منمنمات عبدالمجيد البكري رحلة تشخيصية

تونس – ينظم الفنان التونسي عبدالمجيد البكري معرضا استعاديا بعنوان “بعد إثنين وأربعين عاما” للوقوف على أول معرض نظمه في دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة التونسية والذي عقد في أكتوبر من العام 1982.
وافتتح معرضه الحالي في 25 مايو الماضي وسيستمر حتى 10 يونيو الجاري، وفيه يحمل الزوار في رحلة بين التخييل والتشخيص وحضور للحروفية والخط العربي في الفضاء التشكيلي العام، والتي يربطها خيط رفيع جسدته منمنماته في سفره بين إبداع اللحظة وهواجس الريشة المفاجئة والعوالم المختلفة التي تخترق أناه وتخرق المساحة الخاصة بالآخر من منظور ميثولوجي.
وتجمع اللوحات المعروضة المشترك التخيلي بين التخوم والأعماق، بين جماليات الألوان والأسئلة الوجودية، وهي لوحات استنبطت من المخزون التشكيلي للمدرسة التونسية لتتجاوزه بابتكار أشكال جديدة وأسلوب تشخيصي وتجريدي وسريالي مختلف، يسلك معه البكري دروبه الخاصة في عوالمه التشكيلية.
كل لوحة هي عملية تمخّض لمنهج عبدالمجيد البكري، وهي نوع من الوعي الوجودي تستدعي المشاهد للتأمل
وكل لوحة هي عبارة عن عملية تمخّض لمنهج عبدالمجيد البكري، وهي نوع من العمل والوعي الوجودي تستدعي المشاهد للتأمل ومحاولة تحسس عوالم الفنان وعلاقته مع الآخر وفقا لمنطلقات المدرسة الفنية التي ينتمي إليها.
ويراوح الفنان في أعماله المعروضة بين الألوان المائية والترابية وإعادة تشخيصه للوجوه المزدحمة التي تختزل بين ثناياها قصة الإنسان وسيرورة الحضارات، كما يعرض منمنمات مزدحمة تنجذب نحو الحياة وألوانها وتغوص في عوالم مجهولة فيخترقها الفعل الإنساني في محاولة لنحت وجوده الاجتماعي والمعرفي.
واستند البكري في لوحاته إلى تقنيات تعبيرية مختلفة تراوحت بين شتات الواقع والأشكال الحسية بدءا من الجسد الإنساني وتفاصيله، كما طغى الخط العربي على العديد من لوحاته فتجاوز جماله الحسي ليكتسب معنى جماليا.
يذكر أن عبدالمجيد البكري من مواليد قابس بتونس عام 1942. لم يتعلم الرسم مدرسيا غير أنه انهمك فيه في سن مبكرة. وفي عام 2012 أقام معرضا استعاديا في قصر خيرالدين بالعاصمة تونس كان عبارة عن احتفال مزدوج ببلوغه السبعين من عمره ومرور خمسين سنة على ممارسته الرسم في العام 1962.