من الخفيف إلى الثقيل: زيادة الوزن المذهلة للسيارات الحديثة

تعتمد وظائف السيارة على عوامل لكي تكون متكاملة وجاهزة للسير على الطرق، حيث يلعب المحرك والمواصفات وتصميم الجسم دورا في جعل أي مركبة متحركة. وبما أن الاتجاهات اختلفت، فقد يعيق ثقل الوزن محددات كانت قبل عقود آخر شيء يفكر فيه المطورون.
لندن- تتفنن الشركات المصنعة في إنتاج مجموعة متنوعة من المركبات، لكي تلبي رغبات المستخدمين الذين لديهم تفضيلات مختلفة، ولذا فإن المهندسين لطالما يتنافسون على ابتكار نماذج تحمل مواصفات تميز طراز عن الآخر، بما في ذلك الانسيابية.
وتأتي العديد من أنواع هياكل السيارات بمواصفات مختلفة، فمن مساحة الحمولة إلى حجم المحرك، يختلف كل شيء تقريبا باختلاف كل طراز، وبالإضافة إلى ذلك، يختلف الوزن حسب المادة المستخدمة في التصنيع.
وعلى سبيل المثال، تميل السيارات الكهربائية إلى أن تكون أثقل مقارنة بالمركبات التي تعمل بالبنزين. ويرجع ذلك أساسا إلى البطاريات الهائلة المستخدمة.
وبالمثل، تحمل سيارات الدفع الرباعي والشاحنات الصغيرة وزنا أكبر لأنها تحتوي على محركات أكبر ونظام تعليق ثقيل وأنظمة دفع أكبر.
وتؤثر كتلة السيارة بشكل مباشر على كبح السيارة وتسارعها. وعلاوة على ذلك، فإنها تؤثر على كفاءة استهلاك الوقود. ولذلك، يحاول صانعو السيارات إبقاء المركبات الحديثة خفيفة الوزن قدر الإمكان لتحسين الأداء.
وفضلا عن هذه العوامل، هناك جوانب أخرى أقل شهرة تلعب دورا أيضا في تعزيز تجربة القيادة. وعلى سبيل المثال، يلعب الوزن دورا رئيسيا في أداء المركبة. ومن الكبح إلى التسارع، يؤثر وزن على العديد من الوظائف ويمكن رؤية ذلك أثناء السير.
وعلى الرغم من أنها أكثر تعقيدا وفخامة بشكل عام من سابقاتها، إلا أن السيارات كانت أخف وزنا بشكل ملحوظ في الثمانينيات والتسعينيات من موديلات اليوم.
وعلى سبيل المثال، كان وزن سيارة هوندا سيفيك المدمجة عام 1985 حوالي 820 كيلوغراما فقط. وبالمثل، بلغ وزن سيارة فولكسفاغن غولف موديل 1995 حوالي 1035 كيلوغراما.
واشتهرت هذه السيارات بخفة الحركة والاقتصاد في استهلاك الوقود، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع الطرازات الأثقل التي تسير على الطرقات اليوم.
وبحلول عام 2024، سيرتفع متوسط وزن السيارة الجديدة بشكل كبير، فمقارنة سيارة من التسعينيات بنظيرتها الحديثة توضح هذا الاتجاه بوضوح.
وتبدو سيارة تويوتا كورولا عام 1995، التي كان وزنها حوالي 1.2 طنا دليلا على ذلك، فمع مرور السنوات بات وزن موديل 2024 حوالي 1.4 طنا، ولاتزال تعتبر سيارة خفيفة الوزن بالمعايير الحديثة.
ويقول لوكاس هويامي الذي يكتب في منصة موتور 1 المتخصصة في عالم السيارات إن هذا التحول يعكس اتجاها أوسع في الصناعة مدفوعا بمجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك ميزات السلامة المحسنة والتقدم التكنولوجي وتفضيلات المستخدمين المتغيرة.
وتسلط البيانات الأخيرة من منصة أوتوكار الضوء على الزيادة الكبيرة في وزن المركبات الجديدة على مدى السنوات السبع الماضية.
وارتفع متوسط الوزن الفارغ للسيارات الجديدة بين عامي 2016 و2023، من 1553 كيلوغرام إلى 1947 كيلوغرام.
ويمكن أن تعزى هذه الزيادة بمقدار 400 كيلوغرام، جزئيًا، إلى الشعبية المتزايدة لسيارات الدفع الرباعي. ففي عام 2016، بلغ متوسط وزن سيارات الدفع الرباعي والكروس أوفر التي اختبرتها أوتوكار 1722 كيلوغراما، وهو أثقل بكثير من المتوسط العام لذلك العام.
ومن المثير للاهتمام أنه في عام 2023، لم يرتفع عدد سيارات الدفع الرباعي التي تم اختبارها فحسب، بل زاد متوسط وزنها أيضا.
وبلغ متوسط وزن سيارة الدفع الرباعي التي تم اختبارها على مدار العام الماضي 1906 كيلوغرام، مما ساهم في الوزن الإجمالي للسيارات الجديدة.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن فرق الوزن بين سيارات الدفع الرباعي وأنواع السيارات الأخرى قد ضاقت نوعا ما، وثمة أدلة على ذلك.
ففي عام 2016، كان وزن سكودا كودياك يزيد بمقدار 246 كيلوغرام عن سكودا سوبيرب، بينما في عام 2023، كانت فجوة الوزن بين سيارات الدفع الرباعي وجميع السيارات 38 كيلوغراما فقط.
ويشير هذا التطور إلى أنه على الرغم من أن سيارات الدفع الرباعي تظل عاملاً مهمًا في الزيادة الإجمالية في وزن السيارة، إلا أن الاتجاه يمتد إلى جميع أنواع السيارات. ويرى هويامي أن التحول إلى استخدام الكهرباء في الطرز الحديثة يلعب أيضا دورا كبيرا في هذا الاتجاه، كما تفعل ميزات الأمان الأقوى والهياكل الأكثر ثباتًا والتقنيات المتقدمة، وكلها تساهم في جعل السيارات الحديثة أثقل بكثير من سابقاتها.
وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو غريبًا، إلا أن السيارة لها في الواقع وزنان مختلفان، الوزن الفارغ والوزن الإجمالي للمركبة.
والكثير من الناس لا يدركون ذلك، ولكن من المهم معرفة ذلك من باب أن تكون للسائق ثقافة، وإطلاع عام بهذه الأمور الفنية، فعلى سبيل المثال، يمكن تحديد فئة الوزن التي تنتمي إليها أي سيارة أو ما إذا كان السائق قادرا على عبور الجسور أو طريق وعرة.
والوزن الفارغ للسيارة هو الوزن دون أي ركاب أو أشياء فيها باستثناء المعدات القياسية التي تأتي معها. وهذا هو الوزن عندما لا تكون قيد الاستخدام وتستقر على سطح مستو. وهذا هو ما تحدده الشركة المصنعة للمركبة وهو عادةً “الوزن القياسي”.
أما الوزن الإجمالي للمركبة فيتضمن كل ما فيها من ركاب وأمتعة وبضائع أخرى. ويعد هذا أمرا مهما جدا لسائقي الشاحنات لأنهم يحملون كمية كبيرة من البضائع حتى يتمكنوا من تغيير وزن مركباتهم بشكل كبير.