منصة بدائية للصواريخ تشعل حرب التبرؤ من قصف إسرائيل من لبنان

نفي سريع من حزب الله يؤكد أن الحزب ليس لديه استعداد للحرب، ولا حتى من باب المناوشات كما في حرب "إسناد غزة".
الأحد 2025/03/23
مناوشات قد تجر لبنان لحرب جديدة

بيروت- تسابق الفرقاء اللبنانيون للتبرؤ من الوقوف وراء إطلاق صواريخ من منصات بدائية على إسرائيل، في رسالة واضحة تظهر أن لبنان بكل مكوناته، بما في ذلك حزب الله، يرفض العودة إلى الحرب وما تحمله من ضربات إسرائيلية قاسية تخلف المزيد من الدمار والقتلى.

ولم تتبن أيّ جهة عملية إطلاق الصواريخ، وعثر الجيش اللبناني على ثلاث منصات صواريخ بدائية الصنع في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني، وعمل على تفكيكها.

وبادر حزب الله سريعا إلى نفي أيّ علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على “الأراضي الفلسطينية المحتلة”. ويحمل هذا النفي السريع تأكيدا على أن الحزب ليس لديه استعداد للحرب بأيّ صورة كانت، ولا حتى من باب المناوشات المحسوبة مع إسرائيل كما كان يحصل خلال الأشهر الأولى من حرب “إسناد غزة”.

نبيه بري: المستفيد الأول والأخير من جر لبنان والمنطقة إلى دائرة الانفجار الكبير هي إسرائيل

ويرى مراقبون أن الحزب، الذي خسر الكثير من قياداته السياسية والعسكرية، من الصف الأول والثاني، والمئات من مقاتليه، يحتاج إلى وقت لإعادة ترتيب بيته، لافتين إلى أن النفي لا يعني أن الحزب قبل بتنفيذ اتفاق 1701 ولا أنه يفكر في التخلي عن سلاحه أو الاكتفاء بلعب دور محدود، وأن الأمر مجرد هدنة مؤقتة ليعود بعدها بنفس شعاراته القديمة.

لكن المهم أن هذا النفي يوجه رسالة إلى إيران بأن الحزب لا يقدر حاليا على أن يتولى معارك بدلا عنها بعد أن خسر أكثر قوته في الحرب.

وجدد حزب الله التأكيد على التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، والوقوف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا “التصعيد الصهيوني الخطير“.

وكانت مصادر في حزب الله قالت، لقناة “الجديد” اللبنانية، إن “الحزب ملتزم بقرار الدولة ولم يخرج عن هذا الالتزام منذ اتفاق وقف إطلاق النار“.

وسعى الحزب إلى التعامل مع القصف على أنه لعبة من إسرائيل لتبرير هجومها على لبنان، رغم أن أوساطا لبنانية ترجّح أن يكون الهجوم من تنفيذ مسلحين فلسطينيين يريدون استمرار الأزمات وجرّ إسرائيل إلى تدخل جديد في لبنان.

بدوره دعا رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الجيش والسلطات القضائية والأمنية ولجنة مراقبة وقف إطلاق النار إلى المسارعة بكشف ملابسات ما حصل في الجنوب، في وقت يعتبر فيه المراقبون أن مهمة بري هي التغطية على حزب الله وإظهار التزامه بوقف إطلاق النار ونقل الضغوط إلى جهة أخرى خارجية.

وصباح السبت، أعلنت إسرائيل تعرض مستوطنة المطلة (شمال) لهجوم صاروخي مصدره لبنان، ردت على إثره بقصف عدد من قرى وبلدات جنوب لبنان، ما أسفر عن قتلى وجرحى.

وقال بري في بيان، إن “المستفيد الأول والأخير من جر لبنان والمنطقة إلى دائرة الانفجار الكبير هي إسرائيل ومستوياتها الأمنية والعسكرية التي خرقت القرار 1701 وبنود وقف إطلاق النار بأكثر من 1500 خرق حتى الآن“.

وأشار إلى “التزام لبنان ومقاومته بشكل كلي بكل مندرجات الاتفاق.“

وأدان الرئيس اللبناني جوزيف عون، محاولات استدراج بلاده مجددا إلى دوامة العنف، واصفا ما حدث في الجنوب بأنه “اعتداء متماد” على لبنان.

وحذر رئيس الوزراء نواف سلام من مخاطر جر البلاد لحرب جديدة إذا تجددت العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية.

وقال سلام في بيان إنه يحذر من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة، تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين.

من جانبه، أعلن وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى أن بلاده ستتصدى “بقوة” لمحاولات ضرب جهود الدولة في ترسيخ الأمن والاستقرار على كافة أراضيها.

وقال منسى “لبنان يرفض العودة إلى ما قبل وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، وسيتصدى بقوة لمحاولات ضرب جهود الدولة في ترسيخ الأمن والاستقرار على كل الأراضي اللبنانية ولاسيما على الحدود الجنوبية والشرقية“.

وأضاف أن “الجيش اللبناني باشر التحقيق في ملابسات إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة (إسرائيل).”

ويعتقد المراقبون أن الجيش اللبناني سيعمل على الاستفادة من التصعيد الجديد للإمساك بالملف الأمني من خلال توسيع دائرة المراقبة واكتساب شريعة لمحاججة مختلف الفرقاء بما في ذلك حزب الله ومنعه من تنفيذ أيّ عمليات ضد إسرائيل يمكن أن تجلب دمارا جديدا على لبنان.

وردا على الصواريخ، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إنه أصدر تعليمات للجيش “بالتحرك بقوة ضد عشرات الأهداف الإرهابية في لبنان”.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان منفصل إنه قصف عشرات من منصات إطلاق الصواريخ لحزب الله ومركز قيادة كان مسلحو الجماعة يعملون من خلاله في جنوب لبنان.

1