منشقّ عن حماس: خذلوا الشعب والوطن والدين

معلقون: العمالة قضية يجب أن تُناقش بعيدا عن التجاذبات السياسية بين الفصائل.
الخميس 2019/07/04
هل يؤدي التطرف للعمالة

بثّ مقابلة مع نجل قيادي في حركة حماس يقول إنه انشق عن الحركة موجها لها سيلا من الاتهامات على قناة إسرائيلية يقسم الرأي العام في فلسطين بشأن التعاطف مع والده ويفتح نقاشا حول أساليب التربية في الحركات الإسلامية التي خرّجت العملاء.

غزة - استبقت حركة حماس بثّ “القناة 12” الإسرائيليّة لمقابلة مع صهيب، ابن القيادي في حركة حماس حسن يوسف بعد “هروبه إلى دولة في جنوب شرق آسيا”، على حدّ زعم القناة، بإطلاق هاشتاغ على الشبكات الاجتماعية يحمل عنوان #كلنا_أولادك.

وجاء في الفيديو الترويجي للمقابلة التي تأجل بثها ليلة الثلاثاء على لسان صهيب “أبوي من الأشخاص المخدوعين في حركة حماس، أنا أدعوه إلى الاستقالة من حركة حماس الفاسدة، قيادة الحركة تعيش في فنادق فخمة، حراسة أمنية وبرك سباحة”.

وفي نهاية الفيديو الترويجي يسأله المراسل الإسرائيلي إيهود بن حمو “مش خايف من حكم الإعدام بعد هذه المقابلة؟”. ووعدت القناة الإسرائيليّة ببث المقابلة كاملة، زاعمة أن صهيب “سيكشف تفاصيل دقيقة عن فضائح حركة حماس وتنظيمات فلسطينية أخرى”.

وبحسب موقع قناة “آي24” الإسرائيلية، فقد “أكد صهيب ما نشرته وسائل الإعلام العبرية عبر منشور على فيسبوك قال فيه “قدمنا تضحيات للوطن لم يقدمها أكبر زعماء حماس وبالمقابل خذلوا الشعب والوطن والدين وسرقوا التبرعات وقسموا الشعب وقتلوا الأبرياء الموحدين فكان لا بد من كشف المستور وفضح مشروعهم الإيراني وفسادهم أمام الشرفاء في هذا الوطن الغالي الحبيب فلسطين”.

وكان شقيق صهيب، مصعب هرب من الضفة الغربية في العام 2010 وكشف عن ارتباطه بالمخابرات الإسرائيلية وعمله معها لسنوات طويلة ما دفع والده إلى التبرّؤ منه.

وفي مارس 2010، قام بنشر سيرته في كتاب بعنوان “ابن حماس”، الذي تحوّل إلى فيلم بعنوان الأمير الأخضر، وأنتج سنة 2014.

وحسن يوسف هو من أبرز قياديي حركة حماس وقضى في السجون الإسرائيلية حوالي 20 سنة، وفق تقارير إعلامية فلسطينية.

وأثار الخبر ضجّة واسعة وتحوّل إلى قضية رأي عام في فلسطين. وعادة ما يتخذ الفلسطينيون مواقف غير متسامحة بالمرّة مع الأفراد الذين ينشقون عن الصف الفلسطيني ويتعاونون مع الجانب الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال.

ويعاني ذوو هذه الفئة من نبذ ووصمة اجتماعية حتى وإن لم يكونوا متورطين في الأمر. لكن التضامن مع حسن يوسف كان واضحا.. وقال معلق:

عنان العجاوي

حتى لو اختلفت فكريا وتنظيميا مع الشيخ حسن يوسف، فمن شرف الخصومة ألّا تشمت به عندما يُخترَق بيته من الداخل، ويسقط اثنان من أبنائه. السبب ليس خطأ في التربية، الشيخ يوسف لم يربِّ أبناءه، لأنه قضى أكثر من 17 عاما في سجون الاحتلال، وأُبعد سنة إلى جنوب لبنان. الرجل غاب عن بيته 18 عاما على الأقل، وترك أبناءه أمانة لدى المجتمع!

والمجتمع الذي يعجز عن أن يسدّ مكان أسير غائب.. عليه أولا أن يَشمَت من نفسه.

وردا على حملة #كلنا_أولادك، كتب ناشط على فيسبوك:

Luay Adi

معقول صرنا نتعاطف مع والد الجاسوس.. وننسى والد الشهيد!

وسخر:

أصحاب عبارة #كلنا_أولادك، معقول بدكم تكونوا جواسيس! لا يمكن التعاطف مع جاسوس.. ولا والده.. عار العمالة والخيانة لا يغسله إلا الدم.

من جانبه، أكد معلقون أن هذه القضية يجب أن تُدرس وتُناقش بعيدا عن التجاذبات السياسية، وتساءلوا عن أساليب تربية الحركات الإسلامية وصولا إلى الفلسفة الإسرائيلية في إسقاط الشباب. وكتب معلق:

Khaled Soleiman

متعاطف مع الشيخ حسن بلا حدود.. لكن.. هذا درس لكل أب.. أعتقد أن المشكلة تكمن في الشدة الزائدة عن حدها.. المنع من الاختلاط بالمجتمع بكل تفاصيله والتعرف على كل شيء.. حصرهم بالتشدد الديني والشعور بأن الإسلام في خطر، يجعل أول فرصة غير مقصودة وبشكل مفاجئ صدمة للأبناء الذين لا يعرفون كيف يتعاملون معها.. الأمر ليس جاسوسية بالدرجة الأولى بقدر ما هو عدم قدرة على إدارة التعامل مع مفاجآت.

من جانبه قال المراسل الإسرائيلي إيهود بن حمو الذي أجرى المقابلة مع صهيب في تغريدة:

ohadh1@

خلافا لما تمّ ترويجه في شبكات التواصل الاجتماعي عن المقابلة التي ستبث في القناة الـ12:

1- صهيب يوسف لم يتحدث ضد أبيه بالمرة بل بالعكس.

2- هو أكد أنه لم يتعاون ولم يتعامل مع إسرائيل طول حياته.

3- كل انتقاده بالتقرير كان انتقادا سياسيا بحتا وموجها ضد حركة حماس فحسب.

وقال ناشط في حركة فتح:

Thaer Qadas

#الاغتيال_المعنوي، إن ما يشاع عن نجاح العدو في إسقاط صهيب ابن الشيخ #حسن_يوسف ليلتحق بأخيه مصعب في وحل العمالة، فما يجب علينا الوعي به أن هذا استهداف للروح المعنوية لشعبنا.وعليه، فإن هذا الموقف يلزمنا بأن نلتفّ حول الشيخ حسن وأفراد أسرته ودعمهم في محنتم القاسية هذه والتي اختار العدو المجرم أن يستهدف ما تبقى من روح للمقاومة في شعبنا من خلال استهدافهم.

وعلق متفاعل:

Aziz Elmassri

ما يجري هو اغتيال معنوي ونفسي للشيخ حسن يوسف، هذا الرجل الذي قضى جل حياته معتقلا في السجون الإسرائيلية كان صوتا عقلانيا قلّ نظيره بين قيادات حماس في الضفة الغربية وساهم بشكل كبير في تهيئة الأجواء بعيد الانقلاب في غزة والتواصل الدائم مع قيادات حركة فتح والسلطة الفلسطينية.

وأضاف:

Aziz Elmassri

ضرب لأول مرة بابنه مصعب الذي تنصّر وهرب إلى أميركا بعد اكتشاف عمالته وتبرأ منه.. واليوم يضرب بابنه الثاني صهيب.

هذه القضية يجب أن تدرس وتناقش بعيدا عن التجاذبات السياسية، لماذا وكيف حدث ذلك، هناك الكثير ليقال عن أساليب تربية الحركات الإسلامية وصولا إلى فلسفة الاحتلال في إسقاط شبابنا وأساليبه في ضرب الجبهة الداخلية.. وبرز هذا بشكل واضح في كتاب الأمير الأخضر لمصعب حسن يوسف الذي تعامل معه البعض على أنه هراء لعميل لا يستحق القراءة.

19