من يطمئن من: بلينكن يؤكد للخليجيين تمسك واشنطن بشراكاتها في المنطقة

بلينكن يتخوف من التحولات في مواقف الخليجيين تجاه بلاده بعد انفتاح السعودية على إيران وانسحاب الإمارات من تحالف بحري تقوده الولايات المتحدة.
الخميس 2023/06/08
بلينكن يبحث عن طمأنة تأتي من نظرائه الخليجيين

الرياض- أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمام وزراء خليجيين في الرياض الأربعاء أن بلاده لا تزال ملتزمة تجاه شركائها في منطقة الخليج، في موقف يظهر حجم القلق الأميركي من التحولات في مواقف شركائه الخليجيين تجاه بلاده.

ويقول مراقبون إن حرص بلينكن على لقاء شركائه الخليجيين وطمأنتهم بشكل جماعي على أن بلاده في صفهم وعدم الاكتفاء بلقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كلها عناصر تؤكد أن الولايات المتحدة قلقة ليس فقط من مواقف السعودية، ولكن من أن يتسع الغضب الخليجي ليشمل بقية الدول، في وقت تحرّر فيه الخليجيون من تحذيرات واشنطن وضوابطها.

ويرى المراقبون أن بلينكن بقدر ما كان يسعى لطمأنة نظرائه الخليجيين، كان يبحث عن طمأنة تأتي منهم بأن مسار الانفتاح على خصوم واشنطن ردة فعل ظرفية وليس خيارا إستراتيجيا، مشيرين إلى أن مخاوف وزير الخارجية الأميركي في محلها، بعد انفتاح السعودية على إيران، وقرار الإمارات الانسحاب من تحالف بحري تقوده الولايات المتحدة في المنطقة، في إشارة واضحة على عدم اقتناع أبوظبي بمسار التخويف من إيران.

وجاء كلام بلينكن خلال اجتماع وزاري في الرياض مع كبار دبلوماسيي دول مجلس التعاون الخليجي، بعد لقائه نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وقال بلينكن في مستهلّ الاجتماع حول الشراكة الإستراتيجية بين الخليج وواشنطن إن “الولايات المتحدة موجودة في هذه المنطقة لتقول إننا لا نزال منخرطين بعمق في الشراكة معكم جميعًا”.

وأشار إلى أن دول “مجلس التعاون الخليجي هي جوهر رؤيتنا لشرق أوسط أكثر استقرارًا وأمانًا وازدهارًا”.

وكان بلينكن قد وصل الثلاثاء إلى السعودية في زيارة تستمرّ ثلاثة أيام، على خلفية تقارب تاريخي بين السعودية وبلدين خصمين للولايات المتحدة هما إيران وسوريا مما أطلق تغييرًا في الوضع الجيوسياسي في المنطقة.

وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها إلى المملكة منذ أن قرّرت السعودية في مارس الماضي استئناف العلاقات الدبلوماسية مع خصمها اللدود إيران التي تخضع لعقوبات غربية بسبب أنشطتها النووية المثيرة للجدل وتورطها في صراعات إقليمية.

وقدّمت الولايات المتحدة دعمًا متحفظًا للاتفاق الذي أبرم برعاية الصين، القوة الدبلوماسية الصاعدة في الشرق الأوسط.

ومنذ ذلك الحين، أعادت السعودية العلاقات مع سوريا حليفة طهران، وكثفت مساعيها للسلام في اليمن حيث قادت منذ سنوات تحالفًا عسكريًا ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

وقبيل وصول بلينكن الثلاثاء، أعادت إيران، العدو اللدود للولايات المتحدة، فتح سفارتها في الرياض.

وقبل أيام قليلة، أعلنت الإمارات انسحابها من تحالف أمني بحري تقوده الولايات المتحدة في الخليج بعد تقييم للتعاون الأمني.

وذكرت وزارة الخارجية الإماراتية أنه “نتيجة لتقييمنا المستمر للتعاون الأمني الفعال مع جميع الشركاء، انسحبت دولة الإمارات منذ شهرين من مشاركتها في القوة البحرية الموحدة”.

كما أرسل حضور السعودية والإمارات الاجتماع التحضيري لقمة بريكس ورغبتهما في الحصول على عضويتها إشارة قوية على أن الهوة بين واشنطن والخليج آخذة في الاتساع، وأنها قد تمس مصالح الولايات المتحدة على المدى البعيد في حال مرت الرياض وأبوظبي لعقد المزيد من الاتفاقيات الاقتصادية مع الشركات الصينية.

ولفت بلينكن في كلمته أمام الوزراء إلى “أننا نعمل معًا للتوصل إلى.. حلّ للنزاع في اليمن” و”لمواصلة التصدّي لسلوك إيران المزعزع للاستقرار”، بما في ذلك احتجازها مؤخرًا ناقلات نفط في مياه الخليج.

وفي الشأن السوري، قال “إننا مصمّمون على إيجاد حلّ سياسي في سوريا يحافظ على وحدتها وسيادتها ويلبي تطلعات شعبها”.

1