"منظورات حضرية" معرض يصور نظرة الفنان للمعمار في الوطن والغربة

الدوحة - يستضيف غاليري المرخية معرضا بعنوان "منظورات حضرية" يجمع بين الفنان التشكيلي القطري مبارك آل ثاني والفنانة العراقية ريم البحراني، ويستمر حتى الثاني عشر من يونيو المقبل.
يشتمل المعرض المشترك على 30 عملا فنيا، منها 16 لوحة تشكيلية للفنان القطري، و14 منحوتة للفنانة العراقية. ويمثل موضوع العمارة قاسما مشتركا بين الأعمال، حيث استلهمها كل من الفنانين من منظوره الخاص ووفق رؤيته والخامة التي يستخدمها.
وحول أسلوبه في استلهام العمارة ومعالجتها في لوحاته، أوضح الفنان التشكيلي الشيخ مبارك آل ثاني أن المعمار في المشهد الحضري يمثل مصدر إلهام لفنه، وإنه يبحث عن الملامح الإنسانية المشتركة بين البشر، من خلال اكتشافه للعناصر المشتركة بينهم في العمارة، من خلال النظر والتأمل من الأعلى، حيث يكتشف الإنسان التشابه في المعالم الأساسية لحياة الناس في أماكن مختلفة، من مدارس ومحاكم وموانئ ومساكن.
وأضاف "أحيانا يولد التشابه من قلب الاختلاف، حيث تؤدي الطبيعة المختلفة في المناخ إلى نوع من السلوك المشترك، حيث يؤدي المناخ البارد في مدينة والمناخ الحار في مدينة أخرى، إلى أن يمارس الناس نوعا من الحياة والحركة في الداخل مثل المولات وأماكن التسوق".
وأشار إلى أنه يستخدم تقنية وأسلوب التجريد للتعبير عن رؤاه وتأملاته ويستخدم الألوان لرسم شخصية المدينة بمعمارها وبنيتها التحتية وتضاريسها.
وبعنوان "من بيت لبيت" أوضحت الفنانة ريم البحراني في كلمة بكتيب المعرض، أنها ولدت وعاشت بعيدا عن وطنها الأم، مما دفعها إلى استكشاف بيوت في الشتات فيها الكثير من الخيال والشوق والطموح والذاكرة.
وأوضحت الفنانة أن كل منحوتة من منحوتاتها المشاركة في المعرض المشترك تبرز سعيها الدائم للانتماء، حيث تعتمد على ذكرياتها الشخصية التي يحملها كل منزل عاشت فيه، وتنسج قصصا تعكس حنينها إلى أماكن جديدة، مما يعكس تعقيد الهوية وطبيعة الانتماء أبعد من المفاهيم التقليدية للمكان.
أسلوب هذه الفنانة، يصفه الناقد الدكتور حمد سلطان بالقول "منحوتاتها تحيلنا إلى العمارة التفكيكية التي سادت في أوروبا بما يسمى طراز القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، فالإنسان ينشأ وتنشأ معه الرغبة في تفكيك الأشياء. فهي حالة مرتبطة بالغريزة الإنسانية".
ويوضح أن "ريم البحراني فنانة عربية من الجيل الثاني الذي اغترب في أوروبا حيث ولدت وعاشت وتعلمت بعيدا عن أصولها العراقية، هذا الجيل لم يستقر في مكان معين لم يتشبع بالأماكن، لم يمد جذورا عميقة في الأماكن التي استقر فيها، فقد حملت في ضميرها كل العالم.. كل البنايات التي اهتزت بفعل حرب أو زلزال واهتزت معها الصور المعلقة على الجدران، واهتزت معها كل أحلام البشر وذكرياتهم. حملت في ضميرها ذكريات أسرتها المهاجرة وآلامها، حملت معها انتماءها الذي لم تجربه يوما ما".