من كان الأكثر ورعا.. تفشي كورونا

المغردون العرب يتبارون لنشر الهاشتاغات الدينية خلال تفشي فايروس كورونا.
الخميس 2020/03/19
#اللهم_ارفع_غضبك_عنا

جميع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي “متدينون” هذه الأيام، إذ هم يتبارون في إبراز تدينهم وورعهم على صفحاتهم الاجتماعية بنشر الأدعية والأذكار والآيات القرآنية التي ستحصنهم من الإصابة بفايروس كورونا.

لندن - تصدرت هاشتاغات دينية الترند على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي. وغصت الهاشتاغات بفائض كبير من الأدعية والأذكار والآيات القرآنية بسبب انتشار فايروس كورونا الذي خلف الهلع في العالم.

ويمتهن معظم مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي هذه الفترة البحث عن الأدعية المحصنة من الأمراض والأوبئة لنشرها على صفحاتهم الاجتماعية.

ومن بين هذه الهاشتاغات هاشتاغ #اللهم_ارفع_غضبك_عنا الذي انتشر في مصر خاصة، وآخر بعنوان #ارقِ_نفسك_بتلاوة_الفاتحة، الذي انتشر في السعودية.

كما تصدر هاشتاغ #يارب_ارفع_عنا_البلاء في بعض البلدان العربية الأخرى.

واعتبر عدد كبير من المغردين أن الأزمات سبب لما أسموه “التقوى الوقتية”.

ولجأ مستخدمو تطبيق واتساب مثلا إلى تبادل محتوى ديني عبر الرسائل يقول أصحابه إنه يحصن من الإصابة من فايروس كورونا.

ومن بعض ملامح ما يراه البعض “تدينا سريعا” سببه انتشار كورونا تنظيم دعوات إلى حملات للاستغفار عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

وتهكم مغرد:

G2Ejv2L@

بموت في التقوى الوقتية تحت الطلب.. #اللهم_ارفع_غضبك_عنا.

من جانبها، واصلت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، نشر أدعية التحصين من الوباء.

وكتب مغرد عن رسالة منتشرة بين مستخدمي واتساب:

ويقول مغردون إن موجة التدين السريع إلكترونية فقط إذ أظهرت أزمة كورونا أسوأ ما فينا، وفق تعبيرهم، ولعل أكبر دليل على ذلك الجشع الذي أظهره التجار.

mohammad_asim8@

نحن ندعي الإسلام والتدين.. خلال يوم واحد تم رفع أغلب أسعار السلع بالأسواق!!

كما تثار هذه الأيام في الدول العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي مسألة إغلاق المساجد وتعطيل صلاة الجماعة خوفا من العدوى بين المصلين. وصدرت عدة فتاوى في الغرض.

وأظهر مقطع الفيديو الأكثر انتشارا في السعودية إجهاش المؤذن بالبكاء حينما ردد عبارة “صلوا في بيوتكم”، كما أظهر صورة رجل مسن يبكي أمام باب مسجد مغلق.

وقالت مغردة من الجزائر:

وعلق مغرد على مقطع فيديو أظهر أشخاصا يتشاجرون إثر نصيحة أحدهم لهم بالصلاة في بيوتهم خوفا على حياتهم:

Thefinalway@

شاب ملتح تهجم بطريقه فجة على رجل.. لكن صدقا، أنا أتفهم ما يحصل لكونه نتيجة تضخم الخطاب الوعظي وحالة التدين السطحي لسنوات وتهميش دور العلم #كورونا..

ويعتبر خبراء نفسيون أن المسألة ليست مجرد نفاق أو جهل وإنما هي وعي فاسد بالدين، ما يؤدي إلى نوع من التدين الظاهري الذي يشكل بديلا عن الدين الحقيقي، وأساسه يجب أن يراك الجميع في المسجد عند صلاة الفجر بلحية وقميص. وهذا التدين البديل مريح وخفيف ولا يكلف جهدا ولا ثمنا لأنه يحصر الدين في الشعائر والمظاهر فقط.

يذكر أن العقل الديني ينشط خلال الأزمات، ويجد في مصائب الأمم ومآسيها مناسبات لإنتاج ترهات تقتات على الخوف والقلق.

وفي الدول العربية لم يشذ تجار الدين عن هذه القاعدة، ولم يكتفوا بالبحث في تاريخ الدين، ولا يعرف أسانيده غيرهم، واختيار ما يناسبهم من وقائع وأحاديث وآيات يفسرون بها سبب الوباء والبلاء. بل اجتهد بعضهم في رفض قرارات حكومات بلدانهم.

في السعودية مثلا أثار إعلان هيئة كبار العلماء الثلاثاء، وقف صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض في المساجد والاكتفاء برفع الأذان (باستثناء الحرمين)، نقاشا حول تفسير آيتين استند عليها هذا القرار الذي جاء ضمن الإجراءات التي تتخذها المملكة لمواجهة فايروسكورونا.

وتعجّب بعض رجال الدين غير السعوديين من القرار عبر سلسلة من التغريدات على صفحاتهم بموقع التواصل الاجتماعي. ويقول مغردون إن “الاستغراب” مرده سياسي وليس دينيا إذ أن هؤلاء معروفون بمعاداتهم للسعودية ولكل بلاد قرارتها من باب “خالف تعرف”.

وحذر مغردون من تجار الدين الذين يواصلون تجارتهم الرابحة. وكتب معلق:

وقال آخر:

kadwi69@

المتدين.. لديه -عموما- قدرة فائقة على حشد روايات التاريخ وأقاصيصه، وتوظيفها دينيا في زمن الأزمات مثل #كورونا وهذا لا ينحصر في أتباع دين دون آخر، فهي تركيبة طبيعية في عموم التدين.

وانتقد مغرد رجال الدين الذين قالوا إن فايروس كورونا “غضب من الله على الصين”، متسائلين عن موقفهم بعدما بدأ الفايروس في حصد الأرواح في ديار المسلمين.

وكتب معلق:

19