منظمات دولية للفيفا: كفروا عن ذنبكم وامنحوا بناة ملاعب قطر تعويضات

قطر ترفض الدعوات المطالِبة بإنشاء صندوق خاص لتعويض العمّال المهاجرين.
السبت 2022/11/12
ضجيج حقوقي ينغص على قطر فرحتها بالعرس الكروي

الدوحة - تضغط منظمات حقوقية دولية من أجل تمكين العمال الذين بنوا ملاعب مونديال قطر من تعويضات.

وقبل تسعة أيام من انطلاق بطولة كأس العالم بكرة القدم، جدّدت منظمة العفو الدولية الجمعة الدعوة التي وجهتها في مايو إلى جانب 24 منظمة غير حكومية أخرى بينها “هيومن رايتس ووتش”، للتعويض عن “انتهاكات” بحق العمال.

وتقول المنظمات غير الحكومية إنّ العديد من العمال الأجانب، وخصوصا من جنوب وجنوب شرق آسيا وكذلك من أفريقيا، استُغلوا وأسيئت معاملتهم. وقد اشتكى عمّال من ظروف عمل سيئة تشمل العمل الإجباري لساعات إضافية دون أجر وعدم الحصول على عدد كاف من أيام الراحة.

أنييس كالامار: قطر وفيفا يريدان ترسيخ فكرة صعوبة تقديم تعويضات
أنييس كالامار: قطر وفيفا يريدان ترسيخ فكرة صعوبة تقديم تعويضات

ودعم بعض رعاة كأس العالم مثل “أديداس” و”كوكا كولا” و”ماكدونالدز” الدعوة الأولى للتعويض المالي، فيما ندّد فريق كرة القدم الأسترالي في مقطع فيديو بسوء معاملة عمال قاموا ببناء أو تجديد الملاعب الثمانية التي ستقام فيها بطولة كأس العالم في الإمارة الخليجية الثرية.

وكتبت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار في مقال نشرته في صحيفة “لوموند” الفرنسية “في خضم هذا الضجيج المتزايد، التزم الصوت الأكثر أهمية صمتا ملحوظا: صوت جياني إنفانتينو”.

وتابعت كالامار “رغم التأكيدات الخاصة والعامة من فيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) التي أعلنت عن ‘دراسة الاقتراح’، فإن جياني إنفانتينو يتهرّب باستمرار من السؤال. لم يرد بعد على رسالتنا المشتركة”.

وأكدّ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ردا على سؤال لفرانس برس حول مقال منظمة العفو، بالقول “الإجراءات التي تضمن صحة ورفاهية العمال (في مواقع البناء) في كأس العالم كانت ذات أولوية”.

وذكر أن الاتحاد الدولي لعمال البناء والخشب قام بـ”عمليات تفتيش مستقلة منتظمة” في الورش القطرية.

وأثار رئيس الاتحاد مؤخرا غضب المجموعات المدافعة عن حقوق الإنسان بعدما حث الدول الـ32 المشاركة في البطولة على “التركيز على كرة القدم”، وذلك في رسالة كشفت شبكة “سكاي نيوز” فحواها في الرابع من نوفمبر. كما حثّ الفرق على عدم “إعطاء المزيد من الدروس الأخلاقية”.

وأشارت كالامار إلى أن إنفانتينو أجرى “تغييرا مهمّا في نهج هيئة إدارة كرة القدم العالمية تجاه حقوق الإنسان”، لكنها وصفت طلب المسؤول الرياضي الإيطالي السويسري بأنّه “محاولة فظة لا لبس فيها لتبرئة فيفا من المسؤولية عن هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان وتجاه هؤلاء العمّال”.

وتابعت أن “سياسة فيفا الخاصة تنص على التزام الاتحاد بمعالجة الانتهاكات التي يساهم فيها”، مضيفة “بالنظر إلى التاريخ الموثّق لانتهاكات حقوق العمال في قطر، كان فيفا يعرف، أو كان ينبغي أن يعرف، بالمخاطر الواضحة التي يتعرّض لها العمال في وقت منح تنظيم كأس العالم لهذا البلد”.

بعض رعاة كأس العالم دعموا الدعوة الأولى للتعويض المالي، فيما ندّد فريق كرة القدم الأسترالي بسوء معاملة عمال قاموا ببناء الملاعب الثمانية التي ستقام فيها بطولة كأس العالم

وأعلن وزير العمل القطري الأسبوع الماضي أنّ بلاده ترفض الدعوات المطالِبة بإنشاء صندوق خاص جديد لتعويض العمّال المهاجرين الذين قضوا أو تأذّوا على أراضيها خلال تشييدهم المشاريع الضخمة لاستضافة كأس العالم.

وقال الوزير علي بن صميخ المرّي إنّ الدوحة لديها منذ سنوات صندوقا لتعويض العمّال المهاجرين دفعت من خلاله لهؤلاء مئات الملايين من الدولارات من التعويضات والمعونات، معتبرا أن الدعوة إلى دفع تعويضات جديدة “حيلة دعائية”، وأن بعض المنتقدين يصلون إلى حدّ “العنصرية”.

وفي مقالها الجمعة، انتقدت “منظمة العفو الدولية” موقف قطر والاتحاد الدولي لكرة القدم واعتبرت أنهما “يريدان ترسيخ فكرة أنّ تطوير وتطبيق ‘حزمة’ من إجراءات التعويض مسألة معقدة”.

وبحسب المنظمة غير الحكومية، فإنّ عدد الأشخاص المتورطين وحجم الانتهاكات “يجعلان هذا الالتزام معقدا بالطبع، لكن لا يمكن استخدام هكذا كذريعة للتقاعس عن العمل أو المزيد من التأخير”.

وكتبت كالامار “كل ما نطلبه في هذه المرحلة هو أن يلتزم فيفا التزاما صارما بتعويض ضحايا الانتهاكات وتمويل برامج الوقاية، بما في ذلك إنشاء مركز يمكن للعمال التعرّف فيه على حقوقهم والحصول على المساعدة والمشورة القانونية. كلّ ما يتطلبه الأمر هي شحطة قلم بسيطة من إنفانتينو”.

3