار يعقب اكتشاف بكتيريا الكوليرا في مصب نهر اليرموك الأردني، والذي يستخدم جزئيا في ري المحاصيل الزراعية هناك.
الاحتجاج على عدم المقاطعة لم يقف عند النشطاء؛ فوزير الزراعة انتقد مصدري الخضر والفواكه إلى إسرائيل
ونفت الحكومة الأردنية مطلع الأسبوع الجاري وجود أي إصابة بالكوليرا في المحاصيل الزراعية. وقالت في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية بترا “وزارة الزراعة قامت بإجراء عدد من الفحوصات على المياه المستخدمة بالزراعة ولم يسجل وجود ‘الكوليرا الممرضة’ بالمياه، إضافة إلى عينات التربة والأشجار المثمرة”.
وأكدت وزارة الزراعة الأردنية ترحيبها بأي جهة رقابية محلية أو عربية أو دولية لإجراء المسح اللازم لبيان حقيقة عدم وجود أي أصل للإشاعات التي تداولتها بعض وسائل الإعلام حول منع الجانب الإسرائيلي مستوردات الخضر الأردنية بعد ادعاء وجود بكتيريا الكوليرا.
وشددت الوزارة في بيان لها على حرصها على وصول المنتج الزراعي المحلي إلى المستهلك داخليا وخارجيا على حد السواء، وفق إجراءات وبرامج رقابية على مدخلات التربة، من “مياه ري وبذور ومبيدات”، وحتى المنتج النهائي، وبالتنسيق مع وزارة الصحة، ووزارة المياه والري، والمؤسسة العامة للغذاء والدواء، والجمعية العلمية الملكية.
وأضافت أن الحديث عن تلوث الخضر الأردنية ينافي واقع الحال من حيث أن كافة منتجات الخضر تأتي من مناطق المرتفعات (الشفا والمنطقة الشرقية الصحراوية)، التي تعتمد على المياه الجوفية في سقايتها، وأن منطقة الأغوار (وادي الأردن) المعتمدة على مياه نهر اليرموك وسد الوحدة المغذية لقناة الملك عبدالله الأول، خالية تماما من أي منتج من الخضر في هذا الوقت من العام.
وأهابت وزارة الزراعة بعدم تداول معلومات غير صحيحة موجهة من جهات ومواقع مشبوهة هدفها الإضرار بالاقتصاد الوطني دون أي دليل أو معلومات علمية موثقة.
ارتفاع أسعار الخضر في إسرائيل لا يعود إلى أزمة البكتيريا فقط وإنما يرجع أيضا إلى إعلان وزارة التجارة التركية وقف كافة التعاملات التجارية مع إسرائيل
وتقلب مقاطعة إسرائيل للمنتجات الأردنية المعادلة رأسا على عقب؛ فبعد أن كان الأردنيون يطالبون بمقاطعة إسرائيل والتوقف عن التعامل معها خاصة خلال الحرب الأخيرة في غزة، يسعى الأردن الآن لإقناع إسرائيل بأن لا مبرر للمقاطعة وأن منتجاته سليمة.
ولم يقف الاحتجاج على تصدير الخضر إلى إسرائيل على نشطاء مواقع التواصل، فقد ساير وزير الزراعة الأردني خالد حنيف الموجة وانتقد في تصريحات تلفزيونية، في يناير الماضي، مصدري الخضر والفواكه إلى إسرائيل، على الرغم من أنه أقر بأن هذا التصدير يحدث بالفعل منذ ما يزيد على 30 عاما، وأن وزارته لا تملك من الناحية القانونية إصدار رخص تصدير، وأن هذه المسألة تخص القطاع الخاص.
ولا يعود ارتفاع أسعار الخضر في إسرائيل إلى أزمة البكتيريا -التي أصابت المنتجات الأردنية- فقط وإنما يرجع أيضا إلى إعلان وزارة التجارة التركية في مايو الماضي وقف كافة التعاملات التجارية مع إسرائيل.
وخلال السنوات الماضية كانت المحاصيل الزراعية القادمة من تركيا والأردن قادرة على تلبية الطلب في إسرائيل، وتغطية الفجوات بين الإنتاج والاستهلاك.
واستوردت إسرائيل 224586 طنا من الفواكه والخضر خلال المدة الممتدة بين 8 أغسطس 2023 و8 أغسطس الجاري، منها 46539 طنا وصلت من الأردن و43324 طنا من تركيا.