من يحاول أن يفتح جبهة شمالية على السعودية

الرياض – جاء الإعلان الفرنسي عن تفجير استهدف عددا من الفرنسيين المشاركين في سباقات رالي دكار في شمال السعودية ليشكل مفاجأة، وخصوصا بعد سنوات من تمكن قوات الأمن السعودية من تصفية آخر خلايا الإرهاب السلفية في المملكة.
وأعلنت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب الثلاثاء أنها فتحت تحقيقًا أوليًّا بشبهة محاولة اغتيال، بعد الانفجار الذي وقع الخميس الماضي في رالي دكار الصحراوي المقام في المملكة العربية السعودية والذي استهدف سيارة سائق فرنسي وأدى إلى تعرضه لإصابات بالغة.
وجاء في بيان صادر عن النيابة “فُتح تحقيق أولي في عدة محاولات اغتيال على صلة بمنظمة إرهابية”، مضيفة أن جميع ركاب السيارة الخمسة، بمن فيهم السائق، كانوا فرنسيين.
لكن التفجير الذي يتزامن مع تصعيد حوثي على الحافة الجنوبية للسعودية واستعراض للقوة في البحر الأحمر -شمل الاستيلاء على سفينة ترفع العلم الإماراتي وتنقل معدات ميدانية سعودية، ومحاولات لا تتوقف لضرب الموانئ السعودية بزوارق مفخخة- جاء ليزيد من حجم الضغوط الأمنية على الرياض ويطرح التساؤل عن الجهة المستفيدة من فتح جبهة للإرهاب شمال المملكة.
التفجير يتزامن مع تصعيد حوثي على الحافة الجنوبية للسعودية واستعراض للقوة في البحر الأحمر
وتراهن السعودية، من خلال استضافة هذا الرالي الذي يحوز اهتماما واسعا، على لفت الأنظار إلى استراتيجيتها الجديدة القائمة على السياحة والترفيه واستقطاب التظاهرات الدولية الكبرى، وهي استراتيجية ذات أبعاد متعددة؛ منها ما يتعلق بخلق عائدات جديدة ضمن رؤية 2030 التي تسعى لتقليص الاعتماد على النفط ومنها ما يتصل بتأكيد سياسة الانفتاح الثقافي والديني التي تعتمدها المملكة لتبديد صورة قديمة عنها تتسم بسيطرة المتشددين.
ولم يستبعد متابعون للشأن السعودي أن يكون التفجير -إذا ثبت أنه من تنفيذ إرهابيين- ردة فعل على هذه السياسة التي تحرر السعودية من نفوذ المتطرفين.
وقالت وزارة الداخلية السعودية في بيان السبت إن “الجهات الأمنية المختصة بمنطقة مكة باشرت الخميس تحقيقا في حادث بمحافظة جدة لمركبة خاصة بفريق العمل المساند لأحد السائقين المشاركين في سباق رالي دكار 2022”.
وأضافت أن السيارة “كان يستقلها 5 أشخاص من الجنسية الفرنسية، أُصيب أحدهم وتم نقله إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية، وهو بحالة مطمئنة، بينما لم يتعرض البقية لأي أذى، واتضح من إجراءات الاستدلال الأولية عدم وجود أي شبهة جنائية في الحادث”.
فيما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية السبت عن مدير السباق ديفيد كاستيرا أن السائق فيليب بوترون “أصيب في ساقه وخضع لعملية جراحية فيها إثر انفجار في سيارته خلال سباق رالي دكار وسيعود إلى بلاده”. وأضاف أن “بوترون كان برفقة خمسة أشخاص لم يصب أي منهم بأذى لدى وقوع الحادث”.
ووجهت وزارة الخارجية الفرنسية على موقعها في الإنترنت “نداء لمواطنيها في المملكة لاتخاذ أقصى درجات اليقظة من مخاطر أمنية”. وأضافت في بيان أن “ثمة تحقيقات تجريها السلطات السعودية لمعرفة أسباب الحادث ولا يمكن استبعاد العمل الإجرامي”.
من جهتها قالت منظمة “أموري سبورت” إن “حالة السائق تتحسن وتتم الترتيبات لإعادته إلى فرنسا”. وأضافت أن “سيارته توقفت فجأة خلال انفجار مفاجئ لا يزال مصدره مجهولا حتى هذه اللحظة”.
وكشفت أن “الشرطة السعودية توجهت على الفور إلى مكان الحادث وباشرت تحقيقاتها”. وينظم رالي دكار “السعودية 2022” إلى حدود 14 يناير الجاري، ويعبر خلاله المتسابقون 12 مرحلة، بمختلف محافظات المملكة ومدنها ومناطقها.