من البحر والجو.. قصف إسرائيلي يستهدف ضاحية بيروت والنبطية

مقتل ستة أشخاص بينهم رئيس البلدية النبطية بعد قصف صاروخي استهدف مخزن "أسلحة استراتيجية" لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية.
الأربعاء 2024/10/16
إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان رغم المعارضة الأميركية

القدس - أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أن قواته قصفت أهدافا في لبنان من البحر، فيما شنت طائراته غارات على مناطق متفرقة في البلاد، أبرزها الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت ومدينة النبطية، مما أسفر عن وقوع قتلى.

وقال الجيش في بيان "منذ بداية عملية الفرقة 146 في جنوب لبنان (الأسبوع الماضي) قامت قوات سلاح البحرية بمهاجمة عشرات الأهداف لحزب الله بالتعاون مع الجنود في الميدان".

وهذه المرة الأولى التي يقر فيها الجيش الإسرائيلي بمشاركة قواته البحرية في قصف أهداف بلبنان.

وأضاف "هاجمت القطع البحرية منصات صاروخية ومباني عسكرية ومستودعات أسلحة لحزب الله مما دعم قتال القوات البرية".

ونقل البيان عن قائد جبهة حيفا البحرية (شمال) "سفن الصواريخ والقطع البحرية للمهام الأمنية ومواقع الاستخبارات والسيطرة والنيران تلعب دورا مهما في المهام الدفاعية والهجومية على الجبهة الشمالية ودعم قتال قوات الفرقة 146".

وأضاف "طيلة الأشهر الماضية قاتلنا جنبا إلى جنب جوًا وبرًّا وبحرًا ويتواصل القتال حتى إعادة السكان إلى منازلهم بأمان".

ورصد الجيش الإسرائيلي، بعد ظهر الأربعاء، إطلاق 30 صاروخا من لبنان على منطقة الجليل الأعلى شمال إسرائيل، ليرتفع الإجمالي إلى 90 صاروخا منذ فجر اليوم.

وقال في منشور على منصة إكس "بعد التنبيهات التي تم تفعيلها في الجليل الأعلى والجليل الأوسط والجليل الغربي تم رصد نحو 30 عملية إطلاق من الأراضي اللبنانية".

ولفت الجيش الإسرائيلي إلى "اعتراض معظمها، وتم الكشف عن سقوط بعضها في مناطق مفتوحة".

وأعلن حزب الله في سلسلة بيانات الأربعاء أنه قصف بدفعات صاروخية مدينة صفد ومستوطنة يفتاح ومربضي مدفعية في منطقتي دلتون وديشون شمال إسرائيل.

كما أعلن الحزب أن عناصره "استهدفوا دبابة ميركافا في محيط بلدة راميا (شمال لبنان) بصاروخ موجه وأوقعوا طاقمها بين قتيل وجريح".

وتزامن القصف عبر البحر بتكثيف إسرائيل ضرباتها على لبنان الأربعاء مستهدفة مجددا ضاحية بيروت الجنوبية بعد أيام من تحييدها، ومدينة النبطية في جنوب لبنان، غداة رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي وقف لإطلاق النار "أحادي الجانب" في لبنان.

واستهدفت غارة جوية صباحا منطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية بعيد توجيه الجيش الإسرائيلي نداء لإخلائها، وقال لاحقا إنه ضرب مخزن "أسلحة استراتيجية" تابعا لحزب الله.

وهذه أول ضربة منذ أيام عدة تستهدف ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله. وكان الجيش الإسرائيلي استهدفها بعنف مع تحوّل المواجهة بينه وبين حزب الله الى حرب مفتوحة في 23 سبتمبر، إلى جانب قصفه معاقل أخرى للحزب في شرق البلاد وجنوبها ومناطق أخرى في البلاد.

من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها "تعارض" حملة القصف الإسرائيلية على العاصمة اللبنانية.

وفي جنوب لبنان، نفّذت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات على مدينة النبطية التي تعتبر معقلا لحزب الله وحليفة حركة أمل، استهدفت إحداها مبنيين تابعين لبلدية النبطية واتحاد بلديات محافظة النبطية، ما تسبّب بمقتل ستة أشخاص، بينهم رئيس البلدية أحمد كحيل.

وأفادت محافظة النبطية هويدا الترك وكالة الصحافة الفرنسية عن "11 غارة إسرائيلية على المنطقة، طالت بشكل رئيسي مدينة النبطية، مشكلة ما يشبه حزاما ناريا".

وطالت إحدى الغارات مقري بلدية النبطية واتحاد بلدياتها بينما كان رئيس البلدية أحمد كحيل مجتمعا مع خلية الأزمة التي تتابع يوميا شؤون السكان، وفق الترك.

وقالت الترك عبر الهاتف "استُشهد رئيس بلدية النبطية وأعضاء" من فريق عمله، مضيفة "إنها مجزرة".

وأحصت وزارة الصحة مقتل ستة أشخاص في الغارة على مبنيي البلدية واتحاد بلدياتها، مشيرة الى أن عمليات رفع الأنقاض ما زالت مستمرة. وكانت أفادت في حصيلة أولية عن خمسة قتلى.

ونعى الدفاع المدني اللبناني أحد موظفيه في الغارة على بلدية النبطية "حيث كان يتواجد مع زملائه لتأدية واجبهم الوطني والانساني".

وبحسب الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله، فقد تم نقل عدد من القتلى بينهم طبيبان يعملان في مركز طبي مجاور للبلدية.

وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن الغارات أدت الى دمار مجمع تجاري في سوق النبطية ومبنى يضم مكتبة.

وأظهرت مقاطع فيديو سحب دخان أسود تتصاعد من أنحاء عدة من المدينة بشكل متزامن إثر الغارات الإسرائيلية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أنه نفّذ "سلسلة غارات استهدفت عشرات الأهداف الإرهابية لحزب الله في منطقة النبطية" تشمل "بنى تحتية ومراكز قيادة لحزب الله ومخازن أسلحة واقعة بالقرب من بنى تحتية مدنية".

وهذه ثاني مرة تُستهدف فيها المدينة منذ السبت، حين أدت غارة اسرائيلية الى تدمير السوق التجارية الرئيسية في المدينة.

وأدان رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي الغارات الإسرائيلية على مدينة النبطية، وقال إنها استهدفت عن "قصد" اجتماعا للمجلس البلدي.

وقالت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة جينين هينيس-بلاسخارت من جهتها الأربعاء إنه يتعين "حماية المدنيين في جميع الأوقات" على خلفية سلسلة الغارات على النبطية.

وتقع مدينة النبطية، وهي مركز محافظة تحمل الاسم ذاته على بعد حوالي 13 كيلومترا عن أقرب نقطة حدودية مع اسرائيل.

وتضمّ مؤسسات رسمية وتجارية كبرى ومستشفيات عامة وخاصة إضافة الى جامعات رسمية وخاصة. ولطالما شكلت مقصدا لسكان المناطق المجاورة.

وبقيت المدينة التي تعد من معاقل حزب الله وحليفته حركة أمل، بمنأى عن الضربات الإسرائيلية الى حد كبير منذ بدء حزب الله تبادل القصف مع إسرائيل قبل عام.

وصعّدت اسرائيل منذ 23 سبتمبر من وتيرة غاراتها على لبنان مستهدفة بشكل رئيسي معاقل حزب الله في جنوب لبنان وشرقه، إضافة الى ضاحية بيروت الجنوبية.

وقتل منذ ذاك الحين 1356 شخصا على الأقل في لبنان، وفق حصيلة تستند الى بيانات رسمية. وأحصت السلطات فرار أكثر من مليون شخص من منازلهم على وقع التصعيد.