من الصلوات الجماعية حتى الاجتماعات الحكومية.. زووم يتجسس على مستخدميه

حققت تطبيقات مكالمات الفيديو رقما قياسيا في معدلات التحميل وارتفع عدد المستخدمين لها إلى مستويات مثيرة للدهشة، ومن أبرز التطبيقات التي حققت قفزة نوعية، تطبيق زووم (Zoom). ورغم الاختراق، يقول خبراء إن زووم من أكثر التطبيقات عملية.
لندن- مرتين أسبوعيا تجتمع ماغي ميلاد المقيمة في العاصمة المصرية القاهرة مع العشرات من المصلين عبر تطبيق زووم، ليترنموا ساعة أو يزيد.
وماغي وأصدقاؤها ليسوا الوحيدين الذين يستخدمون تطبيق زووم، إذ أصبح التواصل في زمن كورونا إلكترونيا في الغالب.
وخلال الفترة الأخيرة، برزت تطبيقات مكالمات الفيديو الجماعية واحتلت المراتب الأولى في قائمة التطبيقات الأكثر شعبية. ولا يقتصر استخدام تطبيق زووم على الصلوات الافتراضية الجماعية وغيرها من الاجتماعات، بل أصبحت اجتماعات الحكومات في عدد من دول العالم تتم عبره.
وأثارت صورة نشرها رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الثلاثاء، جدلا كبيرا حول خصوصية اجتماعات الحكومة البريطانية “عن بعد”. ونشر جونسون تغريدة عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر تضمنت صورة لاجتماع الحكومة البريطانية عبر تطبيق زووم.
وأظهرت الصورة التي نشرها جونسون أسماء حسابات أعضاء الحكومة على البرنامج، بالإضافة إلى رمز الاجتماع (ID) ما أثار جدلا كبيرا حول خصوصية اجتماعات الحكومة البريطانية “عن بعد”.
ولم تنفع تأكيدات رئاسة الوزراء البريطانية أن الاجتماعات السرية للحكومة تُجرى دائما عبر أنظمة آمنة، خاصة مع اكتشاف ثغرات أمنية في التطبيق.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني “في هذه الظروف غير المسبوقة، الحاجة ملحة إلى قنوات اتصال فعالة، وقد أظهرت تعليمات مركز الأمن السيبراني القومي أنه ليس هناك سبب أمني لعدم استخدام زووم لهذا النوع من الاجتماعات”.
وحقق تطبيق زووم، الذي انطلق عام 2011، نموا كبيرا مستغلا فترة الأزمة، وهو تطبيق متكامل إذ يتيح إجراء مكالمات فيديو ومشاركة سطح المكتب والكتابة والرسم، كما تسمح النسخة المجانية بتنظيم اجتماعات لـ100 مستخدم لمدة 40 دقيقة.
وأرجع المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة إيريك يوان سبب القفزة التي حققها التطبيق إلى أن المستخدمين لا يفضلون التطبيقات الأخرى، مثل سكايب وغوغل وجو تو ميتينغ وسيسكو، في الاجتماعات.
واكتسبت الشركة 2.2 مليون مستخدم جديد، منذ بداية العام الجاري، وهو ما تجاوز عدد الاشتراكات الجديدة خلال عام 2019 بأكمله.
وأعلنت الشركة أنه تم تحميل التطبيق 343 ألف مرة، خلال يوم واحد، أي خمسة أضعاف المعدل الذي كان التطبيق يحققه منذ شهرين فقط، بسبب إجراءات العزل الصحي العام التي أجبرت الناس على العمل من المنزل. ويقدر خبراء عدد مستخدمي تطبيق زووم يوميا بـ13 مليون شخص.
وقالت شركة زووم المسؤولة عن التطبيق في بيان حول قضايا تتعلق بالأمن “تأخذ زووم خصوصية مستخدميها وأمنهم وثقتهم على محمل الجد أثناء جائحة كورونا. نعمل على مدار الساعة للتأكد من أن المستشفيات والمدارس والجامعات والمؤسسات الأخرى حول العالم قادرة على التواصل ومواصلة عملياتها، نقدر تدخل النائب العام في نيويورك في هذه الأمور وسعيدون بتزويدها بالمعلومات المطلوبة”.
ولاقى تطبيق زووم لمحادثات الفيديو الجماعية رواجا كبيرا، لكن اتضح مؤخرا أن التطبيق يخرق خصوصية الأشخاص. وتناقلت مواقع تقنية مؤخرا معلومات تؤكد أن التطبيق يشارك معلومات مستخدمه مع موقع فيسبوك، خصوصا إن كان يستخدم أحد أجهزة “آبل”، حتى وإن لم يمتلك الشخص حسابا على الموقع.
ودارت الانتقادات في معظمها حول أن التطبيق لا يذكر للمستخدم أنه سيشارك معلوماته مع أي جهة، وأنه سيرسلها إلى فيسبوك. وبحسب تقرير لموقع “فايس”، فإن المستخدم في كل مرة يفتح فيها التطبيق، يقوم زووم بإرسال معلوماته إلى فيسبوك.
وتشمل المعلومات بيانات حول نوع الهاتف وشبكة الاتصالات والتوقيت والمدينة. كما يقوم زووم بمشاركة بيانات عن مستخدميه تسهل استهدافه من قبل المعلنين على فيسبوك.
وحذرت منظمة “إي.أف.أف” المعنية بحماية الحقوق الرقمية من بعض مخاطر الخصوصية التي ترافق استخدام تطبيق زووم. وقالت المنظمة إن المدراء التقنيين في الشركة قادرون على الوصول إلى مجموعة من المعلومات حول المستخدم خلال عقده اجتماعا عبر التطبيق.
وينصح خبراء باستخدام زووم عن طريق فتح الرابط الإلكتروني من جهاز كمبيوتر أو هاتف واستخدام موقع زووم، عوضا عن تثبيت التطبيق على الهاتف واستخدامه.
وبحسب شركة “أبتوبيا”، فقد زاد عدد مستخدمي زووم النشيطين على الأجهزة المحمولة بنسبة 151 في المئة مقارنة بالمدة ذاتها من العام الماضي. وأعلن تطبيق زووم الذي يقدم خدمة بث الاجتماعات عن بعد، عن تزويد فيسبوك ببيانات مستخدميه.
وأصدر برنامج زووم تحديثا لتطبيقه على نظام “أي.أو.أس” أوقف فيه إرسال بعض البيانات إلى فيسبوك. وتأتي هذه الخطوة بعد نشر موقع مذر بورد التقني معلومات تفيد بأن التطبيق أرسل معلومات عن وقت فتح المستخدم التطبيق والمنطقة الزمنية ومدينته وتفاصيل الجهاز إلى فيسبوك.
وذكر بيان شركة زووم أن البيانات التي جمعتها أدوات فيسبوك “أس.دي.كي” لم تتضمن أي معلومات شخصية عن المستخدم، بل تضمنت بيانات عن أجهزة المستخدمين مثل نوع نظام التشغيل وإصداره، والمنطقة الزمنية للجهاز، ونظام تشغيل الجهاز، وطراز الجهاز وحجم الشاشة، والمعالج ومساحة قرص التخزين.
ومجموعة أدوات تطوير البرامج “أس.دي.كاي”، هي مجموعة من التعليمات البرمجية التي يستخدمها المطورون غالبا للمساعدة في برمجة ميزات معينة في تطبيقهم الخاص. يمكن أن يؤدي استخدام هذه الأدوات أيضا إلى إرسال بيانات معينة إلى جهات خارجية.
واختتم بيان الشركة بالقول “سنزيل أدوات فيسبوك البرمجية ونعيد تطوير الميزة حتى يظل المستخدمون قادرين على تسجيل الدخول باستخدام فيسبوك عبر متصفحهم. سيحتاج المستخدمون للتحديث إلى أحدث إصدار من تطبيقنا بمجرد أن يصبح متاحا حتى تتم هذه التغييرات، ونشجعهم على القيام بذلك. نعتذر بشدة عن هذا الخلل، ونظل ملتزمين بشدة بحماية بيانات مستخدمينا”.
يذكر أن تطبيقات مكالمات الفيديو حققت رقما قياسيا في معدلات التحميل وارتفع عدد المستخدمين لها إلى مستويات مثيرة للدهشة.
وأظهرت البيانات، التي أعلنتها شركة “مايكروسوفت”، المالكة لتطبيق “تيمز”، حول معدلات الاستخدام، ارتفاعا كبيرا في أعداد المستخدمين للتطبيق، مدفوعة بقرارات عدة دول بالسماح للموظفين بالعمل من المنزل، ليصل العدد إلى 44 مليون مستخدم نشط يوميا، وتعتبر هذه الأرقام مدهشة للغاية، خاصة عند مقارنتها بالمعدلات السابقة للتطبيق، إذ أعلنت الشركة، أواخر العام الماضي، أنها تمكنت من التغلب على تطبيق “سلاك” الشهير، وأن عدد المستخدمين لتيمز تخطى حاجز 20 مليون شخص، واستمر هذا العدد في الزيادة حتى أعلنت “مايكروسوفت” أنه، بنهاية الشهر الماضي، بات لديها 32 مليون مستخدم، لكن هذا الرقم قفز مرة أخرى، خلال أسبوع واحد، لتسجل الشركة 12 مليون مستخدم جديد للتطبيق.
وتشير هذه القفزة الهائلة إلى إمكانية أن تستغل الشركات ظروفا معينة من أجل النمو، وكانت مايكروسوفت قد أعلنت أنها سوف تقدم تجارب أفضل للاجتماعات على تيمز. كما سوف تحسن جودة الصوت بمحاولة تنقيته من الضوضاء المحيطة في الوقت الطبيعي باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.
وتدرك مايكروسوفت خطورة تطبيق زووم على تيمز، لذا تقدم في محاولة لاستغلال فترة الحجر الصحي بسبب كورونا، فرصة الاشتراك المجاني لمدة 6 أشهر وتسمح بتحميل حتى 10 غيغا بايت من الملفات.