منشورات تحريضية لمراسل الإخبارية السورية تشكك في استقلاليتها قبل انطلاقها

السوريون يفقدون ثقتهم بقناة الإخبارية السورية.
الجمعة 2025/05/02
خيبة أمل

دمشق - تشهد مواقع التواصل الاجتماعي السورية موجة غير مسبوقة من خطاب الكراهية والتحريض على العنف، مع انتشار مقاطع الفيديو المليئة بالحقد الطائفي من قبل مستخدمين وحسابات مشبوهة، غير أن صدور هذا الخطاب من قبل مراسل قناة الإخبارية السورية التي تتهيأ للانطلاق بعد يومين أثار موجة استنكار واسع وفقدان الثقة بوسيلة إعلام يفترض أنها تمثل جميع أطياف البلاد.

وظهر المراسل قاهر سعود السعود، المعروف بحسابه “أبوالجود الحلبي” على فيسبوك، عبر منشورات أكد فيها أنه يعمل لصالح القناة الحكومية المنتظر انطلاقها في الخامس من مايو.

ونشر السعود منشورا يحرض على العنف الطائفي، مهدداً من لا يقبل بحكم “بني أمية”، على حد وصفه، بمصير ينذر بـ”زهق أرواح الآلاف”، وبعد أن تم تداوله على نطاق واسع وسط استنكار وغضب شديدين قام بحذف المنشور.

واعتبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن الخطاب الطائفي الذي ينتشر على الشبكات الاجتماعية يفاقم الشرخ المجتمعي الذي يواصل الاتساع مع صعوبة التئامه، وهو يصدر من مستخدمين عاديين أو صفحات مشبوهة، لكن أن يصدر التحريض من مراسل وصحافي يمثل وسيلة إعلامية تعتبر صوت الدولة فذلك يعني ضربة لقناة الإخبارية ومصداقيتها وصورتها أمام الرأي العام قبل أن تبدأ البث.

وتوجه الكثير من الناشطين والصفحات السورية إلى وزير الإعلام للتصرف بشأن الانتهاك المهني الخطير على الدولة والمجتمع الذي ارتكبه المراسل، وقالت صفحة على فيسبوك:

وأضاف الحساب أن “هذه خيانة للقسم في حال كان أب الجود خريجا أكاديميا. وهذه مساقات خطرة للغاية ومنشوره هذا عبارة عن كمين غبي لوزارة الإعلام برمتها وأعتقد ستكون انعكاساته سلبية جدا على وزارتك في قادم الأيام إن لم تتفاد هذا التخبيص.”

وعلقت ناشطة باستهجان، مستعملة بعض العبارات المستمدة من اللهجة المحلية:

وكتبت ناشطة أخرى:

واعتبر البعض أن حديث المراسل مؤشر مهم على الأداء القادم للقناة الإخبارية السورية ونوعية الخدمة التي ستقدمها للجمهور السوري المنقسم أساسا ويتناحر على صفحات مواقع التواصل تفاعلا مع أي منشور سياسي، وأضاف أن نماذج الكوادر الإخبارية للقناة لا تبشر بالخير لذلك لا داعي إلى انطلاقها والمساهمة بالمزيد من الكوارث الإعلامية في البلاد، وجاء في تعليق:

وجاء في تعليق آخر ساخر:

واعتبر متابعون أن المنشورات التي تورط المراسل بنشرها وقام بحذفها لاحقا ليست سوى امتداد لموجة الحقن الطائفي والأعمال الانتقامية التي وثقتها عدة فيديوهات، إذ لم يتورع مرتكبوها عن التصوير مع ثقتهم بعدم وجود مساءلة.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر تم إغلاق القنوات التلفزيونية والإذاعات الرسمية والخاصة، ما ترك فراغاً معلوماتيا كبيرا، وجعل السوريون يبحثون عن الخبر عبر مصادر متنوعة وعلى رأسها المنصات الاجتماعية التي باتت المحرض الرئيسي اليوم على الاقتتال الطائفي، من خلال التجييش والمعلومات المضللة والتحيز في نقل الخبر.

وقد ظهر ذلك واضحاً في مواقف وردود أفعال المستخدمين، ومن ضمنهم إعلاميون وشخصيات عامة وقعت تحت ضغط التجييش والحقن الطائفي الضمني أو العلني في وقت تم فيه تداول الدعاية للمظلومية بالتبادل مرة تلو أخرى بين مكونات المجتمع السوري وطوائفه. وتم التحريض عبر رجال الدين على المنابر في أكثر مرة للتعبئة الطائفية.

واعتبر المتابعون أن منشورات المراسل تضيف خيبة أمل للواقع السوري بعد أن كان من المنتظر وضع حد لفوضى الأخبار الكاذبة والمضللة؛ حيث كانت مصادر من القناة الإخبارية قد كشفت أنها ستكون ذات محتوى إخباري عربي غير منحاز للحكومات، وستكون مؤسسة إعلامية مستقلة من حيث الخطاب الإعلامي ولن تبرر للحكومات، كما أنها لن تجامل.

وأضافت المصادر أن القناة سيجري تمويلها من دافع الضرائب السوري على نسق هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وقناة الجزيرة الفضائية وقناة فرانس 24 الفرنسية، والتي يجري تمويلها من دافع الضرائب البريطاني والفرنسي والقطري.

5