منظمات دولية تستثمر في زيارة البابا إلى البحرين لتسليط الضوء على تجاوزات حقوقية تنفيها المنامة

السلطات البحرينية تؤكد على أن حرية الدين والعبادة حقوق مصونة بموجب الدستور.
الأربعاء 2022/11/02
زيارة تاريخية

المنامة - تحاول منظمات حقوقية دولية استثمار الزخم الحاصل حول زيارة البابا فرنسيس إلى البحرين لتسليط الضوء على ملف حقوق الإنسان في المملكة الخليجية الصغيرة.

ويتوجّه البابا فرنسيس الخميس إلى المنامة في زيارة تستمر أربعة أيام، هي الأولى لحبر أعظم إلى المملكة، تتركز حول تعزيز الحوار مع الإسلام.

والزيارة التي تأتي في إطار منتدى حوار بين الشرق والغرب، هي الزيارة التاسعة والثلاثون التي يجريها بابا روما إلى الخارج، والثانية من نوعها إلى شبه الجزيرة العربية بعد زيارته التاريخية إلى الإمارات العربية المتحدة عام 2019.

ومن المقرر أن يلقي البابا البالغ من العمر 85 عاماً، والذي يستخدم في الوقت الراهن كرسياً متحركاً للتنقّل، سبعة خطابات خلال زيارته إلى البحرين، البالغ تعداد سكانها 1.4 مليون نسمة.

من المتوقع أن يضاعف البابا الذي يعد مدافعاً شرساً عن الحوار بين الأديان والتعايش السلمي بين المؤمنين، إشارات الانفتاح على الإسلام في البحرين

وأقامت البحرين، وهي من الدول التي تسمح بحرية العبادة بخلاف جارتها السعودية التي تحظر ممارسة أي ديانة على أراضيها غير الإسلام، علاقات دبلوماسية مع الفاتيكان في العام 2000. ويقطنها نحو ثمانين ألف مسيحي كاثوليكي، هم عمال من الهند والفلبين بشكل أساسي.

ويتوقع أن يضاعف البابا الذي يعد مدافعاً شرساً عن الحوار بين الأديان والتعايش السلمي بين المؤمنين، إشارات الانفتاح على الإسلام في البحرين، بعد ستة أسابيع من تحذيره من “استغلال” الدين خلال مؤتمر حوار عالمي بين الأديان في كازاخستان.

ويلقي البابا الذي يبدأ زيارته ظهر الخميس، كلمة أمام أعضاء “مجلس حكماء المسلمين” في جامع قصر الصخير الملكي ويلتقي شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، الذي وقع معه في أبوظبي وثيقة تاريخية حول الأخوة الإنسانية.

ورغم إصرار الفاتيكان على “رسالة السلام والوحدة” التي تتسمّ بها الزيارة، لكن منظمات حقوقية تريد من البابا استغلال الزيارة في إثارة الملف الحقوقي مع القيادة البحرينية.

وأشارت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في بيان إلى “تهميش الحكومة المستهدَف” لشخصيات معارضة، معتبرة أنه “لا يمكنك القول إن البحرين ديمقراطية”.

وتحدّثت منظمة العفو الدولية من جهتها عن “انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان” من قبل السلطات، و”أعمال تعذيب”، فضلاً عن انتهاكات لحرية التعبير والتجمع.

السلطات البحرينية تؤكد أنه لم يتم القبض على أي فرد في البحرين أو اعتقاله بسبب معتقداته الدينية أو السياسية

في المقابل، رفضت السلطات الانتقادات وقالت في بيان أرسلته إن “حرية الدين والعبادة حقوق مصونة بموجب الدستور، ولا تتسامح المملكة مع التمييز أو الاضطهاد أو الترويج للانقسام على أساس العرق أو الثقافة أو المعتقد”.

وتابعت “يخدم المواطنون من جميع الأديان والأعراق والأجناس في المناصب العامة ذات المسؤولية، ويتم تعيينهم على أساس الجدارة”.

وشدّدت على أنّه “لم يتم القبض على أي فرد في البحرين أو اعتقاله بسبب معتقداته الدينية أو السياسية”، مضيفة “في الحالات التي يحرّض فيها الأفراد أو يشجعون أو يمجدون العنف أو الكراهية، هناك واجب للتحقيق، وعند الاقتضاء، مقاضاة هؤلاء الأفراد”.

وقبل أسبوعين من بدء كأس العالم 2022 في كرة القدم في قطر، يمكن للبابا فرنسيس أن يعرّج في خطاباته على حقوق العمال المهاجرين والدفاع عن البيئة، وهما قضيتان يوليهما أهمية خاصة.

ويحظى البابا فرنسيس باستقبال رسمي في العوالي عند الساعة 16,45 بالتوقيت المحلي (13,45 ت غ)، ثم يلتقي ملك البحرين في قصر الصخير، حيث يلقي كلمته الأولى أمام السلطات وممثلين عن المجتمع المدني والسلك الدبلوماسي.

وبعد اختتامه يوم الجمعة “منتدى البحرين للحوار: الشرق والغرب من أجل العيش الإنساني معاً”، يترأس الحبر الأعظم لقاء مسكونياً وصلاة من أجل السلام في كاتدرائية سيدة العرب، الكنيسة الكاثوليكية الأكبر في منطقة الخليج العربي والتي جرى افتتاحها نهاية العام 2021.

Thumbnail

وصباح السبت، يترأس الحبر الأعظم القدّاس في ملعب البحرين الوطني. ومن المتوقع أن يحضره قرابة 28 ألف مسيحي، 20 ألفاً منهم من المقيمين في البحرين، وفق ما يقول كاهن الجالية العربية في البحرين الأب شربل فياض لوكالة فرانس برس.

ويُنتظر مشاركة مؤمنين مسيحيين مقيمين في دول الخليج المجاورة كالسعودية والإمارات والكويت وقطر وعُمان في القداس، بحسب فياض.

ويختتم البابا زيارته الأحد بصلاة مع رجال الدين الكاثوليك في كنيسة القلب الأقدس في المنامة.

ومنذ انتخابه على سدّة الكرسي الرسولي عام 2013، زار البابا فرنسيس الأرجنتيني الجنسية، أكثر من عشر دول ذات غالبية مسلمة، بينها الأردن وتركيا والبوسنة والهرسك ومصر وبنغلاديش والمغرب.

3