منفذ اعتداء باريس.. طالب منطو وهادئ أرعب الفرنسيين

الرئيس الشيشاني رمضان قديروف يعتبر أن السلطات الفرنسية "تتحمل المسؤولية الكاملة عن سلوك حمزة عظيموف طريق الجريمة".
الاثنين 2018/05/14
محطات دموية أرعبت الفرنسيين

باريس - لم تكن السلطات الفرنسية تعتبر حمزة عظيموف صاحب الوجه الطفولي واللحية القصيرة مصدر تهديد رئيسي بالرغم من وجود اسمه على سجلات المشتبه بتطرفهم منذ عام 2016.

وقال مصدر قريب من التحقيق لفرانس برس "لقد كان أقرباؤه هم من نبّه الأجهزة الأمنية لأنهم عارضوا سلوكه وأفعاله وأفكاره" ما استدعى وضعه تحت التدقيق.

ومع ذلك أقدم هذا الطالب الهادىء البالغ 20 عاما على زرع الرعب ليلة السبت في منطقة تعج بالمطاعم والمسارح وقريبة من دار الأوبرا التاريخي.

ووصف زملاء سابقون لحمزة في مدرسته في ستراسبورغ رفيقهم بأنه كان طالبا متدينا و"ومتحفظا جدا" استهوته العاب الفيديو والرياضة.

ويعيش في البلدة التي نشأ فيها حمزة في شرق فرنسا جالية كبيرة من المهاجرين الذين فروا من جمهورية الشيشان ذات الغالبية المسلمة خلال حربين داميتين للمتمردين ضد قوات النظام المدعومة من روسيا.

وقال طالب سابق لفرانس برس "حمزة كان هادئا للغاية، وكان منطويا على نفسه، لم يكن لديه مشاكل وكان يصوم شهر رمضان، وتسترعي انتباهه الفتيات".

وأضاف الطالب الذي لم يشأ الكشف عن هويته أن حمزة عظيموف "كان له سلوك مميز وكان على اتصال بسوريا حيث رغب أن يذهب. لكن بعد الامتحانات تخلى عن كل ذلك وأراد أن يعمل ليكسب قوته".

ووصفته زميلة أخرى بأنه "طالب عادي، ليس متفوقا لكنه ليس سيئا ايضا".

وقالت "عرفنا انه مسلم لكنه لم يظهر ذلك"، مضيفة انه لم يتحدث أبدا عن مسقط رأسه الشيشان او الحروب هناك.

عائلة متحفظة

البحث عن شركاء محتملين
البحث عن شركاء محتملين

ولدت الأزمة في الشيشان تمردا إسلاميا عنيفا أدى في النهاية إلى إنتاج مقاتلين يمكن ان ينضموا إلى جماعات مسلحة أخرى مثل تنظيم داعش الذي أعلن مسؤوليته عن اعتداء السبت في باريس.

واحتجز المحققون الفرنسيون والدي حمزة اضافة إلى احد أصدقائه في ستراسبورغ لاستجوابهم.

وقالت مديرة المبنى حيث تعيش عائلة عظيموف في شقة مستأجرة في باريس انه لم تظهر على العائلة أي مظاهر دينية علنية.

وأضافت أن العائلة "متحفظة جدا" وانه "لم يكن هناك شيء يسترعي الانتباه من الناحية الدينية"، ووصفت حمزة بأنه طالب يفضل الألبسة الرياضية.

وقالت جارة لهم إنهم لم يستقبلوا "أي زائر أبدا"، وان ابنهم "لم يكن شريرا، لكنه منطو على نفسه".

وأضافت جارة أخرى "سكنوا هنا منذ أكثر من عام (...) الأب عمل من حين لآخر في البناء والدهان والأم عملت لدى مؤسسة تساعد المتشردين".

وقال شهود على اعتداء السبت ان عظيموف ظل متماسكا عندما بدأ بمهاجمة الناس بسكين طوله عشرة سنتيمترات قبل التاسعة مساء بقليل.

في الأثناء اعتبر الرئيس الشيشاني رمضان قديروف الاحد ان فرنسا تتحمل "المسؤولية الكاملة" عن الاعتداء.

واوضح قديروف ان مرتكب الهجوم يدعى حمزة عظيموف، وهو شاب يتحدر من الشيشان يحمل جواز سفر روسيا منذ كان في الرابعة عشرة قبل أن يحصل على الجنسية الفرنسية في عامه العشرين.

وقال عبر تطبيق تلغرام للرسائل النصية "بناء عليه، اعتبر من المهم القول ان السلطات الفرنسية تتحمل المسؤولية الكاملة عن سلوك حمزة عظيموف طريق الجريمة".

واضاف "لقد ولد فقط في الشيشان لكنه نشأ وبنى شخصيته وآراءه واقتناعاته داخل المجتمع الفرنسي".

تهديد متواصل لداعش

إصرار فرنسي على مواجهة "أعداء الحرية"
إصرار فرنسي على مواجهة "أعداء الحرية"

قال رومان (34 عاما) الذي كان في مقهى ستاربكس مع زوجته وطفله عند جادة الأوبرا "اقترب بهدوء بشكل متباين بالكامل مع الذعر الذي كان حوله".

وأضاف "كانت لديه لحية لكن ليست طويلة وملابسه عادية. لم يكن متلائما مع الشكل النمطي" للجهاديين.

ويعكف المحققون على محاولة الكشف عن ملابسات تحول عظيموف إلى التطرف، وقال مصدر لفرانس برس انه قد تم استجوابه من قبل محققين في مكافحة الإرهاب العام الماضي "لأنه كان يعرف شخصا كان على اتصال مع شخص توجه إلى سوريا".

كما يبحث المحققون الفرنسيون عن شركاء محتملين لعظيموف

ويبرز الهجوم بالطعن من جديد مدى الصعوبة التي تواجهها أجهزة المخابرات الأوروبية في تعقب المشتبه بأنهم متطرفون ومواجهة التهديد الذي يشكله المتشددون المحليون أو الأجانب.

وفرنسا عضو في تحالف تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم داعش في سوريا والعراق، كما تدخلت في مالي لدحر جماعات إسلامية متشددة سيطرت على شمال البلاد.

وعرضت التدخلات العسكرية بالخارج فرنسا لهجمات من المتشددين الإسلاميين في الداخل.

ويجدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده "لن تتراجع قيد أنملة في مواجهة أعداء الحرية".

وعلق الرئيس الاميركي دونالد ترامب في تغريدة مساء الاحد "من المحزن وقوع الاعتداء الإرهابي في باريس. في وقت ما على الدول أن تنظر جيدا لما يحصل فعليا... ولا بد من إجراء تغييرات على طريقة تفكيرنا إزاء الإرهاب".

وفي أكتوبر، في واقعة مشابهة لما حدث السبت، قتل رجل امرأتين طعنا في مدينة مرسيليا الساحلية وأردته الشرطة قتيلا.

وكانت أعنف الهجمات التي تعرضت لها فرنسا في الأعوام الثلاثة الأخيرة قد وقعت في باريس في نوفمبر 2015 وأسفرت عن مقتل 130 شخصا.