منظمة فاو تدعم تنمية الثروة البحرية في تونس

رغم انخفاض استهلاك منتجات مصايد الأسماك خلال فترة الجائحة، فإن الصيادين في خليج قابس تمكنوا بفضل مساعدة منظمة فاو من تحويل هذا السرطان الأزرق إلى تجارة مربحة.
الجمعة 2021/10/22
الثروة البحرية أحد المصادر لتحصيل العملة الصعبة

تونس - كثفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) من دعمها لتونس من بوابة تنمية الثروة البحرية، التي تعتبر أحد المصادر للبلد لتحصيل العملة الصعبة من تسويقها في الأسواق الخارجية.

ويبرز دعم فاو عبر برنامج “تعزيز حوكمة مصايد الأسماك وتنميتها في تونس” لمساعدة الصيادين المحليين لتحويل السرطان الأزرق الذي شكل مشكلة كبيرة لهم حينما ظهر لأول مرة عام 2014 في خليج قابس إلى منتج قابل للتصدير وكذلك تطوير قدرات العاملين في القطاع وتعزيز مداخيلهم بشكل مستدام.

ولم يكن الصيادون يكترثون بهذا النوع من القشريات لكونه غير مطلوب في الأسواق المحلية ولعدم توفر الآليات الكافية لتصديره، كما أن السلطات لم تفكر بجدية في جعله موردا يدر أموالا على خزينة الدولة.

ولكن تكاثر السرطان الأزرق في سواحل البلاد الجنوبية تحول إلى ثروة إذ أثار انتباه وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري إلى فرص الاستثمار فيه خلال السنوات الأخيرة.

وانعكس هذا الاهتمام بشكل لافت هذا العام، حيث تشير إحصائيات فاو إلى أن تونس حققت عوائد بلغت 7.2 مليون دولار في الأشهر الخمسة الأولى من 2021 من تصدير أكثر من ألفي طن بعدما جنت في الفترة ذاتها العام الماضي عوائد بلغت 3.1 مليون دولار من تسويق 796 طنا في الخارج.

7.2 مليون دولار عوائد تونس من تصدير السرطان الأزرق في أول 5 أشهر من 2021 وفق فاو

وكانت تونس قد صدّرت في العام 2016، وهو تاريخ بداية الاستثمار في السرطان الأزرق، قرابة 42 طنا فقط، لكن الصادرات تضاعفت عشر مرات في العام التالي.

ويقول المجمع المهني المشترك لمنتوجات الصيد البحري أحد هياكل وزارة الفلاحة أن التوجه المستقبلي يفرض إعادة النظر في الخطة التي تقوم على محاربة سلطعون البحر وإعادة تبويبه ضمن الثروات البحرية للدولة.

وأنشأت السلطات في 2019 مصنعا بجزيرة قرقنة التابعة لولاية صفاقس سرعان ما حرك النشاط الاقتصادي بالمنطقة حيث وفر نحو 50 فرصة عمل جديدة.

وتحوّلت استثمارات القطاع الخاص في مصانع إنتاج السرطان الأزرق من مجرد تعبئته وتجميده إلى تجهيز المنتجات المطبوخة من أجل التوسع في الأسواق الآسيوية والإيطالية والإسبانية وفي الأميركيتين.

وذكرت وكالة الأنباء التونسية الرسمية أن بعض مصانع الأغذية في مدينة جرجيس جنوب البلاد تدرس إدراج السرطان الأزرق المطبوخ كأحد منتجاتها لدخول أسواق أخرى.

وقالت فاو في نشرة على منصتها الإلكترونية “في الواقع، حتى في تونس التي لم يكن فيها السلطعون طبقا تقليديا أو مكونا تقليديا في الطهي، ولكن هذا المنتج بدأ يظهر في الأكلات المحلية نظرا إلى توافره في الأسواق”.

ورغم انخفاض استهلاك منتجات مصايد الأسماك خلال فترة الجائحة، فإن الصيادين في خليج قابس تمكنوا بفضل مساعدة منظمة فاو من تحويل هذا السرطان إلى تجارة مربحة، وفي تنويع مصادر دخلهم وفرصهم الاقتصادية.

ويعد السرطان الأزرق خامس أكثر أنواع السرطانات البحرية طلبا في الأسواق العالمية وهو يحظى بشعبية في دول آسيوية والولايات المتحدة وأستراليا.

10