منى سكرية تعيد تصوير يوميات غزة

لوحات فنية خرجت من قلب مشاهدِ تابعتها سكرية الصحافية وتأثرت بها فأعادت تصويرها بلوحات يغلب عليها اللون الأسود.
السبت 2024/06/08
لحظة تأمل لتفاعل الرسامة مع مشاهد دموية

بيروت – يستمر معرض الرسومات “من يوميات غزة” بريشة الصحافية منى سكرية والذي تنظمه أكاديمية دار الثقافة في مخيم مار إلياس، إلى الحادي عشر من الشهر الجاري.

يتضمن المعرض 90 لوحة فنية خرجت من قلب 90 مشهدا تابعتها سكرية الصحافية وتأثرت بها فأعادت تصويرها بلوحات يغلب عليها اللون الأسود، دلالة على الحزن والأحمر القاني كلون الدماء إلى جانب الأخضر الذي يذكر بألوان العلم الفلسطيني وخضرة الأرض.

وتنوّعت اللوحات بتنوع المشاهد، فمنها ما صور المعارك والانفجارات والقنابل، ومنها ما صور مشاهد الأمهات الثكالى والشجاعات، ومنها ما صور جثامين الشهداء ولحظات الحزن المؤلمة، والجنازات المهيبة. كما رصدت أشهر العبارات التي اشتهرت وارتبطت في ذاكرتنا كعرب بالمأساة الحاصلة في قطاع غزة.

وتقول الفنانة منى سكرية أن معرضها “يتضمن أكثر من ثمانين رسمة بألوان مائية تناولت يوميات غزة تحت حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل، طغت فيها مشاهد التدمير وصور الأطفال مبتوري الأطراف، ووقفات التضامن العالمية مع أهل غزة، وعدالة قضيتهم، وأيضا عدم فقدان الأمل بصمود هذا الشعب، وقدرته على التجدد، إذ أن غزة أقامت على شرف الضمير والقيم الإنسانية ومصداقية الكلام، وساحات امتحان، ومنابر اختبار بين الكلام والكلام، بين قول الحق ومنعه عن الفلسطيني منذ ما يربو على النكبة”.

وتابعت: “كما يتضمن المعرض أكياسا من قماش الخام مطبوعة عليها هذه الرسومات لتجسيد ما عاشته غزة تحت حرب الإبادة التي يشنها عليه الجيش الإسرائيلي. ويعود ريع هذه الرسومات وأكياس الخام تبرعا إلى صندوق غسان أبو ستة للأطفال، ولأكاديمية دار الثقافة في غزة”.

غغ

وتوضح “أنا الصحافية منى سكرية، أعترف أنني من صبيحة ذاك اليوم السابع من أكتوبر 2023 جَرَفني الطوفان، وصيّرني إنسانة تصبو أن تنال مقعدا في صفوف الذين تفوّقوا على كامل المفهوم الإنساني، والقيم الإنسانية. غزة الرافعة والخافضة. غزة الميزان للعدل البشري.. والعدل الإلهي. روحي رسمت انفعالاتي وتفاعلي مع يوميات غزة، فكانت هذه الرسومات التي هي مشاعركم أيضا”.

وفي كلمة بمناسبة افتتاح المعرض، قالت الكاتبة والشاعرة الفلسطينية تغريد عبدالعال: “سيتركنا التاريخ نفتش عن كل الصور التي لم تعد تتحرك. حتى الركام حين صار جبلا ألا تنسى الأيام اسمه. رفع دموعنا عاليا ولم تسقط، فصعدت البلاد كي تقرأ، وكأن الخرائط قد ذبلت بين أيدي الأطفال وفي كتب الجغرافيا، وعندما يضيقون في الزقاق وتفقدهم الأمهات ستدلنا الجبال على لعبتهم الخفية. إنهم يقفزون إلى الوادي الذي سقطت داخله كل اللغات، ليمسكوا المعنى”.

وتابعت “لقد قلبت يوميات غزة مفاهيم الزمن، وصار لفلسطين تقويم خاص في قلب الشعوب، ولكن تلك اليوميات قد امتزجت مع قلوبنا وأرواحنا ويومياتنا فنساند غزة لأننا أصبحنا داخلها ولأن القضية أكبر من مكان وزمان… نعم نستطيع أن نفعل الكثير هذا ما نؤمن به”. ومنى سكرية صحافية لبنانية عملت في مؤسسات إعلامية عديدة محلية وعربية، ولها العديد من المؤلفات. أقامت معرضها للفن التشكيلي الأول عام 2016، وذهب ريع مبيعاته بالكامل تبرعا لـ”محترف شهرزاد للخزف الفلسطيني”.

13