"من الدهشة.. إلى الفن": المعرض العام للفن التشكيلي يحتفي بالرواد

الدورة الخامسة والأربعون تكرم ثمانية من الفنانين من جيل الثلاثينات من القرن الماضي كما تكرم 12 فنانا رحلوا بأجسادهم.
الاثنين 2025/06/16
لوحة للفنانة وديان السروي

القاهرة - انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة فعاليات الدورة الـ45 من المعرض العام للفن التشكيلي تحت عنوان "من الدهشة.. إلى الفن"، في تعبير واضح عن الرغبة في استكشاف التجربة البصرية بشكل مختلف ومفاجئ، ويعكس تنوع وغنى المشهد التشكيلي المصري.

ويقام المعرض داخل قصر الفنون وقاعة الباب بساحة دار الأوبرا المصرية، وافتتحه وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، بحضور كل من الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، الدكتورة إيمان أسامة القوميسير العام للمعرض خلال هذه الدورة، وأعضاء لجان الاختيار، ولفيف من الفنانين.

دورة المعرض العام الخامسة والأربعون، التي تستمر حتى الخامس عشر من يوليو المقبل، تأتي لتبرز اتساع التجربة التشكيلية المصرية وتعدد مستوياتها، كما تتيح الفرصة للجمهور العام للاطلاع على إنتاج فني يجمع بين التجريب والتأصيل، ويعبّر عن اللحظة الثقافية الراهنة.

ويشارك في هذه الدورة 326 فنانا بمجموع أعمال 420 عملا في مختلف المجلات التي تشمل التصوير، الرسم، الحفر، النحت، الخزف، التصوير الفوتوغرافي، الكومبيوتر غرافيك، التجهيز في الفراغ، الأداء الحركي، الفن التفاعلي، والفيديو آرت. وتعكس هذه الأعمال أبرز الاتجاهات والأساليب التي أنتجها الفنانون خلال الموسمين السابقين، ما يمنح الدورة طابعا توثيقيا لحالة التشكيل المصري الراهنة.

غ

وقال الدكتور وليد قانوش إن “مع وصول المعرض العام إلى محطته الخامسة والأربعين بدأ التفكير في حتمية التخطيط مبكرا في دورة اليوبيل الذهبي وهي على بُعد خمس دورات، فكان التفكير في أن تحتفي كل دورة ابتداء من الدورة الخامسة والأربعين بنخبة من الأساتذة والرواد الذين أسسوا وساهموا في بلورة أهمية هذا الحدث منذ دوراته الأولى ورسخوا مكانته على خارطة الفعاليات الفنية السنوية.”

وتابع “لقد حرصنا على تشكيل لجان متخصصة لاختيار الأعمال، اهتممنا أيضا بأن تصاحب هذه الفاعلية مجموعة من الدراسات النقدية التي توثق وترصد وتُحلل المشهد التشكيلي المصري الآني من جميع الزوايا، فضلا عن برنامج ثقافي يُثري الحدث بالمزيد من الأطروحات والأفكار.”

وأشارت الفنانة إيمان أسامة إلى أن “المعرض العام يصبو في دورته الـ45 إلى القيام بدوره الرائد والمهم في رصد مسيرة الحركة التشكيلية المصرية، في ظل تداعيات وتقلبات كثيرة أصابت العالم في السنوات الأخيرة بتوتر البيئة الآمنة للإبداع، ورغم ذلك لم يختفِ النبض الحيّ للفنانين الذين احتموا بدِرع تجربتهم الفنية، فكان إبداعهم هو المُحرك الأول والأكثر تأثيرًا لتدفق الحياة في شريان الفن.”

وتابعت “لأن المعرض العام كان وسيظل قِبلة الحِراك التشكيلي المصري وتجاربه البصرية الثرية، فإنه يأمل في دورته الحالية في التأكيد على تقديم وعرض أعمال تشكيلية قادرة على إثارة الدهشة.”

من أبرز ملامح المعرض هذا العام هو تحديث آليات التقديم والفرز، حيث تم اعتماد نظام إلكتروني بالكامل لاستقبال المشاركات، دون توجيه دعوات مسبقة كما كان معتادًا في السابق، مما أتاح الفرصة أمام شريحة أوسع من الفنانين.

واشترطت اللجنة المنظمة أن يكون المشاركون مصريي الجنسية، وألا يقل عمر الفنان عن 35 عاما وقت افتتاح المعرض، وأن تكون الأعمال المُقدمة جديدة ومن إنتاج الموسمين 2023 – 2024 أو 2024 – 2025. كما سُمح لكل فنان بالمشاركة بعملين فقط في مجال فني واحد، بحيث لا تتجاوز مساحة العرض الإجمالية ثلاثة أمتار في ثلاثة أمتار.

وتحتفي الدورة الخامسة والأربعون بتكريم ثمانية من الفنانين من جيل الثلاثينات من القرن الماضي، وهم أحمد مرسي، جورج بهجوري، زينب السجيني، حسن عبدالفتاح، محيي الدين حسين، عبدالغفار شديد، علي نبيل وهبة ورباب نمر.

كما تكرم دورة المعرض هذا العام 12 فنانا رحلوا بأجسادهم منذ الدورة الماضية لكن ستظل سيرتهم وإبداعاتهم حاضرة، وهم محفوظ صليب، كمال خليفة، إبراهيم عبدالمغني، ممدوح الكوك، فاهان تلبيان، حلمي التوني، نبيل متولي، إيهاب لطفي، ياسر رستم، خالد فاروق، مصطفى الفقي وعصمت داوستاشي.

واستكمالا لما بدأ في الدورة السابقة تكرم هذه الدورة ثلاثة من الفنانين قوميسيرات المعرض العام في الدورات السابقة، وهم طارق الكومي (قوميسير الدورة 34)، محمد طلعت (قوميسير الدورة 37) وسامح إسماعيل (قوميسير الدورة 44).

Thumbnail

وعلقت الفنانة التشكيلية آية إيهاب على التكريم، حيث كتبت “بعض الغياب لا يعني الرحيل، هناك من يظلّ أثره حاضرا، بصمت، في كل ركن، في كل عمل، في ظل لوحة، في أثر لا يزول، في المعرض العام للفنون التشكيلية في دورته هذا العام، لم ينس من غابوا. لم يُنس من غابوا، أولئك الذين اختطفهم الغياب خلال هذا العام، منذ نهاية الدورة السابقة، لكنهم لم يغادروا الساحة فعليًا. ظلوا فيها، بأعمالهم، بما أنجزوه، ببصمتهم الخاصة في مسيرة الفن المصري. ليس احتفالا، بل إشارة بسيطة، واضحة، وصادقة. استحضار لمسارات فنانين فقدناهم، ظلّ حضورهم مؤثرا في المشهد.”

ورأت أن “التفاتة المعرض العام إليهم هي إقرار بأن مسيرة الفن لا تُبنى فقط على الحضور الآني، بل على تراكم الجهود، وعلى ما يُترك من بصمة واضحة تستحق التقدير حتى بعد الغياب.”

ومن الفنانين المصريين المشاركين، تبرز تجربة سماح حمدي التي تعرض مشروعا متكاملا مبنيا على الفيديو وتجهيز الفراغ بعنوان “بماذا يحلم الناجون”، والذي كتبت عنه “المشروع اللي حلمت بيه من سنة ونص. استغرق تنفيذه 8 شهور ما بين الكتابة والتخطيط والتنفيذ، وأخذ من فكري ونفسيتي حد الانهيار، وأخذ من فلوسي حد الشحاتة! وهيفضل قيد العمل والتطوير لحد ما أشبع منه! بماذا يحلم الناجون، مشروع متعدد التخصصات والمراحل وهذه المرحلة الأولى منه. تم بمشاركة 15 مؤدي ما بين صحفيين، فنانين تشكيليين ومسرحيين، و50 فرد مجاميع، بجانب فريق العمل من السينمائيين. مقدرش أوعدكم إني هقدم تجربة قوية، القوة دي يحكم عليها الجمهور، لكن أقدر أوعد إنها تجربة صادقة وعميقة وتمس مشاعر كل حد فينا وبشكل بصري جديد.”

وفي إضافة مهمة لفعاليات هذا الحدث الفني الكبير سيتم استعراض تجارب الفنانين المصريين المتحققين في الخارج وذلك بهدف إثراء المشهد الفني المصري بالتجارب الدولية المعاصرة، وفي هذه الدورة يحل كضيوف شرف كل من الفنان جمال عز، والفنان سامح الطويل.

15