من سيتولى إدارة إيران في حالة الشغور الرئاسي

طهران - دعا مرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي (أعلى مرجعية دينية وسياسية) الأحد الإيرانيين إلى عدم القلق، مؤكدا أن "شؤون الدولة لن تتعطل"، في أوضح إشارة على احتمال وفاة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ومن معه من أعضاء الحكومة في تحطم مروحية كانت تقلهم بين الحدود الأذرية الإيرانية في منطقة جبلية وعرة وظروف مناخية سيئة، ما يطرح تساؤلات حول من سيتولى إدارة البلاد في حال تأكد مقتل رئيسي في الحادث.
وتأتي تصريحات خامنئي الذي تولى لأول مرة رئاسة مجلس الأمن القومي، بينما أنشأت السلطات خلية أزمة بحثت فيها بحسب تقارير متطابقة تسيير شؤون الدولة، بينما انتقل الخطاب الاعلامي الايراني على التلفزيون الرسمي وعلى وكالات الأنباء الرسمية من الحديث عن هبوط اضطراري للمروحية التي كانت تقل رئيسي ووزير خارجيته أمير حسين عبداللهيان ومحافظ أذربيجان الشرقية وعدد من أعضاء الحكومة، إلى سقوط ثم في آخر النشرات إلى تحطم.
وينظم الدستور الإيراني إدارة شؤون الدولة في حالة غياب الرئيس لسبب ممن الأسباب كالسفر للخارج أو المرض أو العجز بسبب المرض أو الوفاة.
وفي هذه الحالات يتولى نائب الرئيس إدارة شؤون الدولة، لكن في حالة العجز أو الوفاة، يختلف الأمر إذ يتولى المنصب لمدة 50 يوما لحين اجراء انتخابات رئاسية مبكرة وهو السيناريو القائم والمطروح كمخرج لأي فراغ دستوري.
وتقول المادة 131 من الدستور الإيراني إنه في حالة شغور منصب رئيس الدولة بسبب الوفاة، يتولى النائب الأول للرئيس بعد موافقة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، صلاحيات ومهام الرئيس.
وفي حالة الشغور الرئاسي للسبب سالف الذكر، ينص الدستور الإيراني أيضا على تشكيل مجلس يضم رئيس مجلس الشورى ورئيس السلطة القضائية والنائب الأول للرئيس وذلك لاتخاذ الترتيبات اللازمة لانتخاب رئيس جديد خلال مدة أقصاها خمسون يوما.
كما أخذ الدستور الإيراني في الاعتبار وضع نائب الرئيس أو عدم وجود منصب نائب رئيس، موضحا أنه في حالة وفاة النائب الأول للرئيس أو توفر ما يمنعه من الأسباب من أداء مهامه، يتولى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية تعيين شخص آخر بدلا عنه.
وفي حالة وفاة النائب الأول للرئيس، أو غير ذلك من الأمور التي تمنعه من أداء مهامه، أو عندما لا يكون للرئيس نائب أول، يعين المرشد شخصاً آخر بدلاً منه.
وفي الوقت الراهن يشغل محمد مخبر منصب النائب الأول للرئيس الإيراني منذ تعيينه في 8 أغسطس 2021، بناء على اختيار رئيسي له.
ومخبر الذي يحمل درجتي دكتوراه في القانون الدولي والإدارة، من الشخصيات المقربة من رئيسي الذي اختاره لمنصب نائب الرئيس وكان قبلها رئيسا لما يسمى "لجنة تنفيذ أمر الإمام" وهي مؤسسة غير حكومية يتركز نشاطها في الشؤون الخيرية. وكان قد تولى إدارتها ما بين 15 يوليو 2007 حتى 8 أغسطس 2021.
وشغل كذلك منصب نائب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة خوزستان للاتصالات والعضو المنتدب لشركة دزفول للاتصالات ونائب وزير التجارة والنقل لمؤسسة المحرومين ونائب محافظ خوزستان.
وتتواصل في الوقت الراهن جهود البحث عن مروحية رئيسي، بينما أعلن الهلال الأحمر الايراني أن فرق الانقاذ والاسعاف وصلت الى موقع تحطم المروحية، لكن لم يتضح على الفور ما إذا تم العثور على المروحية التي فقد الاتصال بها من ساعات.
وانتقل رئيسي بداية في طائرة رئاسية الى محافظة أذربيجان ومنها استقل مروحية رفقة الوفد المرافق له لافتتاح سد مع نظيره الاذري ومنها عاد على متن المروحية ذاتها التي انقطع الاتصال معها.
والمروحية المذكورة مزودة بأحدث أجهزة التتبع ولا يمكن فقدان الاتصال بها إلا في حالة تحطم أجهزة الاتصالات فيها إما للاصطدام بسخرة في الجبال أو لوقوع تفجير من الداخل أو إصابتها بصاروخ وهي احتمالات تطرح كتفسير منطقي لانقطاع الاتصالات بها.
ويبقى مصير ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته والوفد المرافق مجهولا إلى أن تعلن الجهات الرسمية ما يؤكد نجاتهم أو إصابتهم أو مقتلهم.
وتغذي التوترات المتفاقمة بين إسرائيل وإيران فرضية تعرض رئيسي للاغتيال خاصة مع إعلان إيران مرارا عن وجود إسرائيلي في أذربيجان التي ترتبط بعلاقات مع إسرائيل.
واتهمت طهران في السابق باكو بتهديد أمنها القومي من خلال وجود مراكز تجسس إسرائيلية على أراضيها، بينما تعرضت سفارة أذربيجان في السابق لاعتداء، ما دفعها للبحث عن مقر جديد لم يفتتح بعد، في حين شهدت العلاقات توترات غير مسبوقة.
وفي الفترة الأخيرة هدأت التوترات نسبيا مع اعلان باكو عزمها افتتاح سفارة جديدة في طهران ومع افتتاح الرئيس الايراني اليوم الأحد سدا مع نظيره الأذري في أحدث إشارة على برود التوتر بين البلدين.