"من البريد" برنامج ثقافي متنوع يحتفي بالمنامة كل سبت

المنامة- انطلقت مؤخرا الفعالية الثقافية “من البريد” في متحف بريد المنامة مقابل مبنى باب البحرين، وذلك بحضور الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي والإعلاميين.

وتنظم هيئة الثقافة هذا البرنامج الثقافي خلال شهري فبراير ومارس، وتقام فعالياته كل سبت على مدار ستة أسابيع في أوقات مختلفة من التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء.

وتهدف الفعالية إلى تسليط الضوء على مدينة المنامة التاريخية، وما تمتلكه من إرث عريق لتكون بمثابة دعوة عامة للجمهور لاستكشاف تفاصيل المدينة وجمالياتها العمرانية والتاريخية والثقافية من خلال ورش عمل وجولات وجلسات حوارية وأمسيات فنون شعبية.

وفي تجربة مميزة، وللمرة الأولى، تستضيف شرفة بريد المنامة مقهى The Dot، الذي سيحول هذه المساحة إلى مقهى متخصص يقدم لزواره مختلف أنواع القهوة.

وسيكون المقهى مفتوحا بشكل يومي في الطابق الأول من بريد المنامة من الساعة الثامنة صباحا حتى السابعة مساء، ويبقى مفتوحا أيام السبت فقط حتى التاسعة ليلا (مغلق أيام الجمعة) وذلك في الفترة من الرابع من فبراير حتى الحادي عشر من مارس  2023 ويثمن هذا الركن القهوة بصفتها مكونا أساسيا في الثقافة العربية، بما ارتبط بها من مسامرات وجلسات وما تمثله من مجال حضاري واجتماعي هام.

وتقام ضمن هذه التظاهرة كذلك الجلسات الحوارية والجولات الثقافية في الأسابيع القادمة بالتعاون مع “مختبر المنامة” الذي هو عبارة عن منشأة متخصصة في الأبحاث التصميمية بشتى مجالاتها.

هذا ويحمل كل أسبوع من برنامج فعاليات “من البريد” طابعا خاصا وعنوانا يعكس ما ستقدمه الهيئة من نشاط ثقافي. فالأسبوع الأول جاء بعنوان “الإرث المعماري”، وركز على استكشاف الأنماط المعمارية للمنامة عبر نشاط متنوع وجولات في الأزقة القديمة للتعرف عن قرب على ما تمتلكه هذه المدينة من جمال عمراني وتراثي وثقافة أصيلة.

وتضمن برنامج الأسبوع الأول جولة للمهندس المعماري علي كريمي لإلقاء نظرة على سلسلة المباني الموجودة في شارع الحكومة وغرفة التجارة وباب البحرين وبلدية المنامة وفندق البحرين، وذلك من أجل فهم دور العمارة في تشكيل فكرة الواجهة البحرية كواجهة جديدة لمملكة البحرين.

وشهد السبت الرابع من فبراير إقامة عدد من ورش العمل لأعمار مختلفة، بداية من ورشة “بطاقة المنامة” للأطفال بالتعاون مع بيت الطفل الثقافي “سرد” وورشة جولة رسم في المنامة لمن هم فوق سن الـ16 عاما مع المهندسة جودي أبي رستم، والتي تضمنت رسم مشاهد من عمارة المنامة بتقنيات الرسم الحضري.

وكان الجمهور أيضا على موعد مع جولتين: الأولى جولة تصوير لمشاهد معمارية مع المصور سعيد ضاحي تم خلالها توثيق الإرث المعماري للمنامة، والثانية جولة بالدراجات الهوائية لمسافة خمسة كيلومتر بالتعاون مع كشتة للسياحة بداية من البريد ومرورا بمنامة القصيبي ومسجد ومنارة الفاضل وبيت الطواويش وسوق المنامة وغيرها.

وقبيل ختام برنامج الأسبوع الأول أقيمت جلسة حوارية حول الحركات الريادية في عمارة المنامة مع المعماري العراقي يوسف الصايغ، شريك المعماري الراحل محمد مكية، أما الختام فجاء مع أمسية فنون شعبية لفرقة إسماعيل دواس، والتي استدرجت إلى بريد المنامة أغاني مشهورة من الموروث الشعبي البحريني.

ويشهد الأسبوع الثاني من فعالية “من البريد” العديد من الفعاليات تحت عنوان “طعام المنامة”، وتقام أنشطته يوم الحادي عشر من فبراير، وخلاله يخوض المشاركون تجربة مفعمة بالنكهات وما يميز المنامة من مطابخ وتجارب تذوق محلية وعالمية.

أما الأسبوع الثالث، والذي تقام أنشطته يوم الثامن عشر من الشهر نفسه، فيركز على الذهب البحريني، وهو فرصة للجمهور للتعرف عن قرب على تصاميم الذهب في البحرين وسوق الذهب بالمنامة وتفاصيل هذه الحرفة المتجذرة في تراث المملكة، والتي تتجاوز الحرفة إلى الإبداع في صياغتها من حرفيين يرتقي بعضهم مرتبة الفنان.

وستكون “الأزياء”، عنوان فعاليات الأسبوع الرابع، والتي تقام يوم الخامس والعشرين من فبراير، وخلالها سيتم تجديد التعريف بالملابس التقليدية في البحرين والتي تتركز في سوق المنامة التاريخية.

أما خامس أسابيع فعالية “من البريد” فيحمل عنوان “نشاطات تجارية”، حيث يلقي الضوء على النشاط التجاري بالمدينة وما تزخر به من محلات وأسواق متنوعة وذلك يوم الرابع من مارس 2023.

وختام الفعاليات سيكون في الأسبوع السادس يوم الحادي عشر من مارس بعنوان “نسيج المدينة الحضري”، ويتضمن جولات ميدانية للتعرف على ما تحتويه هذه الفرجان من تراث بصري وما يمارس فيها من عادات قديمة مرتبطة بتاريخ وأصالة سكان هذه المدينة العتيقة.

وخصصت هيئة البحرين للثقافة والآثار موقعا إلكترونيا خاصا للزوار للاستفسار حول فعاليات التظاهرة، التي تواكبها كذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها، مقدمة صورة شاملة عن تاريخ المنامة والكثير من التفاصيل الحضارية الهامة التي تختزنها هذه المدينة العربية التي تعتبر من أبرز العواصم الثقافية في العالم العربي لا لما تحمله من تراث فحسب وإنما لانفتاحها على التطوير والتجديد وتثمين هذا التراث ليبقى عنصرا معاصرا ومكونا ثقافيا حيا تتناقله الأجيال.