من يخلف عباس بعد استبعاد أي دور لسلام فياض مستقبلا

رام الله - استبعدت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع تشكيل حكومة جديدة برئاسة الدكتور سلام فياض الذي يعاني بدوره من مشكلات صحّية. وقالت هذه المصادر إن الزيارة التي قام بها أخيرا فياض لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس (أبومازن) في رام الله، والتي أثارت كمية كبيرة من التكهنات، لم تخرج عن الطابع الاجتماعي البحت.
وأوضحت أن رئيس الوزراء الفلسطيني السابق حرص على زيارة رئيس السلطة الوطنية بعد عودته من الولايات المتحدة للاطمئنان عليه من باب اللياقة لا أكثر.
وكان أبومازن الذي عولج في شهر مايو الماضي بعد إصابته بالتهاب رئوي اضطر، الخميس، إلى العودة إلى المستشفى وذلك بعدما طرأ تدهور جديد على وضعه الصحي.
وقال مصدر فلسطيني إنه لا خطر مباشرا على حياة رئيس السلطة الوطنية على الرغم من أن الأطباء يقولون إن عودته إلى المستشفى “تثير بعض القلق”.
وأوضح “دخل الرئيس عباس (82 عاما) المستشفى لإجراء فحوصات طبية وغادرها، وتبين أن صحته جيدة”.
وأضاف أن الفحوصات هدفت إلى متابعة الحالة الصحية للرئيس، بعد الالتهاب الرئوي الحاد الذي أصابه مؤخرا وألزمه المكوث في المستشفى لمدة أسبوع.
30 في المئة من الفلسطينيين يفضلون أن يحل مروان البرغوثي محل عباس
وذكر المصدر الفلسطيني أن أبومازن خفف من نشاطه اليومي أخيرا كما حرص على عدم السفر بعدما أبلغه الأطباء أن عليه تفادي ركوب الطائرة قدر الإمكان.
وكشف هذا المصدر أن الجديد الوحيد على الصعيد الفلسطيني هذه الأيام هو إبلاغ رئيس السلطة الوطنية السلطات المصرية المختصة بأن السلطة توافق على تسلّم قطاع غزّة بالتدريج. وهذا يعني أنه يوافق على عرض في هذا الصدد سبق لحماس أن قدمته في الماضي.
وتوقع المصدر لقاء قريبا يعقد في القاهرة بين ممثلين لحماس والسلطة الوطنية برعاية مصرية للبحث في الخطوات الواجب اتخاذها لتحقيق عملية الانتقال هذه بضمانات إقليمية.
واعتبرت المصادر الفلسطينية أن دخول أبومازن المستشفى مجددا يطرح مسألة إعادة تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية في حال غيابه عن الساحة السياسية.
وأوضحت أن المشكلة تكمن في أنّ لا وريث طبيعيا لأبومازن كما كانت عليه الحال عند وفاة ياسر عرفات في نوفمبر 2004.
وقالت إن محمود عباس كان يمتلك وقتذاك شرعية واضحة بصفته الرجل الثاني في السلطة الوطنية وفي حركة فتح. لكنّ أبومازن عمل في السنوات الأخيرة على قطع الطريق على أي شخصية فلسطينية يمكن أن تكون في وضع يسمح لها بخلافته بسهولة وبشكل طبيعي كما حصل في العام 2004 لدى غياب ياسر عرفات.
وأشارت إلى أنّه لم تعد هناك داخل فلسطين أي شخصية قادرة على لعب دور محوري في حال وفاة محمود عباس. وأوضحت في هذا المجال أن رئيس السلطة الوطنية حصر جهوده في السنوات القليلة الماضية في استبعاد أي شخصية فلسطينية يمكن أن تكون لديها حيثية في أي مجال كان.
وأكدت أن تركيزه كان على تهميش أيّ مسؤول فلسطيني يمتلك علاقات عربية ودولية خشية أن يلعب دور الرجل الثاني في هرم السلطة الفلسطينية على غرار ما كان عليه وضع أبومازن في السنوات الأخيرة من حياة ياسر عرفات.
ولاحظت أن همه الأول كان محصورا في تأمين ضمانات لنجليه تمنع أي ملاحقة قضائية لهما في مرحلة ما بعد وفاته.

ورأت المصادر أنّ الوضع الفلسطيني سيبقى مضبوطا في حال غياب أبومازن ذلك أن السلطة الوطنية تحولت إلى لعب وظيفة أمنية لا اعتراض لإسرائيل عليها.
وذكرت أن الاتجاه العام هو إجراء انتخابات يتحدد في ضوئها من سيكون خليفة رئيس السلطة الوطنية. وقالت إن الترشح لهذه الانتخابات سيكون مفتوحا أمام شخصيات مستقلة وأخرى ذات تجربة داخل حركة فتح التي فقدت الكثير من وزنها في الفترة التي أمضاها محمود عبّاس في موقع زعيم الحركة ورئيس السلطة الوطنية.
وتحدثت شخصية سياسية ذات تاريخ طويل داخل فتح عن الحاجة إلى شخصية فلسطينية تتمتع بحدّ أدنى من العلاقات في المنطقة وعلى الصعيدين الأوروبي والأميركي في وقت بات مسلما به أن إسرائيل مهتمة بأمر واحد هو التعاون الأمني مع الأجهزة الفلسطينية التي باتت مقتنعة بالدور الذي تلعبه في ظل الجمود السياسي السائد على كلّ صعيد.
وكشف استطلاع نُشرت نتائجه، الأربعاء، أن مروان البرغوثي، أحد قادة الانتفاضة الفلسطينية والذي قضت محكمة إسرائيلية بسجنه مدى الحياة، سيفوز بغالبية الأصوات إذا جرت انتخابات لاختيار خليفة للرئيس محمود عباس الذي يبلغ من العمر 82 عاما.
وأجرى المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية هذا الاستطلاع الذي شارك فيه 2150 شخصا في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفضل 30 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أن يحل البرغوثي محل عباس. والبرغوثي عضو في حركة فتح التي يتزعمها محمود عباس. وفي عام 2004 حكمت محكمة إسرائيلية على البرغوثي بخمس عقوبات بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بالقتل.
وعبر 61 في المئة من المشاركين في الاستطلاع عن رغبتهم في استقالة عباس، بينما قال 33 في المئة إنهم يرغبون في استمراره بالمنصب.